رُدِّيْنِي لِدِيَارِكِ هَيَّا
رُدِّينِي هَيَّا رُدِّينِي
لَنْ أَظْمَأَ وَالنَّهرُ الصَّافِي
فِي كَفِّكِ عَذبٌ يَسقِينِي
لَنْ تَغْرَقَ نَفْسِي فِي بَحرٍ
وَعُيونُكِ فِي الشَّوقِ سَفِينِي
لَنْ أَمشِي فِي ظُلمَةِ لَيْلٍ
والنُّورُ لِحُبِّكِ يَهْدِينِي
لَا خَوفًا أَتَلَفَّعُ قَلِقًا
وَالقَلبُ بِصِدقِكِ يُؤيِنِي
أَبْقِينِي عِندَكِ فِي كَنَفٍ
فِي قُربِكِ عَبْلَةُ أَبْقِينِي
نَادِيْنِي فِي حُلُمِي يَومًا
قُومِي مِن نُومِكِ نَاديِنِي
ظُنِّينِي دُمْيَتِكِ الصُّغْرَى
بِحَنَانِ الطِّفلَةِ ضُمِّينِي
فَيَقِينِي غِيرَكِ لَنْ أَعْشَقَ
لَوْ كَانَ العِشْقُ سَيُحيينِي
فِي أَرْضِكِ مَوْتِي وَحَيَاتِي
وَعُيُونُكِ مَهْدِي وَعَرِيْنِي
وَحَنَانُكِ أَمنِي وَسَلامِي
وَكَلامُكِ شَهدٌ يَسْقِينِي
فَالمَوتُ بِبُعدِكِ يَا أَمَلِي
وَرُجُوعُكِ رُوحٌ تُحيِيِنِي
وَسَأزرعُ وَرْدَكِ فِي قَلبِي
وَسَأَقْلَعُ شَوكَاً بِيَمِينِي
لَنْ أَعْشَقَ غَيرَكِ لُؤلُؤةً
فِي صَدَفِ الحُبِّ المَكنُونِ
لَنْ أَعْشَقَ غَيرَكِ يَا قَمَرًا
وَنُجومُ العَالَمِ تُغرِيْنِي
لَنْ أَعْشَقَ غَيْرَكِ عَاصِفَةً
ضَرَبَتْ أَوْرَاقِي وَغُصُونِي
يَا قِصَّةَ كُتُبِي وَقَصِيْدِي
يَا ثَرْوَةَ أَدَبِي وَفُنُونِي
رُدِّينِي لِلدّفءِ شِتَاءًا
فَالبَردُ بِهَجرِكِ يُؤذِيْنِي