|
(1) فلا تَعْجَبْ إذا صُبْحٌ وشمسٌ |
بــِعَـيــْنــَـيْ جاحدٍ صارا ظلاما |
(2) وُجُوهُ الجاحِدِينَ تقولُ زُوْراً |
و إنْ لـمْ ينْطِقِ الفمُّ الكلامَ |
(3) فخيرُ الناسِ عِندَهمو رِعَاعٌ |
وشرُ الخلقِ قدْ باتوا كراما |
(4) إذا ما الحقُ أَضْهُرُهُ أَطَلـَّتْ |
عليـــهِ تكالبــُوا شَهْراً و عاما |
(5) لُصوصُ الأمسِ هلْ منهم نزيهٌ |
و هلْ ضبعُ الفلا يرْمـِي العظامَ |
(6) فما أَبـْقوا لــِمُعْدَمِهمْ رغيفاً |
ولا زيتاً ولا حتى إِدَاما |
(7) تـَبـَرَّأ واسْتَحَى إبليسُ مِنْهم |
فقدْ فاقوا مَكائدَهُ الجِسَامَ |
(8) تـَرَبــَّصَ جَحْشُهم حتى تلاقتْ |
أيادي الغدرِ فانتهكَ المقامَ |
(9) تـَقَلــَّدَ شيخُهم صنماً وصُلْبَاً |
وصارَ القسُ والبابا إِمَامَا |
(10) أَحَلوا قَتْلَ فِتْيَانٍ وشِيْبٍ |
وحَرْقَ مُهَللٍ للهِ قامَ |
(11) فَهَلْ أَنـــَّاتُ هَذَا الشَعْبِ عُنْفٌ |
و هَلْ أَضْحَتْ كَرَامَتُهُ حَرَامَا |
(12) أَمِ الإِرْهَابَ مَنْ قَتَلُوا حُشُوداً |
و مِنْ أَشْلاءِهِمْ صَنَعُوا سَلامَا |
(13) بَلايَا الدهْرِ لوْ فِيْها جُروحٌ |
وأَوْجَاعٌ فَإِنَّ لَهَا مَرَامَا |
(14) فَـفِيْهَا ثُلَّةُ الطُـــــغـْيَانِ تَبْــــــلَى |
و فِيْهَا يَفْضَحُ اللهُ اللِئامَ |
(15) رُوؤسُ الشَّرِ مِنْ فُرْسٍ و عُرْبٍ |
على إسلامنا شَحَذُوا السِطَامَ |
(16) كُهُولُ النِّفْطِ حُجَّتـُهمْ تَهَاوَتْ |
فَلا دِينْاً أَرَادُوا بلْ جـَمَامَا |
(17) لأَجْلِ عُرُوشِهِمْ أَسَرُوا شُعُوْباً |
وَ أَذْكَوا بينَ أُمَّتِهمْ ضِرامَا |
(18) تَجَلَّى مَكْرُهُمْ مَا عَادَ سِرَّاً |
فما حَفِظُوا العهودَ ولا الذِّمَامَ |
(19) عَطَايَا السُّحْتِ هَلْ مُدَّتْ سَخَاءً |
أَمِ ارْتَهَنُوا بِها مِصْرَ انـْتِـقَامَا |
(20) فَلا حُباً سُعُودُ الجَهْلِ أَعْطَى |
و لا نَهْيَانُ أَجْزَلَهَا غَرَامَا |
(21) أَرَادوا أَنْ تَكُونَ لَهُمْ تَبِيْعَاً |
مَتىَ مَا قَرروا شَدوا الخِطَامَ |
(22) تَنَاسَوا أَنَّ صُوتَ الحَقِّ يَعْلو |
على ظُلْمِ الطُغاةِ و إِنْ تَنَامَى |
(23) جِرَاحُ الثَائِرِيْنَ مَتَى تَدَامَتْ |
سَتَغْدوا في حَنَاجِرِهِمْ سِهَامَا |
(24) سَتَسْقِي المُسْتَبِدَ كُوؤسَ ذلٍ |
و تُهْـلِكُ مَنْ تـَجَـبـَّرَ واسْتَضَامَ |