لا تقرأ ... إلا لـــ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الكبير أدباً وخلقاً الأستاذ " خليل حلاوجي " تحية ,

الحقيقة قرأت الكثير الكثير من مقالاتك ونصوصك في العديد من أقسام الملتقى , وتوقفت مطولاً أم رسائل أبجدية النور , فوجدت أن لك في الحياة فسلفة خاصة لا يختص بها غيرك .. زاد ربي من نعمه عليك واسعدك في الدارين
صدقت والله نحن بحاجة لأن نقرأ ذواتنا , مشاعرنا ودواخلنا وأصدقاؤنا وأن نقرأ الكون أكثرفأكثر ..
حفظك ربي ونفع بك ..

*******************

بارك الله فيكم أخى الكريم خليل حلاوجى على الموضوع وجزاكم الله خيرا
....
وتحياتى لأخى الفاضل بهجت الرشيد فى مشاركته هذه والتى سأبادله الرأى فيها :

عندما قال جبريل عليه السلام للنبي الحبيب صلى الله عليه وسلم : إقرأ ..
فماذا كان النبي سيقرأ وهو الأمي بأبي وأمي هو عليه الصلاة والسلام ؟

يضعنا ابن منظر رحمه الله تعالى في لسانه العربي أمام هذه الحقيقة الغائبة :
الأمي هو من لا يعرف الكتابة والحساب ، ولا يعرف القراءة من كتاب .. لكنه يستطيع أن يقرأ .. من حفظه مثلاً ..
قال : ( الأُمِّيّ الذي لا يَكْتُبُ قال الزجاج الأُمِّيُّ الذي على خِلْقَة الأُمَّةِ لم يَتَعَلَّم الكِتاب فهو على جِبِلَّتِه وفي التنزيل العزيز ومنهم أُمِّيُّون لا يَعلَمون الكتابَ إلاّ أَمَانِيَّ قال أَبو إسحق معنى الأُمِّيّ المَنْسُوب إلى ما عليه جَبَلَتْه أُمُّه أي لا يَكتُبُ فهو في أَنه لا يَكتُب أُمِّيٌّ لأن الكِتابة هي مُكْتسَبَةٌ فكأَنه نُسِب إلى ما يُولد عليه أي على ما وَلَدَته أُمُّهُ عليه ... وقيل لسيدنا محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأُمِّي لأَن أُمَّة العرب لم تكن تَكْتُب ولا تَقْرَأ المَكْتُوبَ ) .
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لا نَكْتُب ولا نَحْسُب ) . أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما

القرآن العظيم يوجهنا دائماً إلى قراءة آيات الله تعالى المنظورة في الكون والحياة والتاريخ ..

....

بسم الله الرحمن الرحيم

( فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ )

كلمة " الأُمِّيِّ " هنا مشتقة من مكة أم القرى كما لو كنت من مصر فأنت مصرى وكما لو كنت من الجزائر فأنت جزائرى وهكذا .
فكذلك كل من كان من أم القرى فهو أمى
أهل مكة جميعهم أميين ليس لأنهم لايعرفون القراءة والكتابة فهم كانوا أهل الفصاحة واللغة بل لكونهم من أم القرى مكة .
يقول تبارك وتعالى : ( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ )
..
سبحانه وتعالى نفى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صفة القراءة والكتابة التى تضاهى وتماثل قراءة وكتابة البشر فقال :
( وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ) .
لم يصفه سبحانه وتعالى بصفة الأمية
قال عز وجل : ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ )
( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ )
( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً )
وفى كتاب الله آيات وآيات
...
القلم هو أساس علم وتعلم بنى الإنسان . هذا هو القانون والناموس الذى جعله الله للحياة . يقول جل شأنه :
( عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )
نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لم يتعلم بالقلم .
سبحانه وتعالى هو من علّمه وهو من خصّه بعلم وتعليم من عنده .
علّمه الله علماً لا يخضع للقوانين أوالنواميس التى وضعها لهذه الحياة . يقول العزيز الحكيم :
( عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ) .. ( وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ .. وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) .
لذا :
فإن عِلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلمه يعلو فهمنا وإدراكنا وقدرة عقولنا وعقول كل البشر ..
وللبيان :
يقول سبحانه وتعالى : ( اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً ) .
هذا خطاب من الله إلى عباده فى يوم القيامة . ولسوف يقرأ كل إنسان فى هذا اليوم كتابه الذى يلقاه منشورا .
من كان جاهلاً بالقراءة فى الدنيا سيقرأ .. كيف ؟
( هذا يفوق فكرنا ويتعدى قدرة عقولنا . فكذلك علم وتعلم رسول الله يعلو فهمنا ويتعدى إدراكنا وقدرة عقولنا ) .
..
ولكم تحياتى وتقديرى أخى بهجت

***************

...وذلك أنه هو النَّظر في جميع الموجودات بأسرها الحِسية والعقلية، مِن أولها إلى آخرها، ظاهرها وباطنها، جليها وخفيها بعين الحقيقة، مِن حيث هي كلُّها مِن مبدأ واحد وعِلةٍ واحدة، وعالِم واحدٍ، ونفس واحدة، محيطة جواهرها المختلفة وأجناسها المتباينة، وأنواعها المُفننة، وجزئياتها المتغايرة”(الرسالة الخامسة والأربعين من رسائل إخوان الصَّفا).
أخشى أن هذا يتكلم عن وحدة الوجود..

ندقق ونرى مقصده ..


بورك مرورك .. وتقديري.