غاب مَنْ كان لا يغيبْ نجمُهُ الساحرُ العجيبْ والليالي كئيبةٌ بعدهُ ، والفضا كئيبْ غاب من كان نورُهُ غامراً أُفْقَكَ الرحيبْ غاب مَنْ كان يُطفِيءُ الـ نَّارَ والجمرَ واللهيبْ فانْتَحِبْ واملأ الدُنَى أيُّها القلبُ ، بالنحيبْ وارثِ مَنْ لم يكنْ لنا قِسْمَةٌ ، فيهِ ، أو نصيبْ غابَ مَن لم يَجد لهُ ذلك المرتعَ الخصيبْ فإذا العالمُ الذي حولنا ، كلُّهُ غريبْ وإذا ظنُّك الذي فيهِِ أحسنْتَهُ ، يخيبْ عالمٌ ، فيه ، لم يَعُدْ من حسيبٍ ولا رقيبْ فيه تُغتالُ طفلةٌ لم تزلْ ترضع الحليبْ وهو في الصمتِ غارقٌ آهِ من صمتهِ الرهيبْ عالم اليوم جائرٌ مُخْطِيءٌ قلَّ ما يصيبْ عشتُ عمري مفتِّشاً فيه عن موطني السليبْ كُلَّما سِرْتُ خطوةً قال لي : عُدْ إلى الصليبْ ! أينه الحب أينهُ ؟ أينه العاشقُ الحبيبْ ؟ عالمُ اليوم صخرةٌ كيف للحب يستجيبْ ؟ ليس يُعنى بدمعةٍ من بعيدٍ ولا قريبْ فمتى من جنونهِ ومجانينهِ ، يطيبْ ؟!
(2)
( ذهبَ الحبُّ ؟ ) هذهِ كِذْبةٌ ، قالها كَذُوبْ كيفَ والناسُ في صُدُو رِهِمُ ، تخفقُ القلوبْ ؟ ها هو الحبُّ نبعُهُ الـ عَذْبُ لا يعرف النضوبْ مَعَنا مثل ظِلِّنا جائبٌ حيثما نجوبْ فهو في الشرق والشَّما لِ ، وفي الغربِ والجنوبْ تَغْرُبُ الشمسُ بينما شمسُهُ ما لها غروبْ ريحُهُ مستمرةٌ طيلةَ الوقتِ ، في الهبوبْ حائمٌ في سمائنا سابحٌ ، صادحٌ ، طروبْ طائرٌ ، فوقَ جِنْحِهِ آهِ ما أجملَ الركوبْ قد يتوبُ المسيءُ لَـ كِنِّهُ عنهُ لا يتوبْ فهو لا عَيْبَ فيهِ بلْ نحنُ مَنْ فيهمُ العيوبْ ! نحن لولاهُ لم نكنْ لا ، ولا كانت الشعوبْ وإذا ما تصادفَ الـ حبُّ ، والكُرْهُ في الدروبْ بقيَ الحبُّ بينما أسرعَ الكُرْهُ في الهروبْ خُذْ من الحُبِّ قطرةً ومن الكُرْهِ ألفَ كُوبْ سترى الكُرْهَ ذاب في الـ حبِّ ، والحبّ لا يذوبْ ! حِكْمةُ اللهِ مُذْهِبِ الـ همِّ والغمِّ والكروبْ خَلَقَ الأرضَ والسَّما ءَ ، وما مَسَّهُ لغوبْ يا إلهي ، يا غافرَ الذْ ذَنْبِ ، يا عالمَ الغيوبْ تُبْ علينا ، واغْفِرْ لنا ما ارتكبناهُ من ذنوبْ