|
إلى تَعزٍ تنسابُ حرفي جَدائلُه |
تبث طيوفاً تسلب الورد ذابله |
يغني على أغصانها الصبحَ جوقةٌ |
من الطير حتى يملأ الليلَ نادلُه |
تعفرها كُحلاً من اللحن مورقاً |
وتمنحها عشقاً صداحاً عنادلُه |
تناغي جناح الغيمِ من سِفر شدْوِها |
وليس سواهُ الشوقُ هاما تطاولُه |
عرفت بها "داراً" لمَى العينِ جدْرُها |
تعانق إرثا لا تميل سنابُله |
كأنّ بياناً سطّر الدار بهْوه |
ومدّتْ لهاةُ الضوءِ نورا تشاغلُه |
بسطتُ جفون العينِ في رحْب بهوه |
وسار سوادُ العينِ طلاً ، أسائله : |
أكانَ أبي يوماً يداعبهُ النّدى |
على صدْرك الحانيْ تميس أنامله |
وكانَ يردّ الروح شجواً يَبُثه |
ويرسل آياً سارحات أيائُله |
هناك بها أمّيْ تحطّ يمامةً |
تندّى سناها الدار حباً تبادلُه |
هناك يذوبُ القلبُ أن عاش حقبةً |
فينسابُ دمعا لاتكلَّ مغازله |
وأهلٍ بها عُشباً توَرّق ظلُّهمْ |
أخفهمُ ! نهرا تشعّ جداولُه |
وصحبٍ كماء الجفن يحيون في دميْ |
أأنساهمُ ؟ والشوق تغليْ مراجلُه |
أأنساهمُ ؟ والأرض تشْتاقُ خَطْوهمْ |
فلاتعذلوا قلباً تَثاقلَ كاهلُه |
همُ الروح تسْري في عوالِمِ أضلعي |
وما ثَم غيرُ الحب فاحتْ توابلُه |
بكيت بها إرثاً من النور موثقاً |
تململَ حتى خدّشته سلاسله |
على نحرها عقد لِماضٍ وشامة |
وفي كعبها مجد تزين خلاخله |
إذا زرت يا سرب اليمام أحبتي |
ترى تعزا ، والضيم تهوي معاوله |
ترى تعزا والشيب سافح نهدها |
يمر حثيثاً تسْتبد غوائله |
يسير بها والليل خمّر وجهها |
يروح ويغدو ينفثّ السمّ داخلهِ |
يجوس بها الباغي ليغتال حلمها |
فخرتْ غزالا أنشبَ النابَ قاتله |
فحطيْ على تيكَ الربوع وحاذري |
تحطين في سفح تَقيحُ دمامله |
تعودين يا سرب اليمام كسيرة |
تَمَنّيْنَ عشّاً مقفراً " عزّ وائله " |