قصة مملكة سليمان عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
قيثارة صَدَحَتْ والعزف ألـــــحان... ونــــجمها بطلٌ يدعى سُلَيْمان
في خاتمٍ حلموا سـحراً بــــمملكةٍ ..مصباحُــه ألــِــــقٌ والومض ألــــــوان
داود ورَّثــــــه ملكاً به سَـجدوا ... والجنُّ في مـــــــــــَـــرَجٍ والطــــيــــر تــــــزدان
شَعَّت منارتـه مزماره زُبـــــرٌ ... في الكون أنغامها ناجاه حـــــــــنَّان
فـي وحـيه مدد نـور بـحكمته ... والطـــــفل نابــــغــــةٌ ربَّـــــاه رحـــمـــــن
طفولةٌ شَهِدَت من نَـــجـــــْـمــه عجباً ... والله يـحرسه ما حاك شـيطان
قضاؤه عادل والعدل مرحـــمة ... فاق الورى عــــلــْمُــه في القلبِ إيــــــمان
خصمان حاكمَهم داودُ في غَنَم ... عاثت بـمزرعة والزرع مزدان
وحُكْمُهُ: غَـــنمٌ تعطى لزارعها ...حُكْمٌ به مَضَضٌ والعدل مـــــــيزان
والله فهمها للإبن في وَضَحٍ ...كل بــمُـنْــتَــفِع والناس إخـــــــوان
في حكْمِــــه رضيا والجمع في فرح ... حقاً بـــما اكتسبا، مرحى سليمان
يا مـــــجدَ مَـمْلكة ترسوا قواعدها... دانت لـها أمم والإنس والـجان
والعلم رائده يعلو بـــمنزلة .... كلٌّ له خضعوا والعدلُ ســـــــلطان
والريح جائلةٌ يغدو بـــها نسمٌ.... شهراً يداورها والرَّوْحُ ريــــــــحانُ
والطير طائعة تأتيه من خَبَــــرٍ .... تغشاه في ظُلَل والعلم ميْـــسان
في نَـملةٍ صرخت هبَّا ادخلوا سكناً ... كي لا يـُحَـطِّمَكمْ جندٌ وركبان
في قولـها لُغَـةٌ نور ببسمته.... والله مُكْرمُ من يُدْركْـــــــــهُ حيــــوان
بلقيس من سبأ للشمس ساجدة ... لكنها عدلت والعدل إحســــان
مَكْتوبـَــه قرأت ما جاء هُدْهُدُه ... طوعاً لـمملكتي نادى ســــليمان
يا قوم ما رأيكم ؟ قالوا ارسلوا ذهباً... في تُـحْـفة ذهبوا والكل حيــران
عادوا بـها جزعاً بالحرب هددهم ... يـجتاح دولتَــــهم ذلٌّ وخذلان
لكنهم قبلوا دَرْءاً لصَوْلَتـــــه ... من بطشه سَلِمُـــوا والسِّــلْم رضــــوان
نادى سليمان من يأتـي بـمـجلِسِها ... فقال عِــفْرِيَةٌ يأتيــــك قربان
قال الذي عنده علم بـمكرمة ... "يأتيك في طرْفــــــةٍ تطرفْــــــهُ أجفان"
لـما رآه هوى في سَجْدَة وجبت ... لله يشكره والشـــــكر عرفـــان
بلقيس قد ولـجت بـحراً لناظره ... من ثوبــــها رفعت يأتيه طوفان
أرض مـُمَرَّدة ظنوا بـها نـهراً ... في علمه صقلت والعرش زهوان
هذي العروش أتت لله خاضعةً ...والشمس في نورها نور ونيران
هل تسجدين لها والله خالقها ؟..كيف العقول غفت والحـقُّ ديَّــــــــان؟
لعرشها عرفت قالت يشابـهه ...وأسلَمَتْ حينها والـــحالُ شكران
أسلمْتُ راغبة ، إني لكم تبَعٌ ... والله شـــاهدنا نـــــور له شان
في موته حِكَمٌ والجن تخدمه... ظنوه في سَـهْوة غَشَّـاهُ نســــيان
حتى العصا انكسرت بأُرْضَـــةٍ أكلَتْ ...لو أنهم عرفوا في الأسر ما هانوا
سحر له نسبوا والله برَّأه ...ما كان يعرفه والســـحـــرُ خــــذلان
هاروت ضللهم ماروت ساحرهم ... في بابلٍ نزلا والأصل شيطان
والسحر صنعتهم للناس تفرقة... في مكرهم كُشفا للحـق ما بانوا
هذي روايته والصدق زينــتها ... والله أنْــزَلـها في الـــكــون رُبَّــــان
والحمد لله رب العالمين