الإبداع بين الهواية والغواية

الهوايات أمر رائع وهي متعة حقيقية لأصحابها و قد كان لي من الهوايات عدد لابأس به، و هواية الكتابة في الشعر والنثر من أروع الهوايات، شأنها شأن كل هواية مفيدة مثل هواية التصوير و الحاسوب، و لكن قد تبقى الهواية هوايةً عن البعض فلا تتطور و قد تصبح غوايةً فينتج الإبداع المتطور فيها و كنتيجة لتلك الغواية، و حتى تصبح الهواية غواية لابد لها من الحافز الذاتي الذي يدفع بصاحبه إلى الدراسة والبحث باستمرار و تطوير القدرات " مهارات الحياة " ليحقق الأفضل والأكثر تميزاً في ما يقدم من أعمال إبداعية.

يشكل التميز في الهواية حافزاً داخلياً لصاحب هذه الهواية أو تلك، و كذلك الإبداع فإنه يشكل حافزاً " داخلياً " قوياً جداً " للمبدعة / المبدع، فيقبل المبدعون بشغف شديد على كل ما من شأنه أن يزيد معرفتهم، ويطور من قدراتهم على الإبداع و إخراج الأعمال الإبداعية بما يليق بها، وإن كان الحديث هنا عن الشعر والأدب بأنواعه فإن مهارة الإلقاء و سلامة اللغة العربية هما أمران أساسيان للشاعر أو الكاتب المبدع.
أستغرب حين أرى الثبات عند بعض المبدعين و أعجز عن فهم السبب في ذلك، لأن كل المؤشرات تبين أن الحافز الداخلي يؤدي بصاحبه إلى العمل الجاد المخلص لتحقيق التميز دون كلل أو ملل، وليس الثبات ولمدة طويلة " اشهر " دون تطور من طبيعة المبدعين، و أرى أن هناك خطأ ما، أو صورة غير واضحة عندهم، ولا أرى أن الحل صعب ولكن هل يرون أنفسهم كما أراهم ؟؟ فإن كانوا يرون أنفسهم على ما هي عليه فأين التصحيح والتطوير ؟؟!!
كلما ازداد أصحاب الهواية علماً ومعرفة ً فإن إبداعهم فيها سيزداد، وكذلك فإن ثقتهم بأنفسهم ستزداد، و كلما ازداد عدد المبدعين في المجتمع فإن ثقة المجتمع بأبناءه تزداد، أفتخر بكل من يسعى جاهداً لتطوير ذاته و صقل قدراته و يسعى للمزيد فيحقق لنفسه و لمجتمعه التطور والتميز باستمرار، أتمنى للجميع دوام التميز والتطور وتحقيق الإبداع في حياتهم و كتاباتهم و أن يحققوا ذواتهم بأفضل مما حققوه حتى اليوم وقناعتي بأن الجميع يستطيعون أن يحققوا الإبداع كل في مجاله.
باسم سعيد خورما