الإبداع و الثقة بالنفس
أرى مبدعين و مبدعات و أثق بقدراتهم فهل يثقون بأنفسهم ؟؟ و إن كانت هناك ثقة بالنفس هل سيكون هناك عمل على تطوير الذات ؟؟؟ مشاهدات كثيرة أثارت في نفسي تساؤلات كثيرة!!! وعجبت من ردود الأفعال.
قال لي أحد المبدعين، لماذا ؟ لماذا تريدني أن أطور نفسي؟؟ سأستغرب إن لم تسرق أفكارك أنت شخصياً !! فهل تريد أن تسرق أفكاري وجهدي و تعبي؟؟ فكانت أجابتي له بهدوء، لا لم تسرق أفكاري و كتاباتي لازالت لي، و قصصت عليه كم ارتبت حين فقدت الذاكرة المتنقلة، وكانت إجابة إحدى المبدعات لي " لا تقلق فأنت قد وصلت إلى ما لم يصلوا إليه ولن يشرحوا أفكارك كما تشرحها أنت.
أسعد حين أتعامل مع الشباب وصغار السن " تلاميذ المدارس " تحديداً فمنهم رأيت ما يثلج الصدر في كل ما أتمنى أن أراه فيهم، فلديهم الثقة بالنفس و القدرة على الدراسة والبحث وصولاً إلى المعرفة والتميز فيها، و هم في نفس الوقت يطورون ذاكرتهم و دقة الملاحظة عندهم. و التطوير والتدريب اللازم لهم ليحققوا الإبداع أمر سهل لن يجهدهم تحقيقه، إن توفر لهم التدريب المناسب و بالأسلوب المناسب.
أما الكبار و أعني معظم من اجتازوا الخامسة والعشرين ربيعاً، فلدي معهم مشاكل كثيرة، أهمها الثقة بالنفس و ضعفها، وهم من يخلتفون الأسباب حتى لا يصدقوا ما أقوله لهم، و غالباً ما تكون لديهم أسئلة لا يطرحونها وهي الأهم، و السؤال غير المطروح دائما : ماذا يريد هذا منا؟؟ و لماذا يريدنا أن نصبح مبدعين.
المبدع يحقق ذاته في كل عمل إبداعي و يصنع لنفسه و مجتمعه الخير الكثير، و الدليل على هذا اليابان الدولة التي تعتمد على إبداعات أبنائها المستمرة والمتنامية، و القدرات هناك هي قدرات إنسانية و نحن بكل تأكيد لدينا مثل تلك القدرات، ونحن لم نبدأ بعد لأننا لا نثق بأنفسنا، و نسعى فقط لأن نكون ناقلين حافظين مقلدين، و أرى أننا نستطيع بالجهد المناسب أن نحقق ما نتمناه لأنفسنا و مجتمعنا.
باسم سعيد خورما