أحدث المشاركات

مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» الطفل المشاكس بقلمي» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»» @ تَعَاويــذ فراشَــةٍ عَاشِقـَـة @» بقلم دوريس سمعان » آخر مشاركة: دوريس سمعان »»»»»

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: حــكــايــة عـنــــبـر (( عجيبة ))

  1. #1
    الصورة الرمزية أبو القاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قرية لا مشكلة
    المشاركات : 1,072
    المواضيع : 174
    الردود : 1072
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي حــكــايــة عـنــــبـر (( عجيبة ))

    عنبر وسالم



    كلنا زار حديقة الحيوانات ، ولكن هل شعرنا بمعاناتهم ؟ تعالوا معي لنعرف شعور فريق منهم عندما نزورهم .. إنهم القرود .



    ها هو الحيوان الطريف بحركاته نائم داخل قفصه فجراً ، فإذا بالأبواب تُفتح وتصدر إزعاجا كبيراً وإذ يدخل عليه عامل الحديقة يدعى " سالم " ويوقظ الموجودين فيه جماعاتٍ وأفراد ، حتى وصل إلى آخرهم وأكثرهم كسلاً وعداوة للعمال اسمه " عنبر " .

    صرخ الرجل على القرد وقال : يا كسول هيا أخرج ستُفتح الحديقة أبوابها .

    نظر الحيوان بعين واحدة ومازالت الأخرى نائمة وقال : أصبحنا وأصبح الملك لله ، ماذا بك كل يوم تصيح بنا كالذئب المشنوق ؟ هدى الله من سماك سالماً لقد نسي حرف (( ظ )) بدلاً من (( س )) ليصبح اسمك " ظالم " .

    قاطعه العامل : قم وإلا سلختك وبعتك للزوار .

    قال القرد ساخراً : هـه ، هذا إن وجدت أحداً يشتريني ..

    فلم يكمل مقولته إلا وقد أمسكه خصمه وأدخل رأسه في الماء حتى انتعش غرقاً وهرب عنه النوم ، ثم رما به بشدة إلى الخارج حيث يتسنى للناس أن يروه ، وبينما هو ملقى على الأرض يحاول النهوض إذ جاء زميله ، فقال عنبر وهو ملتصق بالتراب : آخ ظهري يؤلمني من ذاك الأرعن ، سأرفع شكوى للإدارة الحديقة .

    قال صاحبه شاكياً : إلى متى ونحن مضطهدون من قبل بني البشر ؟ أما آن لنا أن ننقلب عليهم وندخل إلى هذه الأقفاص وندعوا جميع طوائف بني قرد للتفرج الضحك عليهم والسخرية منهم ؟

    أجابه القرد المضروب : أضحكتني على ألمي ، إنهم إن فعلنا ذلك سيشتكون علينا في المحكمة الدولة ثم يقرر مجلس الأمن قصفنا ، فهل نحن ناقصون مشاكل ؟

    اشترك ثالث في الحوار وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فعلاً ينطبق عليهم المثل القائل : (( ضربني وبكى ، فسبقني واشتكى )) ، علينا الصبر حتى نبلغ المجد المنشود ألا وهو الانتصار على الإنسان الجاهل ... وها هي أول طليعة من الزوار قادمة نحونا ، ستر الله علينا .

    وإذ بالأطفال والكبار ، يبدؤوا بالضحك على الرغم من حزن القرود ، ثم رشقوهم بالطعام المستهلك والفاسد فأصابت ثمرة الليمون عين رفيقنا الذي تشاجر مع العامل فقفز ألماً وصرخ : يا حشرات يا عقول الدجاجات ، والله سأريكم .

    ضحك الناس عليه لأنهم لم يفهموا ما قال وقرروا الاستمرار بقذف الفاكهة ، وكان أحدهم قد جاء بجوز الهند ، ما يدرينا ما جوز الهند ، وكان عاشور " قرد فيلسوف " متكئ تحت شجرة سدر ينتظر أن تسقط عليه تفاحة ليكتشف قانون الجاذبية الخاص ببني جنسه ، حتى جاءته تلك الثمرة الأشد قسوة من الصخر على رأسه ، ثم استنتج من ذلك : (( أن كل من جلس تحت شجرة ، تسقط عليه حجرة )) وخر مغشياً عليه .

    وبعد انتهاء القصف الجوي ازدادت حالة القردة النفسية سوءاً على سوء ، فلا طعام يأتيهم من الحديقة بحجة أنهم يأكلون من هدايا رواد الحديقة ، بينما طعامهم مستهلك وفاسد ، وحالة الجوع تشتد أكثر وأكثر ، وصاحبنا المضروب " عنبر " استعاد نشاطه وبدأ في النهوض والحركة ، عندها وصل شباب لاهون يشربون المرطبات فألقى أحدهم إلى صديقنا بعبلة من المشروب الغازي ، فالتقطها بكل براعة واحتراف فصفقوا له اعجاباً وبدأ بشربها من شدة جوعه ، حتى رآه العامل ولحقه كي لا يتناول ذلك المشروب بحجة أنه مضر لصحة الحيوانات ، لكن عنبر هرب وما يزال يشرب ويشرب وهي مسرع ، ومن خلفه سالم ، وارتفع هتاف الجمهور من القردة والناس يحيون شجاعة الهارب الظريف ، وكان مشهداً لا يُوصف من شدة الضحك ، فقُبض عليه بعد فوات الأوان ، لقد شربه كله فأمسك به الحارس وبدأ يهزه بعنف إلا أن صاحبنا (( تجشأ )) - أجلكم الله - في وجهه ، فتركه وذهب لينظف ما أصابه من ذلك الحيوان وهو يتوعد بأن العقاب لن يكون رحيماً .

    مضت الساعات ، والشمس الآن في المنتصف الظهر ، فدخلت القردة إلى أقفاصها لأخذ الراحة مداواة جراحها الجسدية دون أن تستطيع مداواة همومها النفسية ، يا لهم من مساكين .

    وجاء سالم بكل غضب يرافقه عدد من زملائه وصرخ في وجوه القردة قائلاً : هيا إلى الخارج بسرعة .

    احتجت الحيوانات : كلا الآن وقت الراحة لن نخرج ، ثم ألا يوجد في قلبكم رحمة ؟ أما تشعر بحرارة الشمس ؟

    قال سالم وبسخرية : لا وقت لدينا ، إن ابن تاجر المدينة الصغير يريد أن يرى حركاتكم الغبية ، وقد يطعمكم من نفاياته ، فإنها غالية الثمن وشهية ، ها ها ها .

    تخيلوا موقف القرود ، هل رأيتم معاناتهم ، إهانات تلو الإهانات ، كيف لو نحن مكانهم هل سنصمت عن الكلام ؟ تعالوا لنكمل الحكاية .

    قام عنبر مخاطباً الحراس : يا سالم دع أخوتي يستريحون ، وأنا سأخرج وحدي .

    دفعه سالم إلى الخارج فكادت حرارة الشمس أن تصعق ذاك الحيوان المسكين ، وبدأ يتلاعب أمام الطفل لعل قومه يستريحون من العذاب ، ولكن المدلل بدأ يأمر القرد بالاقتراب ، فرفض ذلك ، حتى جاء أحد الطغاة (( أحد الحراس )) وأجبره بوحشية على التقدم نحو ابن التاجر ، فأنتهز الفرصة عنبر ، وقفز قفزة عليه لإخافته ، وهنا انفجر الطفل صراخاً على مرافقيه ، وهو مذعور : ابعدوا هذا الوحش عني ، تباً لهذا الحيوان ولهذه الحديقة ، سأخبر والدي ، سأجعله يغلقها . تدارك العمال الأمر وأمسكوا بعنبر ووضعوه في قفص صغير وحملوه إلى المدير ليحقق معه .

    وفي أثناء ذلك ، كانت القردة قد اجتمعت ، وتساءلت عن مصير ابنها ، وقلوبها وجلة وخائفة ، الله يعين ويستر ، وفي هذه الأثناء قامت إدارة الحديقة بتكتيف عنبر ، وبدأ الاستجواب .

    مدير الحديقة : ما اسمك ؟ وما هي جنسيتك ؟

    القرد : اسمي عنبر ، مواطن في حديقة حيوان العاصمة .

    المدير : خسئت أن تكون مواطناً ، لأنك مخلوق خبيث ونجس .

    عنبر : لماذا ؟ أنا لم أفعل شيئاً ، أنتم أمرتوني وأنا نفذت الأوامر .

    المدير : اخسأ يا قرد ، سننفذ فيك حكما على مرأى من بني قومك .

    عنبر : ما هو حكم سيادكم ؟

    المدير : يا سفيه ، لا تجادلي ، فإنه لن يكون خير لك .

    عنبر : وهل تسمي العيش معكم خيراً ؟

    غضب مسؤول الحديقة من مقولة القرد الأخيرة ، فصفعه وألقاه أرضاً ، وأمر سالماً بالمجيء ليحبسه في القفص الصغير ، ثم جعله عبرة لجميع الكائنات الموجودة ، وجاء موعد تنفيذ الحكم ، وأُوتي بالمتهم على مرأى من القردة والحيوانات المجاورة ليلقى علهم النظرة الأخير ، فوقف عنبر وقال خطبة في غاية البلاغة والفصاحة :

    (( أما بعد ..

    ما أجمل المرء حين يعلم أنه على حق ، وأن من حوله يحبونه بكل صدق ، وإننا سننتصر رغم هذا الرق ، ظلمنا الإنسان ، المعروف بالظلم والطغيان ، حتى على أهله والجيران ، فيا قومي ويا جيرانهم اسمعوني لعلكم تذكروني ، أنا عنبر المسكين ، عاش هنا سنين ، والآن أفارقكم وكلي حنين ، أذكروني أنا عنبر ، أنا عنبر ، وسنبقى مخلوقات كريمات مخلصة لخالقنا . ))

    ثم أنشد هذه الأبيات


    لا تحسبوني يا أهلي مائلا

    أصبحت منكم يا ابن قردٍ خاذلا

    بالحق والحق يزيل الباطلا

    لأٌضربن اليومَ بالقنابلا

    أُضرب بالسيف على الكواهلا

    وإن أرى الظلام حائلا

    يرفعني ربي خير عادلا



    وكأنه يقول هذا النشيد الذي أنشده مجموعة من البشر المقهورين من ظلم الإنسان

    .............. صمت ودمع بسيط على من سمعها بصوته ، حتى سالم العدو اللدود للقرد الخطيب بكى ، وبكى قبله جميع القردة و بقية الحيوانات ، نعم ذاك هو ، لم يعلم أنس ولا جن ولا طير عن مصيره ، هل يكون قد أُعدم ؟ أم يكون معتقل إلى الأبد ، أو منفي تحت الأرض ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  2. #2
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.29

    افتراضي

    أخي القباني:

    وددت لو قرأتها من الأسفل إلى الأعلى :)

    أشعر بالتقدير لهذا القرد الذي انتفض على واقعه المذل وتمنيت لو ملك همته الكثير ممن يتقافزون فوق رؤوسنا بأوامر "ظالم" الغرب ...

    تحياتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية أبو القاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قرية لا مشكلة
    المشاركات : 1,072
    المواضيع : 174
    الردود : 1072
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    هل تساءلت لماذا عنبر بالذات ؟

    لأنه لا أهل له يرعاهم ويخاف عليهم بينما الآخرين مساكين أطفالهم ونساءهم أمانة في أعناقهم فإن قاتلوا قتلوا ولن يجدوا من يدافع عنهم ..


    تحياتي تقدر شعور:( :( :( :(

    لن ننساك يا عنبر ، يا رمز النضال الآخر

  4. #4
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 12
    المواضيع : 1
    الردود : 12
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي

      مشكور اخي القباني على هالقصة الاكثر من رائعة

      وننتظر جديدك مع عنبر آخر


      الخبير

    • #5
    • #6
      أديبة
      تاريخ التسجيل : Jul 2003
      المشاركات : 5,436
      المواضيع : 115
      الردود : 5436
      المعدل اليومي : 0.72

      افتراضي

      أترى أن الطين هو ما يقعد أصحاء البدن ؟
      سمع و رأيت عن " آخر الرجال " يجعلون من أنفسهم و أبنائهم و كل ما يتعلق بالأرض فداء .

      تحية لك كبيرة قدر غيابك .

    المواضيع المتشابهه

    1. شكوى عجيبة وحل أعجب !!!
      بواسطة احمد حمود الغنام في المنتدى الاسْترَاحَةُ
      مشاركات: 8
      آخر مشاركة: 09-04-2008, 04:30 PM
    2. اغرب ثلاث ابيات شعرية (( والله عجيبة ))
      بواسطة عوض الخديدي في المنتدى الاسْترَاحَةُ
      مشاركات: 3
      آخر مشاركة: 09-09-2006, 06:07 PM
    3. عجيبة .
      بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 45
      آخر مشاركة: 21-04-2006, 11:17 AM
    4. الكلمة :عجيبة ***معناها : لــــــــــــولاكِ
      بواسطة خليل انشاصي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 13-02-2006, 12:43 PM
    5. عجائب قدرة الله في الظالم .. قصة عجيبة
      بواسطة زيدان سعيدة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 15-11-2005, 02:40 AM