حين أتت الأم بطفلها أول مرة الى المدرسة ،أحسست بشيء غريب جدا ، فعندما تخطى عتبة الباب ،بدأ صياحه وعويله يهاجم حجرات الدراسة ،فخرج المعلمون يعجبون من هذا الطفل وصياحه المتعالي ،وقيل :وكأن الجلاد ينتظره لا المدرس !!،وتخيلت أن هذا الطفل ربما كان في الغابة وسنبدأ في تدجينه .......،أسئلة كثيرة هي التي تقاطرت على كياني كله ،ترى كيف يكون الطفل على هذه الحال في أول خطوة له إلى المدرسة ؟ وهل في المدرسة ما يجعل هذا الطفل يخاف ؟ وماذا يقال من الصغار عن المدرسة إذا كان الكبار واثقين من دورها ؟ أيكون الأطفال أصدق من ابائهم في نفورهم منها؟،تلك أسئلة محيرة أثارها هذا الموقف ،وأنا اتصفح هذا الركن من الواحة ، خلت نفسي طفلا كالذي ذكرت ،فبدأت الصياح وأسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهني ،فهل أدخل من الباب الخلفي دون أن يراني المعلمون والمعلمات ،؟ وهل أضع صفحة باسمي دون معرفة بمن له الحق في إنشاء صفحة بهذه المدرسة ؟وبقيت مترددا ،فتذكرت ذلك الطفل الصغير الذي زار مدرستنا ذات يوم ،وتذكرت حالتي وأنا أوشك أن أخطو الخطوة الأولى نحو مدرسة الواحة ،فمحوت كل الأسئلة بشأنه فكان لي اليوم شأن يغنيني ،وهو دخول هذا الركن والنهل من معارف وتجارب معلميه ومعلماته ،الساهرين والساهرات على التوجيه والتقييم والتصحيح ....