قصيدتان
شعر: د. حسين علي محمد
(1) مواجهة متأخرة
-1-
عرفتُكَ في أولِ العمرِ دفقةَ حبٍّ،
وعاصفةً من حنانٍ
تهزُّ كياني فتبعثَ فيَّ الربيعَ
تُلملِمُ هذا الحطامَ
وتصنعُ مني إردادةَ روحٍ
تُقاوِمُ وهمَ السقوطْ
ـ عرفتُكَ نبضاً يُقاومُ هذا الهجيرَ
ببسمةِ خصبٍ تُمازجُ روحكَ
حينَ تفيضُ على الكونِ خمراً وظلا
وتجتازُ حائطَ وهمٍ
بناهُ القنوطِ
ـ أتيتُكَ هذا الصبحَ كسيرَ الجناحِ
أُدمدِمُ غيْظاً
وأرفعُ صوتي
وعينايَ زائغتانِ
فأينَ أراكَ ؟؟
ذهبتُ إلى كلِّ ركنٍ جلسنا بجانبِهِ في زمانِ الضغوطْ !
-2-
ـ فأين ذهبتِ إذنْ يا حبيبةَ قلبي ؟
فإني كسيرُ الجناحْ
أُضيءُ المشاعِلَ عندَ قدومِ المساءِ
أُحملقُ في كلِّ شيءٍ يموتُ
وأحلُمُ
يولدُ نبضُ الربيعِ
ويخفِقُ ثانيةً رغم هذا المساءِ
الصباحْ
ديرب نجم 10/3/1980
***
(2) أبي
هُوَ الآنَ يطرُقُ باباُ من النَّقْعِ
يصْرُخُ كيْفَ يشاءْ
يصُفُّ الأرائكَ للرِّيحِ
يُشعِلُ حجرتَهُ
ويُحاوِرُ نجْمَ الدِّماءْ
وفي الليْلِ يومضُ برْقٌ
فيجفُلُ
هلْ يُبصِرُ الآنَ وعْدَ السماءْ ؟
وهلْ يسمعُ الشيخُ صوْتَ الرياحِ
بوادي الفناءْ
أيا فرسَ الموتِ ،
أقبِلْ ، وطِرْ بي
ودعْهُ هنا نائماً
مُستريحاً
وألْقِ عليْهِ .. الرِّداءْ
ديرب نجم 12/11/1982