واقفة وحدك ..!!
منذ ألف سنة ٍ
أراك ِ شامخة ً
وما زلتِ
تحرسينَ التلالَ الصُلبة ِ
تقفين على درب السماء ْ
وحدك ،
ترقبين الصاعدين إليها ،
والعابرين َ
والرعاة َ
وحتى الغــُزاة ..
شاهدة ٌ أنت ِ
منذ ألف سنة ٍ
على ترحالنا المقيمْ ،
وإقامتنا الراحلة ،
فيحترق جوفك ِ
معلناً كل السواد ،
وما زلت ِ
تنزفين دمعك ِ
زيـتا ً
لأبنائك الزُغب ِ،
مباركاً
كما قال الإلهُ ،
يكادُ يضيء ..
**
ذات ظهيرة ٍ ،
شدني الشوقُ إليك ِ
والحنينُ الجارفُ ،
حين وقفتُ
في ظلكْ ،
أستظلك ،
وأسمع صوتك ،
أشاغلُ أطيارك ِ
وترانيم حزنك ْ
الهاطل
مع تلك الأزاهير التي
للتو حطتْ
كزغب الطير ،
على مقلة الإنتظار ،
فانتظرتُ حتى
ودعني النهار ..
ونامت الشمس في مائها ،
فنمتُ ، كأنني
على حلم نديْ .
..
**
صمتٌ ..
يحاصرني ،
حين يلوح في الأفق البعيد
صوتٌ ،
مع الريح يأتي ،
والمغـني ،
وذلك الناي الحزينْ
يرسل الميجنا ،
والعتابا التي
تعاتبني ما تزال ،
وتفتح
في مخيلتي
تراتيل الرحيل ْ،
فأحط جسدي كله
عند جذعك الحاني ،
وأجهش
بالصمت ِ ثانية ،
وثالثة ، حتى
تضجُ المواويلُ
عند أقدامك
باحثة عن فرح ..
**
يا سيدة الوقت ،
شدني إليك الحنين ُ ،
فأنا ، وأنت ،
وأمي ،
واللاهثون هناك ،
عائلة ٌ قديمة ٌ
تحدرنا معاً
قبل آلاف السنين ْ
من ماء ٍ
وطين ْ ..
فصرتُ منك ،
إليك ،
فيك ،
كما الوشم ِ
على ظاهر القلب ِ
لا ينمحي .
**
وطني الذي فيك ،
دنى ، إلي َّ
تدلى ،
كما العناقيد من أعنابك
أو أكمام نخلك ،
كما سكر تينك
معتقاً ،
ينـزُ بألوانه ِ،
فاسمحي للنحل ِ
أن يحط طنينهُ
أو أنينه ،
على أعتاب شهدك ْ ..
**
تهل ، يا زيتونتي ،
واردات العين ،
بجرار الصبر
بأثواب ٍ مطرزة ٍ
وأنا ما زلتُ
في ظلك ،
أستظلك ،
وألملم ما تبقى
من حكايات ٍ
مجدولة ٍ
بخيوط ذهبية ٍ
تأتي مع الشمس
عند الصباح ..
..
مساء 9 / 11 / 2009
( صحيفة الخليج 12 / 12 / 2009 )