لأنِّيْ غَرِيبٌ
تَيَمَّمْتُ مِمَّا تَبَقَّى
مِنَ الذِّكْرَيَاتِ
وَأذَّنْتُ فِيَّ ..
وَوَجَّهْتُ وَجْهِيْ
إلَى مَا تَبَقَّى مِنَ الأمْنِيَاتِ
تَلَفَّتُّ حِينـًا ..
لَعَلِّيْ أرَى مِنْ بَعِيدٍ ..
رَفِيقًا
كَعُكَّازِ جَدِّيْ ..
يُقَوِّمُ ضَعْفِيْ .. يَؤُمُّ صَلاتِيْ
تَرَقَّبْتُ حَتَّى تَيَقَّنْتُ
أنِّيْ وَحِيدٌ، وَحِيدٌ ..
بهَذِيْ الحَيَاةِ
فَصَلَّيتُ ..
فِيْ بَاحَةِ الشِّوْقِ وَحْدِيْ
بيُمْنَايَ طِفْلٌ ..
ويُسْرَايَ شَيْخٌ أتَى مِنْ رُفَاتِ
لأنِّيْ غَرِيبٌ
تَمَاهَيْتُ مَعْ أيّ شَيْءٍ
تَرَاءَى لَدَيَّا
تَمُرُّ النُّجُومُ ..
فَأحْسِبُ ..
أنَّ الرِّمَالَ سَتَنْأى بَعِيدًا
فَذِيْ رِفْقَةٌ سَوْفَ تَحْنُو عَلَيَّا
يَمُرُّ الصَّبَاحُ ..
فأحْسِبُ ..
أنَّ الظلامَ سَيَغْفُو قَلِيلًا
لَعَلِّيْ أرَانِيْ ..
عَلَى صَفْحَةِ الشِّمْسِ
" مَازِلتُ حَيَّا "
تَمُرُّ الحَيَاةُ ..
أعُودُ ..
لِأُدْرِكَ أنِّيْ غَرِيبٌ،
وَأنِّيْ ارْتَحْلْتُ ..
وَمَا عِشْتُ شَيَّا ..!
أحمد البرعي