" رســَــالـة "
لا بريدَ لها ولا قارئة
[line]
أكتبُ إليكِ أيتها الراحلة
بعدَ ليلةٍ كانت الأقسى في حياتي
وسهرةٍ كانت الأشقى في سَهَراتي
يا من كنتِ قصيدتي إذا كتبتْ
ويا من كنتِ سفينتي إذا أبحرتْ
ويا من كنتِ سميرتي إذا فكّرتْ
أكتبُ إليكِ هذا النزيف
بعدَ أن نفَضتُ يدَيَّ تواً
من ترابِ قبرِ الحب
الحبُ الذي أحببتكيهِ من كلِ قلبي
ودفنتهُ الليلةَ في قصرِ فَرَحِك
وتقبّلتُ العزاء فيهِ
من المدعوينَ إلى زفافِك
ورحتُ بإصرارٍ
أقدّمُ القهوة المُرَّة لكُلِ الحاضِرين
... أحسنَ اللهُ العزاء ...
... وجَبَرَ المُصَاب ...
... وغفرَ للميّتين ...
يا من كنتِ حبيبتي
أقسمُ لكِ أنني من كلِ قلبي
رُغمَ ذلِكَ لا أكرهُك
لكنني الآنَ ومن كلِ قلبي لا أحبك
كانَ حبي لكِ
أعظمَ وأقوى حبٍ في حياتي
واليــــوم
يلفظ هذا الحُبُ آخرَ أنفاسِه
تحتَ أقدامِ كرامتي
يا أنتِ
لقد مزّقتُ للتو
قصة َحبي الكبير .. حبيَ القديم
حاضنة َعواطفي وأحاسيسي وصدقي
مَزَّقتُها .. وبينَ قصاصاتها المتناثرة
شَرَعْتُ أنزِفُ هذهِ الرسالةِ المكتومة
مثلَ حُبيَ الذي كانْ
آمنتُ
بضرورةِ البوحِ لهذهِ الورقةِ المطوية
إيماني بأنكِ ذاهبة
مبادئي
أغلى عندي من كُلِ ثمينٍ في هذه الدنيا
حتى منكِ أنتِ
لقد خَسِرتُ كثيراً في حياتي
وخَسِرتُكِ
لكني
تعودتُ أن لا أبكي على خسارةٍ أبدا
~ أذن الفجر ~
عبدالله بن عبدالكريم الخميس