روتينيّةٌ أنا... حدّ إطاحةِ اليومِ بي، و الأمسِ.. و الطّريق... و قطرةِ المطر الّتي حفظت خطواتي فصارت تتعمّد النّزول مباشرةً فوق رأسي لئلّا يوجعها وجه الأرض... ما كانت تدري تلك السّاذجةُ أنّ وجه الأرض أحنّ....
و أنا... لا أسمع لا أرى لا أدركُ إنْ أصلحوا الحفرة في أوّل الشّارع أم لا... لا أدري كيف أبدو حين أشردُ في البعيد الغريب...
لا أتكلّم إذ لا أملك حافظةً أتدارك بها شرودي،
كأسُ شيء ساخن لا أدري ما هو..
كرسيّ متلولب... و قسماتُ ظَهرٍ تشي بالخَرَف...
كلُّها تعرفُني... و لا تحكي...، كم تمنّيت لو فاجأني الشّاي بصورة... كنتُ سأقبّل كأسه آلاف المرّات... إذ لم أرَني يوما شاردة... تبدو لي فكرة جميلة... لكنّ الشّارع أقصر من أن أدعها تمشي فيه...
أعرف جدّا ما هو الفرق بين أن تكون جميلا و أن تكون جميلا... ال تكون الأولى أكبر بعشر سنين... الثّانيةُ عمرها بعد العشر تماما يبدأ... ما أجمل أن تكون الوحيد الّذي يعرف.. و تخبرهم بذات الشّيء فلا يعرفوه...
و حين أصبّ كأس الشّاي في جوفي، أحاول أن أدع جوفي يقرّر كيف يكون البدء... و متى عليّ أن أختار... فالخيارات صعبةٌ بما يكفي لأن أدع لجوفي الخيار... و أن أهرب أنا لسويسرا مثلا...إن حدث و جرّموه بجناية....
معلقا على الباب ما زال عنواني، و آخرُ حرفٍ من شرود فمي....
.
.
.
لا شيء يعدل رحلةً على ليل كوكب....
.
.
عبلة الزّغاميم
21-11-2013