إلى فتياتٍ حبسَهُنَّ من ظنَّ ألَّنْ يقدرَ عليه أحد
وضعوا الحواجزَ
حين ظنُّوا أنَّها ستحُدُّ من سَيْر الشُّمُوس.
لم يفهموا أن الحواجزَ لم تُحَجِّم -دونما شَكٍّ-
سوى مرضى النُّفُوس.
وضعوا الحواجزَ
هكذا استَتَرَتْ عظامُ الماكرينَ هُنا
وقد ولَدَ الظلامُ كتائبًا من جيشِ سُوس.
واستفرَدَتْ بهمُ الكآبةُ
حيثُ يَنبُتُ حولَهُم موتٌ..
من فوقهِ موتٌ..
من فوقهِ غابَ السَّحاب.
(صبرًا قد اقتربَ الحساب)
وكمِثْلِ ما فعلَتْ ضمائرُهُم
فإنَّ الراحةَ الدنيا كذلكَ في انسحاب.
يبقى لهُم "أرقٌ" و"كابوسٌ" و"جمرٌ في المعاشِ"
همُ الصِّحاب.
ضاقت عليهم في الظلام صدُورهُم
لكأنَّما يصَّعَّدُونَ -كأي وغدٍ- في السماءِ
وسوفَ تنتظرُ القيودُ بقبرهِمْ
لتنالَ زينتَها الرقاب.
وضعوا الحواجزَ دُونَ أربع عشرةٍ
قد حَلَّقَتْ فوقَ الرؤوس.
لتعَلِّمَ الأقزامَ مِنْ تحليقِها الأعلى
درُوسًا .. ودرُوس.
وتصُبَّ للأحرارِ بعضَ ضيائِها فورًا
إذا رَفعوا الكؤوس.
تحيا إذَا تركَتْ قضاةَ الغَوْرِ قيدَ عقولِهِمْ
حين ارتضَوا في جوفها عفنًا يَجُوس.
حتَّى إذا شَبعوا بعتمةِ ظُلمهمْ
وضعوا الحواجزَ
حين ظنُّوا أنَّها ستحُدُّ من سَيْر الشُّمُوس.