فوائد نحوية:(متجدد إن شاء الله)

بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا وحبيبنا محمد وآله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أمابعد:
فهذه صفحة جديدة نخصصها إن شاء الله تبارك وتعالى للفوائد النحوية التي حصلها الإخوان من علم النحو ،سائلين الله تبارك وتعالى الاخلاص في الأقوال والأفعال.
تنبيه:المشاركة مفتوحة أمام الجميع ومن عنده فوائد مامعة فليتحفنا بها ولا يبخل ، بشرط الإختصار طبعا والله الموفق.

نبدأ مستعينين بالله تبارك وتعالى .
أحببت أن أبدأ هذا الموضوع بفائدة مهمة جدا لطالب العلم ،قد لا تكون فائدة نحوية ولكن يحتاجها كل طالب علم أراد الإعانة والتوفيق من الله في تحصيل هذا العلم وغيره من العلوم.
هذه الفائدة باختصار هي:
حينما أراد ابن مالك أن يعطي مثالا لتعريف الكلام اختار جملة احتوت على فائدة عظيمة وحكمة جليلة وهي أن من أراد أن يطلب العلم لابد له من الاستقامة على هذا الدين قال رحمه الله :
كلامنا لفظ مفيد كاستقم .............................. .......................
هذا ما أستفدته من شيخي حفظه الله ورعاه.
طرفة:يقال إن الالف لما كان مستقيما تصدر بقية الحروف ،والياء لما كانت معوجة جاءت في اخر الركب (ابتسامة)

عند قول ابن مالك:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم ... واسم وفعل ثم حرف الكلم.

احترز العلماء للفظ من خمسة مجموعة في قول الشاعر:

واحترز باللفظ في الكلام ....... من خمسة تُدرى لذي الافهام.
الخط والاشارة المفهوم ........ ثم حديث النفس والتكليم.

أولا:الخط
ومنه حديث عائشة" رضي الله عنها"ما بين دفتي المصحف كلام الله"، وقول العرب:القلم أحد اللسانين.

ثانيا:الاشارة.

ومنه قول الشاعر:


أَََََشارت بطرف العين خِيفَة أهلِها..........إشارةَ محزونٍ ولم تتكلمِ.

فأيقنتُ أن الطرفَ قد قال مرحبا.......وأهلا وسهلا بالحبيبِ المُتيمِ.

ومنه قول الاخر:

نظرتُ إليها نظرةً فتحيرتْ .........دقائقُ فكري في بديع صفاتِها.

فأوحى إليها الطرفُ أني أحبها ......فأثرَّ ذاك الوحيُ في وجَناتِها.

ثالثا:المفهوم

ومنه قول الشاعر:

إمتلأ الحوض وقال قطني.......مهلا رويدا قد ملأت بطني.

رابعا:حديث النفس

ومنه قول الشاعر:

إن الكلامَ لفي الفؤادِ وإنما ......... جُعِلَ اللسانُ على الفؤادِ دليلاً.

فائدة عقائدية:

استدل الاشاعرة بهذا البيت على أن كلام الله في القرآن عبارات مخلوقة دالة على الكلام النفسي.فالقرآن المؤلف من السور والآيات مخلوق عندهم خلق إما في اللوح المحفوظ أو في جبريل أو في النبيّ .وهو دال حسب قولهم على المعنى القائم بذات الله الذي هو صفة من صفاته وهو المسمي عندهم بالكلام النفسي،وهو استدلال فاسد من وجوه:
-قد قيل البيت موضوع ، منسوب إلى الأخطل ، وليس في ديوانه ؟
-وقيل إنما قال (إن البيان لفي الفؤاد ) ، وهذا أقرب إلى الصحة. قال الإمام أبو نصر السجزي في الرد على من أنكر الحرف والصوت ، ( وتعلقوا بشبه منها قول الأخطل إن البيان لفي الفؤاد ... فذكر البيت ، ثم قال : فغيروه وقالوا : إن الكلام لفي الفؤاد ).
-على تقدير صحته عنه فلا يجوز الاستدلال به ، فإن النصارى قد ضلوا في معنى الكلام وزعموا أن عيسى عليه السلام نفس كلمة الله واتحد اللاهوت والناسوت ، أي شيء من الإله بشيء من الناس . أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام ، ويترك ما يعلم من معنى الكلام في لغة العرب وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن القيم - - في نونيته:
ودليلهم في ذاك بيت قاله ... فيما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في ... معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
ولأجل ذا جعلوا المسيح إلههم ... إذ قيل كلمة خالق رحمن
ولأجل ذا جعلوه ناسوتا ولا ... هوتاً قديماً بعد متحدان.

وليس هذا من باب اللغة التى يحتج فيها بالعربى وإن كان كافراً، وإنما هى قضية عقلية، فالعقل والحس يكذبان هذا البيت. وقضية شرعية، فالله أصدق من هذا النصرانى إذ يقول : يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم ، فقد أخبر بأن من الناس من يقول بلسانه ما ليس فى فؤاده بخلاف قول الأخطل .

-لهذا كله لم يعتبر العلماء حديث النفس كلاما.والله اعلى واعلم.

المصادر:
البيهقي وموقفه من الإلهيات، أحمد بن عطية بن علي الغامدي
أم البراهين .. في الرد التفصيلي على مذهب الأشعرية والماتردية،حامد بن عبد الله العلي
أصول وتاريخ الفرق الإسلامية،جمع وترتيب مصطفى بن محمد بن مصطفى

خامسا:التكليم

ومنه قول الشاعر:


قَالُوا كَلامُكَ هنداً وهي مُصْغِيَةٌ............يشْفِيكَ قُلتُ صحيحٌ ذاكَ لو كَانَا.

في هذه اللحظة أقرأ .. قول الله تعالى ..

{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ }الأنفال18


توقفت مع اسم الفاعل ( مُوهِنُ ) ودلالاته الزمنية على الماضي بدليل أن ( كيد ) مجرورة .. فتأمل اشارة انتهاء أثر كيدهم .. بنزول القرآن ..


والله أعلم ..

في هذه اللحظة أقرأ .. قول الله تعالى ..

{ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ }الأنفال18


توقفت مع اسم الفاعل ( مُوهِنُ ) ودلالاته الزمنية على الماضي بدليل أن ( كيد ) مجرورة .. فتأمل اشارة انتهاء أثر كيدهم .. بنزول القرآن ..


والله أعلم ..

جزاكم الله خيرا