|
...ورأيتُه بين الدياجرِ كوكبا |
تتفسّحُ الأفلاكُ عنه تهيُّبا |
فكأنه خلفَ المجرّةِ رابضٌ |
حتى استوى الزمنُ الطريدُ فأنشبا. |
كم مَرَّ مذْ باعتْ قريشٌ سيفَها |
واقتادَ دهقانُ الأعاجمِ يعربا؟ |
قالوا:لبثنا بعضَ يومٍ؛هكذا |
نسلُ المهانةِ للقرونِ استعذبا |
موتى فأنى يشعرونَ بكرِّها |
حتى يهزَّ الصورُ ثَمّ مغيَّبا: |
نحن الذين شرَوا دماءَ ابيهمُ |
أعلمتمُ في الكونِ مَن يشري أبا؟ |
لم تبقَ من رَسم الخلافة شارةٌ |
إلا وريقةٌ استحتْ أن تُكتبا |
الظلمُ شاقهمُ فقد ملّوا التقى |
قتلوك يا عثمانُ واتهموا سبا |
وعلتْ عليًّا بالمهندِ أمّةٌ |
لم ترضَ شقوتُها إمامًا طيبا |
لم يخطئ السيفُ المُباغتُ جبهةً |
وضّاءةً وعلى قفا الباغي نبا |
واضيعة الفتح المبينِ على بني |
العباسِ !رُبَّ أبٍ نَفى مَن أنجبا |
يا أمةً قتلتْ قِحاحَ خلائفٍ |
واستخلفتْ مِن سبيِها مستعربا |
كرّت على ظهرِ الأذِلّةِ طغمةٌ |
يتوارثون إلى القيامة مركبا |
فتعالَ! إنك وعدُنا بقيامةٍ |
لتُقيمَ ظهرًا منهمُ محدودبا |
يا أيها القمرُ الذي نشتاقُه |
لا كوكبٌ إلاك يجلو الغيهبا |
ما زلتُ أؤمنُ بالحديثِ وصدقِه |
وإليه أفزعُ كلما حُلُمي كبا |
بسميِّ خير الرسْلِ قاطبةً ومِن |
صلبِ ابن عبد اللهِ أشرفِنا أبا |
يملا الدنا عدلاً وغيثًا بعدما |
مُلئتْ طِباقُ الأرضِ جورًا مجدبا |