وتعزِفُ السّمــــــاء
صَبابةَ الخلودِ في عوالِمِ الفناء
وتحتسي قواربُ الأثيرِ بعضَ نورهِ
المشفقاتُ كُنَّ من وراءهِ.. يَلُذنَ بالسجود
ودمعُهُنَّ بدَّدَ الوجومَ بالحبور..
النور..
النورُ كان بُغيَةَ الحُضور
***
والصخرةُ الشهباءُ قد تلعثمت بجذوةِ الهَيام
وشدَّت الرِّحال..
وأطلقت إلى الحبيب لوعةَ الغرام
"خذني إليكَ .. يا حبيب
خذني إليكَ.. فُكَّ عن فؤاديَ الإسار
خذني إليكَ إنني قد مضَّني انكسار
فهل لمثليَ الجوار؟
هذا الفناءُ ضاقَ بي.. فضقتُ بالوجود..
هَلاّ أجبتَ شوقيَ العميد
إيماءةً تُهدهِدُ اللقاء من بعيد؟..
***
فاحدودب الحبيبُ بابتسامِهِ الطـَّهور..
وكفكف الدموع في محاجر الصخور
"أي نبضةَ الشوقِ الصخيبِ.. هوِّني "
فأشفق الهوى بها..
ولفَّ رَعشَ شوقِها
تحفـُّها..
لواعجُ القداسةِ التي..
تنشـَّقَت حنينَها الملائكة..
والصخر لاذَ بالحياه..
يقصُ للسنين رحلةَ البُراق
فتعرُج القلوبُ تقتفي يقينَهُ..
تستلهمُ النـّقاء
كأنها تُزاحمُ السماءَ رَوعَةَ العناق
فتنتشي..
وينتشي بقربهِ اللقاء..
مريم العموري