صفحة محسن العافي - نثر

تحية للأخوين الحبيبين الأديبين الجميلين أحمد رامي ومحسن العافي ،
أجدني هنا أوافق أخي الحبيب أحمد "مطر" في كل ما أشار إليه حول هذا النص الجميل ،
أرى يا عزيزي محسن أنك تمتلك لغة أدبية جميلة كما شهد بذلك الحبيب أحمد رامي ،
ماذا يفتقد هذا النص الأدبي ؟
يفتقد هذا النص أمورا :
+ التخطيط المحكم (التصميم المتقن): كان عليك ــ وأنت تروم إقناع الغريب أي غريب عن الديار بمدى جمال وسحر هذه الديار وأنها جديرة بأن تزار ــ أن تخطط جيدا لكيفة التأثير في القارئ لإقناعه بفكرتك ، والتخطيط لا بد أن يطال اختيار الزاوية التي تدخل منها على الموضوع ، وطبيعة اللغة (الوصف) المستعملة ، وعدد الفقرات ، والأصناف والأشياء التي تروم تصويرها بدقة متناهية في نسق متراتب ومتكامل / المكان / أهل المكان / أخلاقهم / ثقافتهم / عاداتهم وتقاليدهم .............
+ توظيف لغة معينة في هذا الصدد : لا شك أنك تتمتع بثراء لغوي ، كل من يقرأ لك يشهد بذلك ، وبما أنك ألزمت نفسك مسبقا بإقناع الآخر بفكرة ما ، فأنت ملزم بأن تكون موفقا في هذا الأمر ، وعليه فالأنسب والحالة هاته أن تغلب الأسلوب الخبري الممزوج بالتشويق مع تغليب الوصف الدقيق وذلك على حساب الأسلوب الإنشائي الذي لا يخدم المهمة مطلقا إلا في حدود ضيقة جدا جدا ، بحيث تجعل من نفسك آلة تصوير عالية الدقة تصور كل جميل متحركا كان أو جامدا ، وتجعل من نفسك ناقلا أمينا لمشاعر أهل الديار في تصوير مائز متميز مدهش ومثير ومشوق .
لا شك أنك مررتَ على كل ما ذكرتُ ، ولكن مرورك كان عاديا كمرور الكرام ، وبقيت إشاراتك بكل صراحة أشبه ما تكون بعناوين عريضة لا ينشد ولا ينجذب من خلالها ذلك الغريب إلى بلادنا الجميلة ،
انفذ بكل ما أوتيت من قوة إلى مواطن الجمال والبهاء وشخصها بلغتك الجميلة وعاطفتك الصادقة وأسلوبك المبهر واستدع كل أدواتك الذكية ، وأخرج لنا تحفة نادرة ، لا نملك معها إلا الإشادة والتنويه نحن المغاربة ، ولا يملك معها الغريب إلا الوعد بالزيارة في القريب العاجل .
أرجو من أخي إعادة التخطيط واستدعاء لغة التأثير المخصوصة بهذا الغرض ، وإدراك أهمية متى نُكبر ومتى نصغر "الزوم" الخاص بآلة تصويرنا للمكان وأهل المكان .
تحية محبة وتقدير لأخي الحبيب محسن العافي ولأخي الحبيب أحمد رامي .

عودا حميدا أيها الحبيب الغالي أبا معاذ و حياك ربي ..
دائما إطلالتك تأتي بالنور والفوائد الجمة و من محبتك لأديبنا محسن كدت تكتب النص ( هههههههههههههه )
تنبيهات في غاية الدقة و الحرفية ...
و بما أنك فضحت الأمر فسأزيده افتضاحا
اخي محسن تمسك بيديك كلتيهما بما أشار به أخي أبو معاذ و لكن انتبه لناحية مهمة :
قلت لك في تنبيهي السابق ( - يجب أن تعرف ما يريد معرفته ذلك الغربي عن بلدك .. )
ستقول له أشياء تميزنا عنهم لا يجدونها عندهم , أشياء لن يدركوها و لو بلغوا من الحضارة ما بلغوا , يفتقدونها , و يبحثون عنها ....

أظنك فهمتني و لن أفضح الأمر أكثر ( هههههههههههههه ) .

محبتي لك و لأبي معاذ أستاذي في هذا المضمار ..
أنتظر إبداعك .

أما وقد حَلَلْتُ بين أفيَائِك،فإن لي أ ن أصِفَكِ كما طلَبْتِ منّي حين كلَّمْتِنِي في سِرِّك ،ولمَّا أصَابَنِي الذّهول وأنا أجوب رحابك الواسعة التي تستقطب القاصي والدّاني ،أَنتِ بين أهلِك تلك الطيّبة الرائعة ، وهم يزفُّونَك ملْفُوفَة بذَلك الثوب الطّاهر الذي يزيِّن قوامك ،أنت فِطْرَة وجَدَتْ من يرْعى استِمْرَارَها ويصُون أصالتها،وهم أناس أخلصوا لرحابة المكان، و حياتهم جد وإخلاص لخدمة الجمال الذي يأسِر القلوب ،وترحاب بمن أخلص للجمال فوهب للحياة جزءا من وقته للبحث عنه،لن يكون لهم عنوان بدونِكِ،وأنت بدونهم كزهر لا يحوم حوله النحل ولا الفَرَاش ،هم بكرمهم زادوا المكان رحابة ،و بحركاتهم وسكناتهم وهم حولك ،خِلْتُكَ بينهم أي صديقي !!،كمن هو بين ذويه .
انبهرت لما وقفت قرب سفوح تلك الجبال المكللة بالثلوج،،تُرَاها أيادي رفعت لون البياض الذي يؤثث للسلام ! سلام طبع مُحَيَّا الأطفال وهم يتراشقون بحفنات من ثلج ناصع البياض ،وضحكاتهم وصراخهم يملأ أرجاء المكان، وأنا أحدثك ،وقفت مُطِلًّا من جنبات تلك الروابي، لأنقل إليكَ منظر الأودية بضفافها ،وروعة خُضْرتها اليانعة الداعية للمرح والحبور ،تَرَاءَتْ لِي كل كائنات المكان منْتَشِية وهي تتراقص على رائعة سانفونية الفصول الأربعة. وبين اختلاف المكان والزمان لاح لي منظر تلك البحار المتألقة بشواطئها، تُراها َمزْهٌوَّة بخُطَى زائريها الذين حجوا إليها من كل حدَب وصوب!!، لعلَّها تَعَوَّدَتْ أن تطْرَبَ لصَخَبِهم وحركاتهم وقهقهاتهم وهُم سُكارى من بهجتها ،و وَجَدتُنِي في رحلة عبر الماضي لما حللت بين أرجاء تلك المآثر التي تشهد على تاريخ أمم وحضارات ، أُمْعِن النظر في أقواس النصر المسماة: "الكَرَكَلَّا " ،أقواس ضاربة في أعماق الأرض وشاهدة على تاريخ ، كأنما هي أطلال من بناء أقامه مبدعوه ليبقى شاهدا على زمانهم، وباعثا على ما يبدي عظمتهم وعزتهم وقوَّتهم، وبين المَكَانٍ والمَكانٍ آثار وآثار، وعادات وتقاليد ...
كل ما تيسر لي ذكره ،يجعل من هذه الربوع بلدا متنوع الثقافات ، غني التراث متعدد العادات والتقاليد .......
هذا أنت بلدي المغرب مهد الحضارات ،أنت ملاذي ومأواي ،ومقصد كل مُتُيَّم بالجَمَال .هذا أنا ابْنُكَ يتحدث عنك ،فما يكون حال الغريب وقد قصدك بحثا عما يريحه من كل عناء وتعب ، ليجد فيك ما يأسر القلب ويحير العقل؟ .طبعا لن يكون حاله أفضل من حالي وهو يجوب رحابك ، أنت شيء ملأ الدنيا عبقا، فشِيءَ للناس أن يظَلُّوا بين رِحَابك سُكَارى إلى أن يُغادِروا وهم يستَرِقُون النَّظر من نوافِذ مَرْكَباتهم، يُرْغِمُهم الإنتباه إلى الطَّريق عن الإمعان والتتمتع بما يسُرُّ النفس .

كنت أوضحت السؤال لكن يبدو لم يصلك التوضيح ,
إذا اتصل بك أمريكي ما و سألك عن بلدك , و أنت تعرف أنه يستطيع أن يدخل غوغل فيعطيَه كل المعلومات السكانية و الجغرافية و الديموغرافية .
إذا هذا لا يريده و ليس عليك إبرازه .
إذا ماذا علينا إبرازه ؟
الذي يفتقده الغرب أشياء لاتوجد إلا في بيئتنا هم يفتقدون العلاقة الأسرية الحميمية , يفتقدون الألفة , يفتقدون إيثار غيرهم على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة, محبة الآخرين مساعدتهم إستضافتهم علاقة الجار بالجار , كيف إذا حصل أمر سعيد أو فرح لشخص كيف يتوافد الناس لتهنئته و الفرح لفرحه , كيف إذا حصلت له مصيبة يأتون للتسرية عنه و مواساته , كيف إذا وقع في ضائقة يهب الجميع لمساعدته كل حسب استطاعته , اليساطة في كل شيء بعيدا عن تعقيدات الحضارة الخداعة , و بالتالي فالناس لا يعانون تعقيدات نفسية و لا حياتية .....................

صدقني هذا ما يحب أن يسمعه , و هذا ما يميزنا عنهم .

فارجع إلى نصك , هل تجد نفسك أوصلت هذه الرسالة أم لا ؟

أنتظر ردك .....

أستاذي الدكتور أحمد رامي ،تحية مفعمة بكل حب واحترام ،
أشكر استاذي الكريم على توضيحه ، لكنني لا أنزه نفسي كعربي ، لاقول أننا فينا كل الكرم والمودة والتسامح وزيارة الأقارب و.........هذه الأشياء توجد في كل المجتمعات ،لكننا يبدو أننا نحن من تجدرت فينا عقدة الإستعلاء بعدما كنا ننعتهم بها ،فكل البشر في طبعهم التسامح والتازر والخير ، ولا ينفرد بهذه المواصفات أناس دون اخرين ،فالفطرة لبنة أساسية في كل نفس ،وما تحمله الفطرة ،جعلته هنا وهناك ، طبعا هناك استثناءات تفرضها الحياة ، لكن، ألا ننظر إلى التقدم الذي حققوه ؟، أليس ذلك بالتعاون والكد والإجتهاد؟ ،أليس العلم مقترنا بالحب والتاخي والتعاون ،والأخذ والعطاء ؟، إذا كنا لم نصل ،وفي قرارة كياننا ترسخت فكرة أننا لن نصل ، لأننا تخلفنا كثيرا ، بالإهمام بأشياء ثانوية ، من أجل إضاعة الوقت ، وتركنا الجوهر ،أضيف إلى ذلك ،أنه ذات يوم بينما صغار البحارة على متن مركب صغير وهم يطلبون النجدة وسط الأمواج المتعالية ،وإذا برجال الإنقاذ من دولة مجاورة قد أتَوا بطائرة عمودية لإنقاذهم ،بينما من كان عليهم فعل ذلك في سبات عميق . أستاذي الجليل ،هناك الكثير مما يقال ،ولا يجب أن ننكر لكل إنسان مميزاته وكرمه ،وتفانيه من أجل سعادة الإنسانية جمعاء، ومن أجل مجتمع متماسك بعيد عن كل صراع ونزاع .حقيقة هناك أشياء تميز أناسا عن اخرين، لكن يبقى لكل نقط قوة ،ونقط ضعف ، ألا تذكر معي أنهم اهتموا بكل ما يخدم الانسانية من علوم نفسية واجتماعية و....... استطاعوا بفضل كل ذلك الرقي بالمجتمعات الانسانية ، بينما كان منا من يتمدد على أريكة في مركب يسبح في بركة من الزئبق ، هل هذا تاريخ يذكر ؟ كل المجتمعات فيها الجميل والقبيح ،والصالح والطالح ، لكن تبقى هناك علامات استفهام كبرى تنتظر الإجابة عنها في كل المجتمعات على اختلاف تموقعها، أو لغاتها ،أو دينها أو.... .طبعا هذا موضوع كبير ،ولكل مواقفه التي تميزه ،واراء تحترم إن لم تَحد عن الصواب .
اشكرك أستاذي على الإهتمام بما أكتب ،والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

أستاذي الكريم طبعا لم أذكر ذلك فيما كتبت لأنني لست مقتنعا به ،وبملابساته .
أشكرك عظيم الشكر .

عند هذه النقطة أقف ...!
ما دمت غير مقتنع بشيء فلن توصله .
ربما لست مطلعا على المجتمع الذي تعبشه , غير أني ظننت أننا لا نختلف عن بعض في بيئة هذبها الإسلام ,
و لا أنكر أن لكل قاعدة شواذ , غير أني أقول ما أقول عن سواد الناس عندنا .
حقيقة هم قطعوا شوطا في العلوم ربما لن نصلها , و لكن في الاجتماع و الإنسانية لا يوجد مثل الإسلام , فهو دين شامل .
ظل جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
و لا تظنني طوباويا , لن البشر يتفاوتون كما قلتَ , و يختلفون , و لهذا خلقهم الله , إذ لو أنهم على قلب رجل واحد لما كان هناك أنبياء مبشرين و منذرين و لما كان هناك شرور و لا جنة و لا نار ..
أعتذر منك أخي محسن , فأنا لا أحب أن أفرض رأيا على أحد كان الأمر اقتراحا ,
ولكن يبقى في نفسي شيء , أنك لم تذكر ما يميز بلدك , لو لم تكن مقتنعا بكلامي - و هذا حقك - إلا أن الموضوع يبقى نصا أدبيا , فأنت أحيانا تصف مباراة لم تشاهدها , و هذا إبداع الخيال , و أحيانا نصف أشياء ليست موجودة , لكن إحساسنا استشعرها ...

لا أريد أن أطيل عليك ...

أنت كتبت موضوعا من الناحية الأدبية جميل جدا .. و اختلاف آرائنا و تعارضها ليس له مكان في ما نحن فيه ..
و أولا و أخيرا لا أريدك أن تكتب ما لست مقتنعا به لأنك لن تبدع , لا في وصفك و لا في نقل إحساسك , و هما ركنا الأدب .


بالنسبة لك و للأخت خلود فأنتما مرشحان إن شاء الله للقب أديب و قاص .

سأطرح الموضوع على الإدارة في امتحان خاص لكما , فأهل الشعر يبدو أنهم بطيئون قليلا ..


بوركت ...

أستاذي الكريم الدكتور أحمد رامي ، كلمة راقية منك بشأن الإختلاف ،وتحياتي لك ولسعة صدرك وأنت تقوِّم وتُهَذب ما يكتبه أعضاء مدرسة الواحة .
حقيقة بيئتنا هذبها الإسلام ولسنا مختلفين في ذلك ،ولا في رحابة هذا الدين ذي التعاليم السمحة ، لكن جاء بعد الإسلام من عاث فسادا في بلاد الإسلام ،فلن ننسى ما فعلته الإمبريالية ، ولا ما فعلته الحركات الصليبية ، ولا ما دسَّه المستشرقون عبر الرسائل المشفرة ، ولا ما فعلته الحداثة التي حوّر مفهومها المغتصبون ليصبح مفهومها مقتصرا على ثقافتهم التي استفادت كثيرا منا في بناء هياكلها ،طبعا لن أطيل عليك في أمور بالنسبة إليك باتت مفهومة وظاهرة ، وأشكرك مرة ثانية على إفادتك لي بنصائحك القيمة التي لن تبلى عندي ،سأتذكرها كلما حملت قلما بين أصابع يدي.أملي أن أكون حيث تريد أن تراني وأنا أكتب .
تحياتي الخالصة .

دوما كان كلامك يثلج صدري و دوما كان قلمك يمتعني ...
و الآن أنت على مفترق طرق , و الخيارات بين يديك , فاختر دوما ما يمليه عليك قلبك لا ما يرغب فيه الناس ,
ضع نصب عينيك أنك قادر على التحليق عاليا , فلا تقنع بما دون النجوم ...

محبتي لك .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أنا هنا من جديد أستاذنا د : أحمد رامي ،أشكركم على العناية بطلبتكم ،والسهر على إعطائهم المكانة اللائقة بمستواهم الفكري والأدبي ،وإن هذا إلا عملا من شيم خيرة المعلمين .

سلامي ومحبتي إلى شاعر الشعاع النوراني المحمدي ،السيد لحسن اعسيلة ،أغبطك على جميل صبرك ،في التصحيح والمصاحبة والتقويم