صفحة محسن العافي - نثر

استاذي الشاعر لحسن اعسيلة المحترم
هنا أضع النص الذي قمت بتوجيهي في ضبط هيكله و تراكيبه حتى يستقيم المعنى والمبنى فيه .فخالص شكري لك ايها الكريم ،
أسْرارٌ فِي السّمَاءِ
لوْحَةٌ سَرْمَدِيّة تِلْكَ الّتي رسَمَتْها الطّبيعة، فكانت نُقوشُها لَمَسَات سَاحِرة جَعَلَتني شَارِدا فِي مَتَاهَاتِ الأَحْزان،فتذكّرت الصِّبا الّذي وَلّى وَانْصَرَمَ ،والأَيّام الخَوَالي ،وأَمْعَنْتُ تَفكيري في أشياء كَان مآلها الْعَدَم ،فعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ الغُرَابِ فَأُوَارٍيَ تِلْكَ الأَفْكَارِ الّتِي بَاتَتْ تَقُضّ مَضْجَعِي ، فَكُنْتُ بَيْنَ رُعُودِ الأسئِلة الّتي تَعصِف بِذِهْني، وَبُروقِ الشُّجون الّتي تُومِض فَيَنْكَشِف الغِطاء عنّي ، فَلا السُّكون أَلْهَمَنِي حَقِيقَة الأَشْيَاءِ، وَلا السّلام أَضْحى بَلْسَما يداوي جِراحِي ،وَلا الغُيوم انقشعت ،ولاهي تكَاثَفت ،فاسْتحَالت غيْثا مُبهِجا فَيُنْبِتَ نَبَاتا مُخْتَلِفا أَلْوانُه .
اْرتَسَمَتْ أَسَارِيرُ بَهْجةِ الدُّنْيَا لَحْظَةً عَلى أَدِيم السّماء ،فَتَمَلّكَتْنِي الْحَيْرَة ُ،وأَخَذْت أُرَتِّقُ عَجْزِي عَنِ التّفْكِير السّليم إلى أن قُذِف فِي رَوْعِي قولُ الله تعالى :" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ، فَلا َ المَالُ غَدا مُنقِذا وَمُخَلِّصًا من قَدَر- بَعْدَمَا اخْتَلَط الحَق بالبَاطِل - وهو زينةُ الدّنيا ومَبْعَثُ مَلَذّاتِهَا ،وَلاَ العِلْمُ كان دُرَراً فِي دُجَى الأَيّام الخَوَالِي حين غَابَتِ الحَقِيقَةُ عَنْ أَقْوَام ، فأُهْلِك قَوْم بالطّاغِية ،وآخَرُ بِرِيح عَاتِيّة ،فَكَانَ عِلْم ُ البَشَر مذؤوما معيبا .ولا كَانَ فِي الأزَلِ عِلْم ٌ إلاّ من عِلْم العَلِي القَدِير، وَلَا السّمَاءُ جَادَتْ بِغَيْثِهاَ، بَعْدَمَا الغَيْثُ هَمَى سنين والناس في سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ،وَسَوَاسِية كَانَا و إبليس ثَالِثَهُمَا ،فأَغْوَاهُمَا ، وَفِي السّماء عَلَتْ مَرْتَبَتُهُمْ وَتَجَلّتْ،وبَيْنَ أَهْدَابِ كَوَاكِبَ وَنُجُوم مُلْتَهِبَة سَطَعَتْ شَمْسٌ الْحَقِيقَةِ ،وَبَيْنَ يَدي الله عَاثَ إبليسُ فَسَادا فَأَفَلَ شُعاَعُه .كُل تِلْكَ الآيات الكَوْنِيّة، كَانَتْ سُبُلا ،فَاهْتَدَى عَلَى أشعتها مَنْ وَسِعَه جَلَالُ الرّحمان مِمَّن آمنوا مِنْ ذَوِي الأَفْئِدَةِ، وَأُولِي الأَلْبَابِ،وهكذا غَدَا السّكون والسَّلام دَلاَلَةَ عُنْوَانِي ، وَتَلاَشَتْ الغُيوم عَنْ عَالَمِي ، بَعْدَما كَانت بِدَايَة بَوْحِي وأَنِينِي، وَسَبَبَ ضَعْفِي وَهَوَانِي .

جميل ، أضف "ذلك" إلى كلمة "الغراب" للتعبير عن إشارة البعيد (البعد الزمني لقصة الغراب في القرآن الكريم)
أراك مصرا على بعض العبارات التي ارتأيتُ حذفها ، لكن إذا كان مبعث إصرارك على وجودها نابع من إعجابك بها فلست أجبرك على شيء ،
وعلى كل حال يمكن أن تعرض خاطرتك الجميلة على القراء ولا شك أنهم سيثرونها بتعليقاتهم وتعقيباتهم وانتبقاداتهم البناءة ،
تحية لك اخي الحبيب محسن العافي

أستاذي أكرمك الله ورعاك ، بينما انت منشغل في تنقيح مشاركتي ،قمتُ بقصها وإلصاقها في الوقت الذي لم تنته انت من بنائها وتقويمها ،فكنتُ متسرعا عندما اعتقدت أنك قد انهيت ذلك العمل النبيل ،الذي ارجو ان يجعله الله في ميزان حسناتك ،فاعذرني . لكني استدرك ذلك وأضعه هنا فمعذرة مرة اخرى إن كنت متسرعا .
لي عظيم الشرف أن أستأنس بومضات كلماتك ذات الوقع الدال على مشاركتي هاته ،والتي أحسست بقيمتها في بناء موضوع متزن ومبني على أساسات متينة ،فشكرا لك على كل ما تبذله من أجل ان انثر كل جميل.

أسْرارٌ فِي السّمَاءِ

لوْحَةٌ سَرْمَدِيّة تِلْكَ الّتي رسَمَتْها الطّبيعة،
فكانت نُقوشُها لَمَسَات سَاحِرة جَعَلَتني شَارِدا فِي مَتَاهَاتِ الأَحْزان،
فتذكّرت الصِّبا الّذي وَلّى وَانْصَرَمَ ،والأَيّام الخَوَالي ،
وأَمْعَنْتُ تَفكيري في أشياء كَان مآلها الْعَدَم ،فعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ ذلك الغُرَابِ فَأُوَارٍيَ تِلْكَ الأَفْكَارِ الّتِي بَاتَتْ تَقُضّ مَضْجَعِي ،
فَكُنْتُ بَيْنَ رُعُودِ الأسئِلة الّتي تَعصِف بِذِهْني، وَبُروقِ الشُّجون الّتي تُومِض فَيَنْكَشِف الغِطاء عنّي ،
فَلا السُّكون أَلْهَمَنِي حَقِيقَة الأَشْيَاءِ، وَلا السّلام أَضْحى بَلْسَما يداوي جِراحِي ،وَلا الغُيوم انقشعت ،ولاهي تكَاثَفت ،فاسْتحَالت غيْثا مُبهِجا فَيُنْبِتَ نَبَاتا مُخْتَلِفا أَلْوانُه .
اْرتَسَمَتْ أَسَارِيرُ بَهْجةِ الدُّنْيَا لَحْظَةً عَلى أَدِيم السّماء ،فَتَمَلّكَتْنِي الْحَيْرَة ُ،وأَخَذْت أُرَتِّقُ عَجْزِي عَنِ التّفْكِير السّليم إلى أن قُذِف فِي رَوْعِي قولُ الله تعالى :" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ،
فَلا َ المَالُ غَدا مُنقِذا وَمُخَلِّصًا من قَدَر- بَعْدَمَا اخْتَلَط الحَق بالبَاطِل - وهو زينةُ الدّنيا ومَبْعَثُ مَلَذّاتِهَا ،
وَلاَ العِلْمُ كان دُرَراً فِي دُجَى الأَيّام الخَوَالِي حين غَابَتِ الحَقِيقَةُ عَنْ أَقْوَام ، فأُهْلِك قَوْم بالطّاغِية ،
وآخَرُ بِرِيح عَاتِيّة ،فَكَانَ عِلْم ُ البَشَر مذؤوما معيبا .ولا كَانَ فِي الأزَلِ عِلْم ٌ إلاّ من عِلْم العَلِي القَدِير، وَلَا السّمَاءُ جَادَتْ بِغَيْثِهاَ، بَعْدَمَا الغَيْثُ هَمَى سنين والناس في سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ،
وَسَوَاسِية كَانَا و إبليس ثَالِثَهُمَا ،فأَغْوَاهُمَا ، وَفِي السّماء عَلَتْ مَرْتَبَتُهُمْ وَتَجَلّتْ،
وبَيْنَ أَهْدَابِ كَوَاكِبَ وَنُجُوم مُلْتَهِبَة سَطَعَتْ شَمْسٌ الْحَقِيقَةِ ،وَبَيْنَ يَدي الله عَاثَ إبليسُ فَسَادا فَأَفَلَ شُعاَعُه .
كُل تِلْكَ الآيات الكَوْنِيّة، كَانَتْ سُبُلا ،فَاهْتَدَى عَلَى أشعتها مَنْ وَسِعَه جَلَالُ الرّحمان مِمَّن آمنو مِنْ ذَوِي الأَفْئِدَةِ، وَأُولِي الأَلْبَابِ،
وهكذا غَدَا السّكون والسَّلام دَلاَلَةَ عُنْوَانِي ، وَتَلاَشَتْ الغُيوم عَنْ عَالَمِي ، بَعْدَما كَانت بِدَايَة بَوْحِي وأَنِينِي، وَسَبَبَ ضَعْفِي وَهَوَانِي .

السلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته ،بكل احترام ،أطلب منكم أستاذي رغبتي في اقتراحكم موضوعا معينا للكتابة فيه، وذلك حتى أختبر قدراتي على الخوض في مواضيع مختلفة .ولكم جزيل الشكر والسلام .
تحياتي واحترامي لكم شاعرنا وأستاذنا الجليل لحسن اعسيلة .

أستاذي أكرمك الله ورعاك ، بينما انت منشغل في تنقيح مشاركتي ،قمتُ بقصها وإلصاقها في الوقت الذي لم تنته انت من بنائها وتقويمها ،فكنتُ متسرعا عندما اعتقدت أنك قد انهيت ذلك العمل النبيل ،الذي ارجو ان يجعله الله في ميزان حسناتك ،فاعذرني . لكني استدرك ذلك وأضعه هنا فمعذرة مرة اخرى إن كنت متسرعا .
لي عظيم الشرف أن أستأنس بومضات كلماتك ذات الوقع الدال على مشاركتي هاته ،والتي أحسست بقيمتها في بناء موضوع متزن ومبني على أساسات متينة ،فشكرا لك على كل ما تبذله من أجل ان انثر كل جميل.

أسْرارٌ فِي السّمَاءِ

لوْحَةٌ سَرْمَدِيّة تِلْكَ الّتي رسَمَتْها الطّبيعة،
فكانت نُقوشُها لَمَسَات سَاحِرة جَعَلَتني شَارِدا فِي مَتَاهَاتِ الأَحْزان،
فتذكّرت الصِّبا الّذي وَلّى وَانْصَرَمَ ،والأَيّام الخَوَالي ،
وأَمْعَنْتُ تَفكيري في أشياء كَان مآلها الْعَدَم ،فعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ ذلك الغُرَابِ فَأُوَارٍيَ تِلْكَ الأَفْكَارِ الّتِي بَاتَتْ تَقُضّ مَضْجَعِي ،
فَكُنْتُ بَيْنَ رُعُودِ الأسئِلة الّتي تَعصِف بِذِهْني، وَبُروقِ الشُّجون الّتي تُومِض فَيَنْكَشِف الغِطاء عنّي ،
فَلا السُّكون أَلْهَمَنِي حَقِيقَة الأَشْيَاءِ، وَلا السّلام أَضْحى بَلْسَما يداوي جِراحِي ،وَلا الغُيوم انقشعت ،ولاهي تكَاثَفت ،فاسْتحَالت غيْثا مُبهِجا فَيُنْبِتَ نَبَاتا مُخْتَلِفا أَلْوانُه .
اْرتَسَمَتْ أَسَارِيرُ بَهْجةِ الدُّنْيَا لَحْظَةً عَلى أَدِيم السّماء ،فَتَمَلّكَتْنِي الْحَيْرَة ُ،وأَخَذْت أُرَتِّقُ عَجْزِي عَنِ التّفْكِير السّليم إلى أن قُذِف فِي رَوْعِي قولُ الله تعالى :" الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ،
فَلا َ المَالُ غَدا مُنقِذا وَمُخَلِّصًا من قَدَر- بَعْدَمَا اخْتَلَط الحَق بالبَاطِل - وهو زينةُ الدّنيا ومَبْعَثُ مَلَذّاتِهَا ،
وَلاَ العِلْمُ كان دُرَراً فِي دُجَى الأَيّام الخَوَالِي حين غَابَتِ الحَقِيقَةُ عَنْ أَقْوَام ، فأُهْلِك قَوْم بالطّاغِية ،
وآخَرُ بِرِيح عَاتِيّة ،فَكَانَ عِلْم ُ البَشَر مذؤوما معيبا .ولا كَانَ فِي الأزَلِ عِلْم ٌ إلاّ من عِلْم العَلِي القَدِير، وَلَا السّمَاءُ جَادَتْ بِغَيْثِهاَ، بَعْدَمَا الغَيْثُ هَمَى سنين والناس في سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ،
وَسَوَاسِية كَانَا و إبليس ثَالِثَهُمَا ،فأَغْوَاهُمَا ، وَفِي السّماء عَلَتْ مَرْتَبَتُهُمْ وَتَجَلّتْ،
وبَيْنَ أَهْدَابِ كَوَاكِبَ وَنُجُوم مُلْتَهِبَة سَطَعَتْ شَمْسٌ الْحَقِيقَةِ ،وَبَيْنَ يَدي الله عَاثَ إبليسُ فَسَادا فَأَفَلَ شُعاَعُه .
كُل تِلْكَ الآيات الكَوْنِيّة، كَانَتْ سُبُلا ،فَاهْتَدَى عَلَى أشعتها مَنْ وَسِعَه جَلَالُ الرّحمان مِمَّن آمنو مِنْ ذَوِي الأَفْئِدَةِ، وَأُولِي الأَلْبَابِ،
وهكذا غَدَا السّكون والسَّلام دَلاَلَةَ عُنْوَانِي ، وَتَلاَشَتْ الغُيوم عَنْ عَالَمِي ، بَعْدَما كَانت بِدَايَة بَوْحِي وأَنِينِي، وَسَبَبَ ضَعْفِي وَهَوَانِي .

النص الآن أبهى وأجمل ،
لك أن تعرضه ولا شك أنه سيكون مثار إعجاب القراء لأنه يستحق ،
يرعاك الله

السلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته ،بكل احترام ،أطلب منكم أستاذي رغبتي في اقتراحكم موضوعا معينا للكتابة فيه، وذلك حتى أختبر قدراتي على الخوض في مواضيع مختلفة .ولكم جزيل الشكر والسلام .
تحياتي واحترامي لكم شاعرنا وأستاذنا الجليل لحسن اعسيلة .

أقترح عليك موضوع "فلسطين" على أن تتجنب فيه المباشرة حتى لا يكون مقالة ،
يمكن أن تعتبر "فلسطين" أنثى وتتعامل معها على هذا الأساس وأن تجعل القارئ يتساءل من تكون هذه التي يسيل لأجلها مداد القلم وذلك بعدم ذكر اسمها في بداية الموضوع ولا أثناءه ، على أن تذكره في آخر فقرة تلميحا أو تصريحا ،
حاول أن تقوم بتصميم الموضوع بأن تضع له خطة تحدد فيها هيكلا للخاطرة بتحديد أفكارها ،
بالتوفيق أيها الحبيب

أقترح عليك موضوع "فلسطين" على أن تتجنب فيه المباشرة حتى لا يكون مقالة ،
يمكن أن تعتبر "فلسطين" أنثى وتتعامل معها على هذا الأساس وأن تجعل القارئ يتساءل من تكون هذه التي يسيل لأجلها مداد القلم وذلك بعدم ذكر اسمها في بداية الموضوع ولا أثناءه ، على أن تذكره في آخر فقرة تلميحا أو تصريحا ،
حاول أن تقوم بتصميم الموضوع بأن تضع له خطة تحدد فيها هيكلا للخاطرة بتحديد أفكارها ،
بالتوفيق أيها الحبيب

القدير الشاعر لحسن اعسيلة وأستاذي المحترم :
أقبل هذا الإقتراح وإن كان يخوض في قضية كبرى تتطلب الروية والتفكير السليم المعقلن.وإذ هو كذلك ،بات من الواجب علي الانتباه أكثر إلى ما يجب أن أضعه بين أيديكم .
شكرا لاقتراحك الجميل ،سأحاول جادا ، جمع شتات الموضوع ،وأوافيكم بما توصلت إليه ،شكرا لك أستاذي على الاهتمام ،تحياتي واحترامي

سيدي الفاضل الأستاذ الشاعر لحسن اعسيلة ، تقبل مني هذه المشاركة المتواضعة وأملي ان أكون قد التزمت بالنصائح والتوجيهات التي أسديتها لي ،وشكرا لك .

حَنِينُ العَوْدَةِ
اشْتَقْتُ إِلَى النّسِيمِ العَليل ،وإِلَى جَمَالِك الّذِي سَلَبَنِي قُدْرَةَ التّفْكِيرِ السّلِيمِ،وَإِصْدَارِ الفِكْرَةِ الرّاجِحَةِ ،الّتِي تَجْعَلُ عُمْقَ تَفْكِيرِي فِي ذَاتِ الزّمَانِ وَالمَكَانِ، يَأْمُلُ وَيَتُوقُ دَوْمًا لِلِقَائِكِ .
صَدِّقِينِي ،أُرِيدُ أَنْ أَتَحَدَّى تِلْكَ الْأَسْوَار وَالْحَوَاجِز العَالِيّة، لأَجِدَ نَفْسِي صُحْبَتَكِ لا نُفَارِقُ بَعْضَنَا، فَنَجُوب مَعًا فَضَاءَ المَحَبّة الرّحْبِ الّذِ ي تَعْلُو نَسَمَاتِه نَغَمَات مِنْ لَحْن رُومَانْسِيّ حَزِين، يَلْتَقِي بِطُهْرِ غَبَشِ الصُّبْحِ فِي عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ،هو حَقِيقَةً ذَاكَ الْجَمَالُ الّذِي يَنْسَابُ فِي كُنْهِ الْمَخْلُوقَاتِ إِنْسِهَا، وَجِنّهَا ،وَطَيْرِهَا، وَنَبَاتِهَا .....
كُنّا سَوِيّا، فَفَرّقَتْنَا دَوَائِرُ حِيكَتْ ،وَنَحْنُ فِي سُبَات عَمِيق ،تَضَاءَلْنَا ،وَتَوَارَيْنَا ،وَنَحْنُ تَائِهَانِ فَحَدَثَ الّذِي لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ .
يَوْمًا بَعْدَ يَوْم تَشْتَدّ رَغْبَتِي وَتَهْتَزّ أَوْتَارُ مَشَاعِرِي ،فَتَجِدُنِي أُقَلّبُ صَفَحَاتِ المَاضِي ،وَأَتَذَكّرُ الْجِنَانَ الْوَارِفَةِ ،وَنَحْنُ بَيْنَ الرّوَابِي نَلْعَبُ وَنَرْتَعُ عَلَى وَقْعِ خَرِيرِ مَاءِ السّوَاقِي، وَشَدْوِ الْبَلَابِلِ وَالطّيُورِ،وَأَنْظُرُ إِلَى عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ الّتِي تَدَلَّتْ، فَاعْتَلَى حُبَيْبَاتِهَا ذَلِكَ البَيَاضُ ،فَكَانَ الْمَنْظَرُ كَلَمْسَةِ فَنّان ،اقْتَبَسَ فِيهَا جَمَالًا أَبَدِيًّا أَخّاذًا .
وَأَتَذَكَّرُ تِلْكَ الْأَهَازِيجِ الّتي صَاحَبَتْهَا رَقَصَاتُ "الدّبكة " وَالْفَرَحُ وَالحُبُورُ يَمْلَأُ الْمَكَانَ ،وَتِلْكَ الأَطْيَارُ الّتِي صَدَحَتْ فِي رَحَابَةِ سَمَاءِ المَكَانِ ،فَعَزَفَتْ لَحْنَ الْعَوْدَةِ الّذِي لَا يَبْرَحُ تَفْكِيرَنَا، وَلَا يَنْزَاحُ عَنْ كِيَانِنَا .
يَزْدَادُ حَنِينِي يَوْمًا بَعْدَ يَوْم، وَتَجُوبُ خَاطِرِي مَوْجَاتٌ عَاصِفَةٌ غَاضِبَةٌ ،تَشْهَدُ عَلَى مَا أَلَمّ بِي وَأَنْتِ بَعِيدَةً ،يَفْصِلُ بَيْنَنَا ذَلِكَ الْهَرَمُ الْجَاثِمُ الْعَالِي ،وَلَكِنْ لَا قُدْرَةَ لِي عَلَى الْحَرَكَةِ إِلّا فِي رَغْبَتِي الشّدِيدَةِ الْحَبِيسَةِ ذَلِكَ النّورِ البَهِيّ، الّذِي يُحِيطُ بِكِ ،
وَ بِجَنَباتك ،يُذَكّرُنِي بِزَمَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيَزْرَعُ فِي قَلْبِي رَغْبَةً فِي أَنْ أُقَبّل الثّرَى الّذي تَنْتَصِبُ قَامَتُكِ فَوْقَهُ ،فَأَسْتَنِيُر بِبَهْجَتِكِ وَحِضْنِكِ الدّافِئِ الّذِي أَوَانِي فِي صِبَاي ،كُلُّ ذَلِكَ غَابَ عَنِّي بِسُمّ نَفَثُوهُ، وَأَمْر سُوء أَمَرُوهُ ،وَسَطْو نَهَجُوهُ ،فَبِتْنَا هَكَذَا ،أَحِنّ إِلَيْكِ وَتَتُوقِينَ لِلُقْيَايَ ،وَتُمَزّقُنَا مَخَالِبُ الغُرْبَةِ،فصِرْتُ اليَوْمَ مُشَرَّدًا تَلْفُظُنِي أَمْوَاجُ البِحَارِ، وَعَرَاقِيلُ مَعَابِرِ الأَوْطَانِ وَأَنَا أَحُومُ حَوْلَكِ ،وَحَوْلَ حِمَاكِ ،يَا مَلَاذِي وَيَا مَأْوَايَ .
كُنْتِ وَسَتَبْقَيْنَ حُبِّي وَسَكَنِي الْأَوَّلَ وَالْأَخِيرَ ،صِرْتُ أَعْرِفُ أَنْ لَا حِرَاكَ مِمّن تَوَلَّوا أَمْرِي رُفْقَتَهُمْ فِي مَتَاهَاتِ السَّلَامِ الْمُزَيَّفِ، فَانْفَرَدْتُ أَعْزِفُ لَحْنَ الْخُلُودِ وَأَرْثِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الّتِي اعْتَرَاهَا الْعَبَثُ ،أَقْبَعُ فِي زَاوِيَة مِنْ غُرْفَة مُظْلِمَة ،أَنْظُرُ مِنْ ثُقْب صَغِير،مِنْ ذَلِكَ الْجِدَارِ الْعَالِي، إِلَى الضِّفَّةِ الّتي انْتَصَبْتْ فَوْقَهَا.
تَذَكّرْتُ رِسَالَةً مِنْ النَّبِيِّ سُلَيْمَانَ الحَكِيمَ، فَعَمّتْنِي قُشَعْرِيرَة ٌ، وَسَادَ الصَّمْتُ المَكَانَ، وَعَمَّ الْهُدُوءُ، وَاطْمَأَنّتْ نَفْسِي بِذكْرِ مَا اسْتُهِلَّتْ بِهِ الرِّسَالَةُ :"إِنّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ " فَصِحْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي :إِنّهَا أَرْضُنَا !!
إِنَّهَا أَرْضُنَا !! فَتَجَدّدَ أَمَلِي فِي العَوْدَةِ وَلِقَاءِ الْحَبِيبَةِ.

سيدي الفاضل الأستاذ الشاعر لحسن اعسيلة ، تقبل مني هذه المشاركة المتواضعة وأملي ان أكون قد التزمت بالنصائح والتوجيهات التي أسديتها لي ،وشكرا لك .

حَنِينُ العَوْدَةِ
اشْتَقْتُ إِلَى النّسِيمِ العَليل ،وإِلَى جَمَالِك الّذِي سَلَبَنِي قُدْرَةَ التّفْكِيرِ السّلِيمِ،وَإِصْدَارِ الفِكْرَةِ الرّاجِحَةِ ،الّتِي تَجْعَلُ عُمْقَ تَفْكِيرِي فِي ذَاتِ الزّمَانِ وَالمَكَانِ، يَأْمُلُ وَيَتُوقُ دَوْمًا لِلِقَائِكِ .
صَدِّقِينِي ،أُرِيدُ أَنْ أَتَحَدَّى تِلْكَ الْأَسْوَار وَالْحَوَاجِز العَالِيّة، لأَجِدَ نَفْسِي صُحْبَتَكِ لا نُفَارِقُ بَعْضَنَا، فَنَجُوب مَعًا فَضَاءَ المَحَبّة الرّحْبِ الّذِ ي تَعْلُو نَسَمَاتِه نَغَمَات مِنْ لَحْن رُومَانْسِيّ حَزِين، يَلْتَقِي بِطُهْرِ غَبَشِ الصُّبْحِ فِي عَظَمَتِهِ وَجَلَالِهِ،هو حَقِيقَةً ذَاكَ الْجَمَالُ الّذِي يَنْسَابُ فِي كُنْهِ الْمَخْلُوقَاتِ إِنْسِهَا، وَجِنّهَا ،وَطَيْرِهَا، وَنَبَاتِهَا .....
كُنّا سَوِيّا، فَفَرّقَتْنَا دَوَائِرُ حِيكَتْ ،وَنَحْنُ فِي سُبَات عَمِيق ،تَضَاءَلْنَا ،وَتَوَارَيْنَا ،وَنَحْنُ تَائِهَانِ فَحَدَثَ الّذِي لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ .
يَوْمًا بَعْدَ يَوْم تَشْتَدّ رَغْبَتِي وَتَهْتَزّ أَوْتَارُ مَشَاعِرِي ،فَتَجِدُنِي أُقَلّبُ صَفَحَاتِ المَاضِي ،وَأَتَذَكّرُ الْجِنَانَ الْوَارِفَةِ ،وَنَحْنُ بَيْنَ الرّوَابِي نَلْعَبُ وَنَرْتَعُ عَلَى وَقْعِ خَرِيرِ مَاءِ السّوَاقِي، وَشَدْوِ الْبَلَابِلِ وَالطّيُورِ،وَأَنْظُرُ إِلَى عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ الّتِي تَدَلَّتْ، فَاعْتَلَى حُبَيْبَاتِهَا ذَلِكَ البَيَاضُ ،فَكَانَ الْمَنْظَرُ كَلَمْسَةِ فَنّان ،اقْتَبَسَ فِيهَا جَمَالًا أَبَدِيًّا أَخّاذًا .
وَأَتَذَكَّرُ تِلْكَ الْأَهَازِيجِ الّتي صَاحَبَتْهَا رَقَصَاتُ "الدّبكة " وَالْفَرَحُ وَالحُبُورُ يَمْلَأُ الْمَكَانَ ،وَتِلْكَ الأَطْيَارُ الّتِي صَدَحَتْ فِي رَحَابَةِ سَمَاءِ المَكَانِ ،فَعَزَفَتْ لَحْنَ الْعَوْدَةِ الّذِي لَا يَبْرَحُ تَفْكِيرَنَا، وَلَا يَنْزَاحُ عَنْ كِيَانِنَا .
يَزْدَادُ حَنِينِي يَوْمًا بَعْدَ يَوْم، وَتَجُوبُ خَاطِرِي مَوْجَاتٌ عَاصِفَةٌ غَاضِبَةٌ ،تَشْهَدُ عَلَى مَا أَلَمّ بِي وَأَنْتِ بَعِيدَةً ،يَفْصِلُ بَيْنَنَا ذَلِكَ الْهَرَمُ الْجَاثِمُ الْعَالِي ،وَلَكِنْ لَا قُدْرَةَ لِي عَلَى الْحَرَكَةِ إِلّا فِي رَغْبَتِي الشّدِيدَةِ الْحَبِيسَةِ ذَلِكَ النّورِ البَهِيّ، الّذِي يُحِيطُ بِكِ ،
وَ بِجَنَباتك ،يُذَكّرُنِي بِزَمَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيَزْرَعُ فِي قَلْبِي رَغْبَةً فِي أَنْ أُقَبّل الثّرَى الّذي تَنْتَصِبُ قَامَتُكِ فَوْقَهُ ،فَأَسْتَنِيُر بِبَهْجَتِكِ وَ(أضف فعلا يعبر عن حالك بين هذا الحضن )حِضْنِكِ الدّافِئِ الّذِي أَوَانِي فِي صِبَاي ،كُلُّ ذَلِكَ غَابَ عَنِّي بِسُمّ نَفَثُوهُ، وَأَمْر سُوء أَمَرُوهُ ،وَسَطْو نَهَجُوهُ ،فَبِتْنَا هَكَذَا ،أَحِنّ إِلَيْكِ وَتَتُوقِينَ لِلُقْيَايَ ،وَتُمَزّقُنَا مَخَالِبُ الغُرْبَةِ،فصِرْتُ اليَوْمَ مُشَرَّدًا تَلْفُظُنِي أَمْوَاجُ البِحَارِ، وَعَرَاقِيلُ مَعَابِرِ الأَوْطَانِ وَأَنَا أَحُومُ حَوْلَكِ ،وَحَوْلَ حِمَاكِ ،يَا مَلَاذِي وَيَا مَأْوَايَ .
كُنْتِ وَسَتَبْقَيْنَ حُبِّي وَسَكَنِي الْأَوَّلَ وَالْأَخِيرَ ،صِرْتُ أَعْرِفُ أَنْ لَا حِرَاكَ مِمّن تَوَلَّوا أَمْرِي رُفْقَتَهُمْ فِي مَتَاهَاتِ السَّلَامِ الْمُزَيَّفِ، فَانْفَرَدْتُ أَعْزِفُ لَحْنَ الْخُلُودِ وَأَرْثِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الّتِي اعْتَرَاهَا الْعَبَثُ ،أَقْبَعُ فِي زَاوِيَة مِنْ غُرْفَة مُظْلِمَة ،أَنْظُرُ مِنْ ثُقْب صَغِير،مِنْ ذَلِكَ الْجِدَارِ الْعَالِي، إِلَى الضِّفَّةِ الّتي انْتَصَبْتْ فَوْقَهَا.
تَذَكّرْتُ رِسَالَةً مِنْ النَّبِيِّ سُلَيْمَانَ الحَكِيمَ، فَعَمّتْنِي قُشَعْرِيرَة ٌ، وَسَادَ الصَّمْتُ المَكَانَ، وَعَمَّ الْهُدُوءُ، وَاطْمَأَنّتْ نَفْسِي بِذكْرِ مَا اسْتُهِلَّتْ بِهِ الرِّسَالَةُ :"إِنّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ " فَصِحْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي :إِنّهَا أَرْضُنَا !!
إِنَّهَا أَرْضُنَا !! فَتَجَدّدَ أَمَلِي فِي العَوْدَةِ وَلِقَاءِ الْحَبِيبَةِ.

جميل جميل يا محسن أبدعت وأجدت ،
أخي الحبيب ما شاء الله ذاكرتك زاخرة بالمادة اللغوية وخيالك خصب ، فقط تحتاج أن تسبغ على هذه الخاطرة الجميلة بعض منطق من خلال إيجاد روابط منطقية تشد القارئ ،
ونصيحة أخرى ذهبية أهديها إليك عليك بالابتعاد عن كثرة الإضافات فهي معروفة بسمعتها السيئة لدى الكتاب ، حيث تكون ثقيلة على السمع ،
اللون الأخضر يطلب منك إعادة الصياغة من جديد بما هو أحسن وأبلغ ،
اللون الأزرق يطلب منك الاستغناء عن هذه العبارة فلا ضرورة لها
اللون الأحمريطلب منك التحول إلى ضمير المتكلم فهو أحسن : "أجدني"

أستاذي الكريم ،اتمنى أن أوفي الموضوع حقه ،وأن يكون تعديلي شافيا .ألف شكر لك استاذي

حَنِينُ العَوْدَةِ
اشْتَقْتُ إِلَى النّسِيمِ العَليل ،وإِلَى جَمَالِك الّذِي سَلَبَنِي قُدْرَةَ التّفْكِيرِ السّلِيمِ،وإلى العَظَمَةِ المُنْبَعِثَة مِن كِيَانِكِ وَرَوْعَتِكِ ،وَأَذْكُرُ فِي سِرِّي زَمَنِ الإِسْرَاءِ ،وَتَأْخُذُنِي رَوْعَتُكِ حِينَ كُنْتِ لِي قِبْلَةً أُولَى ،فَعَرَفْتُ أَنّكِ البِدَايَةُ ،وَإِلَيْكِ يَعُودُ الحُبُّ كُلُّهُ وَالخَيْرُ كُلُّهُ .
صَدِّقِينِي ،أُرِيدُ أَنْ تَنْزَاحَ عَنْ طَرِيقِي تِلْكَ الْأَسْوَارُ ، فَتَصِيرَ دَكًّا دَكًّا ،فَأَسْكُنَ إِلَيْكِ، لا نُفَارِقُ بَعْضَنَا، فَنَجُوب مَعًا فَضَاءَ المَحَبّة الرّحْبِ ،الّذِي تَعْلُو نَسَمَاتِه نَغَمَات مِنْ لَحْن اخْتَلَطَ فِيهِ الحُزْنُ بِالفَرَحِ ، وَتُطِلُّ عَظَمَتُكِ كَمَا يُطِلُّ الصُّبْحِ حِينَ يَتَنَفَّسُ مُزَيَّنًا بِغَبَشِهِ الفِطْرِيِّ، ذَاكَ الْجَمَالُ الّذِي يَنْسَابُ كَمَاء رَقْرَاق بَيْنَ خُضْرَة يَانِعَة،فَتَمْلَأُ بَهْجَةُ الْمَكَانِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرض .
كُنّا سَوِيّا، فَفَرّقَتْنَا دَوَّامَةٌ مِنْ عَاصِفَة هَوْجَاءَ وَنَحْنُ فِي سُبَات عَمِيق ،تَضَاءَلْنَا ،وَتَوَارَيْنَا ،وَنَحْنُ تَائِهَانِ فَحَدَثَ الّذِي لَمْ يَكُنْ فِي الْحُسْبَانِ .
يَوْمًا بَعْدَ يَوْم تَشْتَدّ رَغْبَتِي وَتَهْتَزّ أَوْتَارُ مَشَاعِرِي ،فَأَجِدُنِي أُقَلّبُ صَفَحَاتِ المَاضِي ،وَأَتَذَكّرُ الْجِنَانَ الْوَارِفَة ،وَنَحْنُ بَيْنَ الرّوَابِي نَلْعَبُ وَنَرْتَعُ عَلَى وَقْعِ خَرِيرِ مَاءِ السّوَاقِي، وَشَدْوِ الْبَلَابِلِ وَالطّيُورِ،وَأَنْظُرُ إِلَى عَنَاقِيدِ الْعِنَبِ الّتِي تَدَلَّتْ، وَتِلْكَ المُرُوجِ الخَضْرَاءِ الّتِي تَتَرَاءَى لِي مِنْ بَعِيد ،تُطِلُّ مِنْهَا حُمْرَةُ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ الّتي تَزْهُو وَسَطَ حُقُولِ القَمْحِ الشّاسِعَةِ أَيَّامَ فَصْلِ الرّبِيعِ، فَتَكُونَ بِذَلِكَ فِي أَبْهَى حُلَلِهَا .
وَأَتَذَكَّرُ تِلْكَ الْأَهَازِيجِ الّتي صَاحَبَتْهَا رَقَصَاتُ "الدّبكة " وَالْفَرَحُ وَالحُبُورُ يَمْلَأُ الْمَكَانَ ،وَتِلْكَ الأَطْيَارُ الّتِي صَدَحَتْ ، فَعَزَفَتْ عَنْ فِطْرَة لَحْنَ الْعَوْدَةِ الّذِي لَا يَبْرَحُ تَفْكِيرَنَا، وَلَا يَنْزَاحُ عَنْ كِيَانِنَا .
يَزْدَادُ حَنِينِي يَوْمًا بَعْدَ يَوْم، وَتَجُوبُ خَاطِرِي مَوْجَاتٌ عَاصِفَةٌ غَاضِبَةٌ ،تَشْهَدُ عَلَى مَا أَلَمّ بِي وَأَنْتِ بَعِيدَة ،يَفْصِلُ بَيْنَنَا ذَلِكَ الْهَرَمُ الْجَاثِمُ الْعَالِي ،وَلَكِنْ لَا قُدْرَةَ لِي عَلَى الْحَرَكَةِ إِلّا فِي رَغْبَتِي الشّدِيدَةِ الْحَبِيسَةِ ذَلِكَ النّورِ البَهِيّ، الّذِي يُحِيطُ بِكِ ،
وَ بِجَنَباتك ،يُذَكّرُنِي بِزَمَنِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ، وَيَزْرَعُ فِي قَلْبِي رَغْبَةً فِي أَنْ أُقَبّل الثّرَى الذي أَيْنَعْتُ فِيهِ فَسِيلَة وَجَدَتْ فِيكِ المَاءَ وَالغِذَاءَ وَالهَوَاءَ فَرَبَتْ وَتَرَعْرَعَتْ ،فَأَسْتَنِيُر بِبَهْجَتِكِ وَأَنَا أَهِيمُ بِفِكْرِي وَأَرْثِي حَالِي الآنِي ،فَيَشُدُّنِي حَنِينِي إِلَى حِضْنِكِ الدّافِئِ الّذِي أَوَانِي فِي صِبَاي ،وَسَاءَ حَالِي اليَوْمَ وَ قَضّ مَضْجَعِي الْبَرْدِ ،وَلَمْ تَرْحَمْنِي وَحْشَة ُلَيَالِي الشِّتَاءِ الطِّوَال .
طَأْطَأْتُ رَأْسِي، وَمَرَّتْ أَمَامَ عَيْنَيْ سَحَابَة مُثْقَلَةٌ بِالْمُؤَامَرَاتِ الْمَاكِرَةِ ،وَالأسَاطِيرِ المَزْعُومَة ،فَكَانَ الدَّمَارُ وَالتَّشَتُّتُ وَالضَّيَاعُ ، ،فَبِتْنَا هَكَذَا وَسَطَ القِفَارِ بَعْدَمَا نَأَى الْجَمَالُ عَنَّا ، وَهَا أَنَا اليَوْمَ عَلَى ذِكْرَاكِ، أَحِنّ إِلَيْكِ وَتَتُوقِينَ لِلُقْيَايَ ،وَتُمَزّقُنَا مَخَالِبُ الغُرْبَةِ،فصِرْتُ في أَيّامِ مُشَرَّدًا تَلْفُظُنِي أَمْوَاجُ البِحَارِ، وَعَرَاقِيلُ مَعَابِرِ الأَوْطَانِ وَأَنَا أَحُومُ حَوْلَكِ ،وَحَوْلَ حِمَاكِ ،يَا مَلَاذِي وَيَا مَأْوَايَ .
كُنْتِ وَسَتَبْقَيْنَ حُبِّي وَسَكَنِي ،صِرْتُ أَعْرِفُ أَنْ لَا حِرَاكَ مِمّن تَوَلَّوا أَمْرِي فِي مَتَاهَاتِ السَّلَامِ المَزْعُوم الّذي لَفَّهُ الزَّيْفُ ، فَانْفَرَدْتُ أَعْزِفُ لَحْنَ الْخُلُودِ وَأَرْثِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ الّتِي اعْتَرَاهَا الْعَبَثُ ،أَقْبَعُ فِي زَاوِيَة مِنْ غُرْفَة مُظْلِمَة ،أَنْظُرُ مِنْ ثُقْب صَغِير،مِنْ ذَلِكَ الْجِدَارِ الْعَالِي، إِلَى الضِّفَّةِ الّتي انْتَصَبْتِ فَوْقَهَا.
تَذَكّرْتُ رِسَالَةً مِنْ النَّبِيِّ سُلَيْمَانَ الحَكِيمَ، فَعَمّتْنِي قُشَعْرِيرَة ٌ، وَسَادَ الصَّمْتُ المَكَانَ، وَعَمَّ الْهُدُوءُ، وَاطْمَأَنّتْ نَفْسِي بِذكْرِ مَا اسْتُهِلَّتْ بِهِ الرِّسَالَةُ :"إِنّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ " فَصِحْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي :إِنّهَا أَرْضُنَا !!
إِنَّهَا أَرْضُنَا !! فَتَجَدّدَ أَمَلِي فِي العَوْدَةِ وَلِقَاءِ الْحَبِيبَةِ.