بلادي تموتُ وما من أثر
لروحٍ تموتُ فدىً يا بشرْ
بلادي تموتُ بسهمِ الفسادِ
وفي الموتِ كسرٌ لسيفِ القدرْ
وملَّت بلادي عراكَ الحياة
أراها كشيخٍ رذيل العمرْ
وما عادَ فيها أماني الشباب
فأينَ الشبابُ؟ وعطرُ الزهرْ
بلادي غدت كخليِّ الوفاضِ
فهل من صحابٍ ؟ وما من مقرْ.
بلادي ضريرٌ بلا ساعديهِ
يُعنِّيهِ شعبٌ بدربِ الحفرْ
هناكَ ذوت تحت سجف الظلامِ
بكاءً بهمِّ الثرى والحجرْ
بقلبٍ تجرَّعَ كلَّ الهمومِ
وعادَ إلى رشدهِ واستقرْ
أتاهت من المهدِ حتَّى اللحودِ
وما غير شؤم فسادٍ وشرْ
بلادي دعتها دواعي الشجونِ
فحطَّتْ عصاةَ العنا والسهرْ
سيبكي عليها وميضُ النجومِ
وتخبو تِبَاعَاً فَيَبْكِي القَمَرْ
ويدعو اليباسُ خريرَ المياهِ
يُلبَّى الخريفُ حفيفَ الشجرْ
وينعى السحابُ هبوبَ الرياحِ
وينسى الجِنانَ رنينُ المطرْ
وتصغي إلى (موسقاتِ) اللحونِ
تَبَاهَتْ بإنجابِ آهَ الوترْ
بلادي يُصبُّ عليها الشقاءُ
يُصفُّ العناءُ يُقامُ الضجرْ
بلادي تُطافُ قبيلَ الأفولِ
بقبرٍ من الشعبِ لؤماً غدرْ
وأهلٍ تباكوا بُعَيدَ المصابِ
بقلبٍ يعضُّ بنانَ القهرْ
على ابن وحيدٍ وأُمٍ شريد
وَيَمَنٍ عَصاهُ ابنهُ فانفطرْ
رووهُ عن الجدِّ للعالمينَ
وعَطَّرَ في الشعرِ ليلَ السمرْ
بلادي تموتُ وفي موقفٍ
يذيبُ القلوبَ ويُعمي النظرْ