من فجر عينيكِ



يا من خلعتُ إليها جلبابُ الأسرار

حقبة ُ أمري مسْكُوبة بالكأس مرار.

فكلامكِ موعظةٌ وحديثكِ مختار

يامن أرهقني فؤادي سحركِ جرار .

فهناك غراماً منتظراٌ مقدار

تتزاحم مجرى أفكاري ومَداكِ بحار .

فوجودك يجعلني غريب الأطوار

من فجر عيونك من غسق الأخطار.

وتلوح فى أفاق الصبح تلك الأذكار

يا وردة فى بستانٍ قدرُ الأقـــــدار .

فدعيتي أرتشف الضحكة وبها أبْشار

من أزمان الوعد الغالب نخــــتار .

دليني على نبعكِ علّي منه أسُتَخار

فرسوم الحلم بلوحك تُزِهر أشجار .

فالصبر بحوري لا يروى إلا صبار

والورد فى خدك لا يُشتم إلا الأحبار .

وبذور الأرض لا تنبُت إلا أصفار

استرسل أمرح فى روضك لو بخمار .

فحديقة حبي جفت من كل عقار

فعساي ألتحفُ بحبك وتجري الأنهار.

أو أعجم فى بوحك وأتمطا حمار

فعساكر وجـــدك جنب لواء الـــنُظار .

وغرة أحلامي بسمائك تطفو جدار

والضوء الباهت ما عاد فيه خــــــيار .

فقبيلة أوصافك عَلِمت كل الأسرار

بجــماعة أهـــل الـــعلم حيث يــُــثار .

وقناة شعــــورك تُنسب للأشعار

وحقـــيقة أمري بين يديكِ تخـــــتار .

ورماح الشوق بأرضكِ أشــطار

وعجلة عمري تسير مثل الأطـــوار .
ولبوة عُذري بالعُذر مثل قيثار

فالأرض تميدُ تتحير معها الأقمار .

يا عذراء الحب بتولاً وبكار

حبيني يـــوماٌ أو عاماٌ أو مدّرا ر .

سأصنع خبزك من روحي بخار

وأغمر بين شفتيكِ نهر الإبهــــار .

وألوح للزمن الماضي بألا يُثار

وأصنع من صدري وسادةٌ باخْتيار.

وفى كوخ الودّ ساسكن بديار

فقصيدة حبكِ تُبني قواعـــد أسوار .



محمد الدسوقي

القلم الجرئ
‏16‏/02‏/2005