قَطْريُّ ،
كانَ "أميرَ موتٍ"
قبْل أنْ يُقَلَّدا..
كان الجنونَ،
وكان غضْبةَ صمتِنا..
لكنَّه في الخطبة العصماءِ،
أوْصانا،
وقال : تَفرَّقوا ..
- وشَرَوْهُ بالثّمن الزهيدِ مؤجلا –
ابن الخروجِ،
غَدا علينا داخلا..
ذَرّ الفُجاءَة في عيون رجائنا..
قال المُعمّم قلبه:
- واستلَّ سيف الخِزي من أعطافه –
يا قومُ،
لا تَتَعجّلوا موتا مُخلِّدَكمْ،
وصبرا في مجال الذّلِّ
ما دام الهوانُ
بمستطاع أُنوفنا..
يا قومنا،
لا تأْلَموا.. لكنّه:
يومٌ علينا،
ثمّ يومٌ
ثمّ يومٌ
ثمّ يومٌ بَعْدَه
نعتادُ أن نَتَألما..
يا قومنا،
الجوعُ حقٌ،
فاصبروا..
وتَيمَّموا خبزا
إذا عزّ الطعامْ..
يا قومنا،
الأمنُ نعمةُ أرضنا
فَتَبيَّنوا
أن تسمعوا بعض الكلامْ...
يا قومنا،
دَمُكمْ حلالٌ
إنْ جرى في أمرنا..
ودَمُ الرّغيفِ نجاسةٌ
فتَطهَّروا قبل المنامْ ...
يا أيها القوم الذين
تَملَّقوا،
واستسلموا،
وتخاذَلوا،
طوبى لكمْ..
طوبى لمن
هزّوا الرؤوس
وصفقوا..
طوبى لعشَّاق الظلامْ...