أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: من ذكريات طفولتي

  1. #1
    الصورة الرمزية جورج جريس فرح شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي من ذكريات طفولتي

    من ذكريات طفولتي
    دار الأيتام السورية
    مدرسة "شنلر" في الناصرة
    جورج جريس فرح

    أذكرُ الأحداث جيدًا، كما لو كانت في الأمس القريب.
    لكني لا أذكر التواريخ الدقيقة. وكيف لي أن أذكر التواريخ بدقةٍ ولم أكن، عندئذ، قد تجاوزت الثامنة من عمري.
    أذكر الأحداث والمكان والكلام... أما الزمان فهو طفولتي المتعثرة بالأقدار القاسية.
    المدير سليم، ربما كان اسمه الكامل سليم نصر، يجمع الطلاب في الساحة الكبرى، خارج أسوار "دار الأيتام السورية" في الناصرة، المعروفة بمدرسة "شنلر".
    المدير يقف فوق منصة، ربما أعدّت لهذه الغاية، ليتمكن جميع الطلاب، بضع مئات، من مشاهدته وسماعه جيدًا:
    - أيها الطلاب الأعزاء، نظرًا لما آلت إليه الحال، فقد قررت إدارة المدرسة تسريح الطلاب ليكونوا برعاية أهلهم وذويهم في مثل هذه الأوضاع العصيبة. على الجميع الاستعداد لمغادرة المدرسة في أقرب وقت اعتبارًا من الساعة هذه، ولأجل غير مسمّى. نرجو أن لا يكون ذلك لمدة طويلة. ستقوم إدارة المدرسة بتبليغ الطلاب خطيًا عند استقرار الوضع.

    ***

    كنت جنينًا في رحم أمي حين لاقى والدي، المرحوم جريس فرح، حتفه إثر انفجار عبوة ناسفة، من تدبير المنظمات الصهيونية في سوق الخضار في مدينة حيفا، مخلفًا وراءه أرملة حاملا وخمسة أطفال، بِكرُهُم طفلةٌ لم تتجاوز التاسعة. لذا عند ولادتي دُعيتُ باسم المرحوم والدي "جريس" ثم تمَّ تحريفه إلى جورج في موعد لاحق.

    ولم يكن لأمي مِن خيار، بعد أن ولدتني واحتضنتني في شهور عمري الأولى، سوى مواجهة قدرها وخوض غمار الكدح والعمل لتوفير لقمة العيش لأولادها...

    أصبحتُ في عهدة أختي الكبرى، التي كان عليها أن تتقمَّصَ دورَ الأم والحاضنة، وتتخلّى عن طفولتها ونعومةِ أظفارها لترعاني، بينما كان أخي واثنتان من أخواتي في عهدة المدارس الداخلية.

    وإذ بلغتُ السادسة من عمري أو كِدتُ، تزّوَجَتْ أختي الكبرى ولمّا تَبلُغ الرابعةَ عشرة من عمرها، وحظيَتْ أمي بعملٍ في إحدى العيادات الطبية، ضَمِنَ لها المسكِنَ والمعاشَ المناسب، شريطة التفرّغ لعملها طيلةَ ساعات النهار. فلم يكن بدٌّ من إدخالي أنا أيضًا إلى مدرسة داخلية. وهكذا وجدت نفسي في دار الأيتام السورية "شنلر" في الناصرة.

    ما زلتُ أذكر ذلك اليومَ الأول... لم أفهم لماذا تخلّتْ عني أمي، فتركتني واستقلَّتْ تلك السيارةَ السوداء التي توارتْ تدريجيًا عن الأنظار مثيرةً خلفها غبارًا كلسيًا...

    وقفتُ إلى جانب صندوقي الخشبي - صندوق ينوب منابَ حقيبة - له قفلٌ ومفتاح، كان على كل طالب داخلي أن يحضر مثله ليحفظ فيه حاجياته الخاصة. وقفتُ وبكيت...
    بكيتُ كما لم أبكِ من قبل، ولا من بعد... ولعلّي لم أكفّ عن البكاء أيامًا طويلة...
    ***

    المعلمة سلوى تنادي: ورطوار!
    ورطوار هذا رجل ضخم، من أصل أرمني، يعمل في صيانة مباني المدرسة إلى جانب كونه مزارعًا مسؤولاً عن بساتين المدرسة وحقولها الواسعة.

    يحمل ورطوار صندوقي الخشبي ويقودني إلى مخزن كبير، تغصُّ الرفوفُ الخشبية فيه، كما تغصُّ أرضيته، بالصناديق الخشبية التابعة للطلبة. ورطوار يبحث عن مكان ليحشو فيه صندوقي. يضطر إلى إعادة ترتيب بعض الصناديق على الأرض لإفساح المكان لصندوقي.
    - هون محلَّك يا حبيبي. مَعك مفتاح؟
    أخرجت المفتاح من جيبي وأعطيته له، فأخرجَ من جيبه خيطًا من "القيطان" أدخله في ثقبِ المفتاح وأحكمَ ربطَ طرفيه، ثم وضعهُ حول عنقي قائلاً:
    - دير بالك على المفتاح يا حبيبي. خليّه في رقبتك. إذا ضاع المفتاح لازم نخلع الصندوق.

    ثم أمسك بيدي وقادني إلى ساحة المدرسة الداخلية، التي تحيط بها الأسوار والمباني من كل جانب، فتشعر بأنك داخل مُعتقلٍ فسيح، لولا كون البوابة الكبيرة الخضراء مفتوحة على مصراعيها.
    انزويتُ في ركنٍ من الساحة، أتأملُ مباني المدرسة... وأبكي...

    مباني المدرسة ضخمة. سقوفها من القرميد. لم أرَ من قبل أسقفًا قرميدية بهذه الضخامة.

    لا أذكر كم من الوقت قضيتُ على هذا الحال، لكنَّ الشمسَ كانت قد أوشكت على المغيب حين اقترب مني الأستاذ بديع وبرفقته أحد الطلبة البالغين، وقال:
    - لا تبكي يا حبيبي، بكرة بتتعوّد وبتصير تحب المدرسة.
    ثم قدّم إلي َّ الطالب البالغ وهو يقول:
    - هادا الشاب أبوك من اليوم. أسمه فرح. أنت اسمك جريس فرح، وهاي أعطيناك أبو اسمه فرح.

    كان من عادة إدارة المدرسة أن تعيّن لكل طالبٍ قاصر وصيًّا من الطلاب البالغين، ليهتم به ويرعاه، يساعده في دروسه، في المحافظة على نظافته، وفي كتابة الرسائل إلى الأهل.

    أذكر أني لم أتقبَّل هذا الأب المعيَّن والمفروض عليَّ. ثم أني لم أعتد أن أكون ابنًا لأب. فمن أين جاءني هذا الأب الآن؟ ولم يكن ذلك الإنسان المدعو فرح مدعاةً للفرح أبدًا. كان دائم التقطيب والعبوس، في كلامه نبرة آمرة تجعلك ترتعد وتنفر. ولكني رضيت مغلوبًا على أمري، فهذا نظام المدرسة وقانونها، وأنا بحاجة إلي كبير يأخذ بيدي وألجأ إليه. ودَدْتُ لو كان أبي طالبٌ آخر. لكني لم أكن قادرًا على الاختيار، فالأمر ليس بيدي، ثم أني لا أعرف أحدًا في هذا المنفى... فكيف لي أن أختار؟

    أخذني المدعو أبي إلى غرفة النوم. لا.. لم تكن تلك غرفة عادية. كانت عبارة عن قاعة كبيرة، في الطابق الأرضي، تحُدُّ ساحة المدرسة الداخلية، سقفها من القرميد، رُتبت فيها عشرات الأسرَّة في صفوف طولاً وعرضًا. والسرير عبارة عن دعامتين من الحديد تعلوهما ألواحٌ خشبية. فوقَ كل سرير فرشة محشوة بالقش يكسوها غطاء "شرشف" أبيض. في رأس السرير وسادة وفي آخره بطانية مطوية.
    سرنا بين الأسرة حتى توقّف ألأب المزعوم إلى جانب أحد الأسرة وقال:
    - هادا هو تختك. لازم كل يوم الصبح تطوي الحرام هيك، وتحطه مثل ما أنت شايف. ولازم تطوي بيجامتك وتحطها تحت المخدّة. يا ويلك إذا تركت تختك مخربش!
    كانت تلك فاتحة علاقتي الدائمة التوتر بالأب المفروض عليَّ...

    مضت الأيام... واعتدتُ على احتمال ما يصعبُ احتماله على طفلٍ غضّ في مثل سني.

    كما اعتدت استعمال اللوح الحجري والقلم الحجري. وهو ما كان ينوب مناب الدفتر وقلم الرصاص لطلاب الصفوف الدنيا. لا أدري من أي مادة صُنعت تلك الألواح والأقلام، ولكنها كانت من مادة صلبة سوداء اللون، بحجم الدفتر. لكل طالب لوحه الخاص يضعه في بيت كتبه، ويستعمله في الفصل للنسخ والخطّ وتمارين الحساب. فإذا كتبت شيئًا بذلك القلم الدقيق على صفحة اللوح الحجري حصلت على كتابة بيضاء، بياض الطباشير، واضحة قابلة للمحو بمجرّد مسحها باليد أو بشيء ما.

    أما البرنامج الدراسي، فالحق يقال إنه كان متنوعًا، شاملاً، وافيًا ومشوّقًا. ورغم أني قد تنقلتُ بين العديد من المدارس لاحقًا، إلا أني لم أجد في أي منها ما وجدته في دار الأيتام السورية من المناهج، ولا أظن أني سأجد. فاعتبارًا من الصف الأول الابتدائي كانت إدارة المدرسة تعتني بطلابها في كافة المجالات: الدراسة التقليدية - اللغة العربية، الإنجليزية، الحساب، التاريخ والجغرافيا وعلوم الطبيعة ألخ... ولكن إلى جانب ذلك كانت العناية بالرياضة والموسيقى والرسم والخط تستحوذ على اهتمام عظيم. وكان للمدرسة فريق رياضي ذائع الصيت. كما كانت لها فرقة كشافة على المستوى المرموق.

    ***

    المراحيض ودور الحمام في الجانب المقابل من الساحة المحاذية لغرف النوم. فإذا احتجت قضاء حاجة في الليل، كان عليك أن تجتاز عرضَ تلك الساحة، التي تضاهي ملعب الكرة، لتصل حيث تريد. كانت تلك مهمة رهيبة على طفلٍ في مثل سني، وكثيرًا ما كنت ألجأ، كما كان أجيالي - رغم كوني أصغر طلاب المدرسة سنًا - إلى إيقاظ من يرافقني ليؤنسني في تلك الرحلة الرهيبة في الليالي الدامسة أو الماطرة.

    وذات ليل لم يشأ أحد من أترابي أن يرافقني، فمضيت إلى سرير أبي المفروض، أوقظه وأتوسّل إليه.
    - شو بتقول؟ خايف؟ من شو خايف؟
    - الدنيا عتمة... بخاف أروح لحالي...
    فما كان منه إلا أن صفعني صفعة جعلتني أقضي حاجتي في مكاني.
    وكان العقاب على ذلك الحرمان من "أحد البلد"...

    "أحد البلد" يقع في يوم الأحد الأول ويوم الأحد الثالث من كل شهر. كان يُسمح للطلاب، بعد حضور القداس في الكنيسة الإنجيلية في الناصرة، أن يقضوا يوم الأحد في المدينة، يزورون أقرباءهم، يتنزهون أو يتسوّقون. لم يكن لي في الناصرة آنذاك أقارب. كان لوالدتي معارف أفاضل من آل رزق، اعتادت أن ترسل لي بواسطتهم ما يعوزني. فكنت أعرّج عليهم في طريقي إلى الكنيسة كل أحد لأسأل إن كان قد وصلني شيء لآخذه. وكانت والدتي، أطال الله عمرها، تُوْدِعُ لدى إدارة المدرسة مبلغًا زهيدًا من المال أقتَضِبُ منه يوم "أحد البلد" مبلغًا أشتري به ما أشتهي من الحَلوى أو البذورات أو اللبان.

    اللبان... ما زلت أذكر بائع اللبان المتجوّل... ذلك الفتى الأسمر الذي يجوب ساحة الكراج في الناصرة، يدلّل على اللبان بنغمته المحببة وبصوته الرنّان:
    بقرش باكيت اللبان، إنجليزي أصلي هاي اللبان!

    كنت أحب يوم "أحد البلد" وأتوق إليه كما يتوق المأسور إلى يوم من الحرية. وكانت السيدة رزق تستقبلني بغاية اللطف، تقبلني، تقدم لي الشراب البارد، تعطيني ما بعثت به والدتي، لكنها لم تسألني في يوم من الأيام عن مدرستي وعن أحوالي. ولست أدري، لو كانت سألت، هل كنت أجرؤ في ذلك الوقت أن أقول لها كل شيء؟

    مساء أيام الآحاد، غير آحاد البلد، كان الطلاب يجتمعون في غرفة الطعام، في الطابق الثاني من بناء ذي طابقين. الطابق الأول يشمل مخزن الصناديق، غرفة نوم الصغار وفرن المدرسة، والطابق الثاني يشمل غرفة نوم الكبار وغرفة الطعام. وهما أيضًا قاعتان كبيرتان مسقوفتان بالقرميد.
    يجتمع الطلاب في غرفة الطعام، يُخَصَّص وقتٌ لكتابة الرسائل إلى الأهل والأقارب.
    لا أذكر أن المدعو "أبي" ساعدني يومًا في كتابة رسالة إلى والدتي.

    كانت غرفة الطعام أيضًا ساحة للفعاليات التربوية والترفيهية والاحتفال بالأعياد. ما زلت أذكر ذلك الطالب الشفاعمري، المرحوم نعّوم، نجم هذه المناسبات. كم كان يثير ضحكنا وإعجابنا... كان نعّوم أكبر مني سنًا، وكنت أعتمد عليه في مراسلة الأهل.

    وكانت غرفة الطعام نفسها ورشة عمل دائم. فيها نقوم بتحضير الواجبات المدرسية، وفيها نقوم بتنقية العدس... آه العدس ...وهل أنسى العدس؟* كان هذا عماد قوتنا وغذائنا. ولن أنسى أيضًا مرقة البندورة بالأرز، والشاي الغريب الداكن المصنوع من ذرّات سوداء كذرّات الخردل، والمُحلّى بالسكّر الأحمر - لم أصادف شايًا مثله حتى اليوم.

    لم تكن تنقية العدس شغلنا الوحيد. فقد عملنا أيضًا بالزراعة. أحاطت بالمدرسة مساحات شاسعة من الحقول والبساتين. فكنا نعمل بالتعشيب تارة، وبجمع المحصول تارة أخرى. كما عمل الكبار منّا بالحرث والغرس والزرع. وكانت للمدرسة مزرعة دواجن: طيور وأبقار. وكان ورطوار الأرمني، ذو القلب الطيب والصدر الرحب، يدير دفة العمل بمنتهى الدراية والإتقان.
    ***

    كانت المنطقة المحيطة بالمدرسة مليئة بالأحراش والبساتين والحقول. فكانت مرتعًا لبنات آوى والضباع والذئاب وغيرها من الحيوانات. وكان ورطوار يعدُّ الفخاخ والشراك والحفر ليوقع بهذه الحيوانات حماية للمزروعات والدواجن.

    وذات يوم، خطرت لورطوار فكرة جهنمية... الحُفَرُ المجرّدة لا تكفي، فبعض الحيوانات تتمكن من الإفلات بعد أن تقع فيها. قرر ورطوار أن يضع الجمر في قعر الحُفَر، فإذا وقع فيها حيوان اكتوى بالنار قبل أن يستطيع الإفلات...

    نفّذَ ورطوار ما تهيأَ له، فوضع الجمر، الذي جاء به من فرن المدرسة، في قعر الحُفَر، ثم غطّى الحُفَرَ بالعيدان الرفيعة، وكساها بغشاء رقيق من الطين وبعثر فوقها التراب، تاركًا لها منفس هواء يساعد على بقاء اشتعال الجمر.

    لا أدري كيف لم يلفت ورطوار انتباه الإدارة إلى ما فعل، وهو الذي لا تفوته فائتة.
    خلاصة القول أن هذه الحُفَر الجَمرية لم يقع فيها سواي* *.. اكتوَتْ رجلاي من الكفَّتين حتى الكعبين، وتم نقلي على الفور إلى المستشفى الإنجليزي المجاور، حيث تلقيتُ العلاج حتى تماثلتُ إلى الشفاء.

    كان يحلو لنا قضاء أوقات الفراغ بالتنزه في تلك المناطق الشاسعة الجميلة المحيطة بالمدرسة في أيام الربيع، نلتقط البقول البرية كالشّومر والقرصعنّة والسنيرية وغيرها، فإذا بلغ بنا العطش مبلغًا، لجأنا إلى غبّ المياه- مياه المطر طبعًا- من تجويفات الصخور!

    ***

    كان يوم السبت يوم الترتيب والنظافة، وبضمنها قصُّ الشعر والحمّام ومسح الأحذية وتلميعها. يأتي الحلاق إلى المدرسة، فيتناوب الطلاب كرسي الحلاقة، واحدًا إثر واحد، يجلس الفردُ والشعر يكسو رأسه لينهضَ حليق الرأس تمامًا. فإذا اكتشف الحلاق إصابة مرضية في جلدة الرأس، كالفطريات أو سواها، لجأ إلى الحلاقة بالموسى، ودَهَنَ الرأسَ باليود والعقاقير... فالحلاّق هو أيضًا الطبيب المختص بالأمراض الجلدية**! وكثيرًا ما كان الخبّاز يقوم بمعاونة الحلاّق في مهمته هذه. وخبّاز المدرسة رجل لطيف، نحيف الجسم، معتدل القامة، هادئ الطباع، أذكر أن كان له ولدان من طلاب المدرسة، ولكني نسيت أسماءهم جميعًا.

    أما الحمَّامات فكانت على غرار الحمامات الموجودة اليوم في الشواطئ العامة للسباحة. غير أنه اقتصادًا للماء، كان لكل طالب وعاء، عبارة عن "طشط" من الألومينيوم، يملؤه بالماء مرةً للتلييف بالصابون، وأخرى لشطف الصابون عن جسمه. وكان هذا "الطشط" يُحفظ تحت السرير ويُستخدَم كل صباح للحصول على قسط الماء اللازم لغسل الوجه واليدين. كان الطلاب يملؤون "أطشاطهم" بالماء ثم يحملونها إلى الساحة حيث يغسلون الوجه والرأس واليدين، وبعدها يعاد "الطشط" إلى مكانه تحت السرير.

    قبل الاستحمام، كنا ننتظم بالصف، أمام المغسلة وغرف الثياب، حسب أرقامنا - لكل طالب رقم خاص يجب أن يكتَب على كل قطعة ثياب له، إن كانت داخلية أو خارجية- ننتظم في الصف ليستلم كل طالب ما يلزمه من الثياب النظيفة والغيارات ليقضي بها أسبوعًا كاملاً، حتى موعد الاستحمام القادم! وكانت ثيابي تحمل الرقم 18، وكانت أختي الثانية "نجمة" تهتم في مطلع كل عام دراسي "بتطريز" هذا الرقم على كل قطعة من ثيابي.

    لدى الخروج من الحمام، يعترضك مراقب النظافة. يستوقفك. يتفرّس في أذنيكَ، في منخريك وفي عنقك. يمدُّ يده إلى صدركَ ويفركه بإبهامه بشدة. فإذا أجدى الفركُ فتيلاً، وجبَ عليكَ العودة للاستحمام من جديد! كان هذا العقاب يعتبر في غاية القسوة، خاصة في فصل الشتاء، فمنطقة شنلّر شهيرة ببردها القارص الذي ترتعد منه الفرائص.

    ساعة مسح الأحذية ينتشر الطلبة في ساحات المدرسة - خارج الأسوار - متفيئين بالأسوار أو بالأشجار، كلٌ ينهمك بمسح حذائه أو صندله، الوجه الأوّل بـ "البويا" والوجه الثاني بـ "الكيوي". ثم يأتي دور التلميع، أولاً بالفرشاة وثانيًا بقطعة قماش مخملية. يتبارون ويتباهون بمدى لمعان الحذاء! ذلك لأنَّ طابور التفتيش ينتظرهم.

    عند سماع الصفّارة ينتظم الجميع في الطابور، كلٌّ ينتعل صندله ويضعُ حذاءه أمامه، أو بالعكس. يقوم الأستاذ المناوب باستعراض الأحذية والصنادل. تارة يمر من أمام الطلبة، وطورًا من خلفهم. والويل للمخادع الذي اهتم بمسح مقدمة الحذاء وأهمل خلفيته! يدفعه المفتّش بعنف من الخلف، خارج الطابور، فلو سلم من الوقوع لم يسلم من تهكّم الآخرين...

    لم تُسمَع صفارة طابور التفتيش ذات سبت، على غير عادة. انتهينا من مسح الأحذية وانتظرنا.. وانتظرنا.. وبعد لأي قيل لنا أن الطابور لن يُعقَد نظرًا لانشغال الإدارة باستقبال الحماية للمدرسة. حماية؟ لم أفهم في البدء شيئًا. لكن حين شاهدتُ الضيوف القادمين يحملون البنادق وينتشرون فوق الأسوار وعلى السطوح، أدركت أننا ندخل في مرحلة فيها من الخطورة ما فيها.

    تسارَعَتْ بعدها الأحداث. تسارعت بشكل أعجزني عن استيعابها. الطلاب البالغون يتحلّقون في حلقات. يتناقشون، يتجادلون... أسمعُ عبارات واصطلاحات وأسماء غير مألوفة: المقاومة الشعبية، جيش الإنقاذ، المجاهدون، المتطوعون، الجيوش العربية، مستعمرة كفار هحوريش، العصابات الصهيونية، الهجناه... لم أستطع أن أدرك ما يدور حولي، ولم أستطع الربط بين الأشياء.

    وذات مساء من شهر نيسان 1948، شاهدنا من على مرتفعات شنلّر، أضواء ألعاب نارية تخترق الجو، وسمعنا أزيز طلقات الرصاص. هرعتُ كزملائي إلى بقعة مشرفة على المدينة. حسبت لسذاجتي أن المدينة تحتفل بحدثٍ سار، بعيدٍ ما، بنصرٍ ما... سألتُ وتساءلت.. وجاءني الجواب:
    - استشهدَ القائد عبد القادر الحسيني.
    - شو يعني استشهد؟
    - يعني قُتل وهو يدافع عن الوطن.

    هنا أيضًا لم أفهم... لم أفهم لماذا يحتفل الناس بالموت... كان ذلك فوق إدراكي...
    ومرّت الأيام... وتسارعت الأحداث... تسارعت وأعجزتني.. تسارعت حتى وصل الأمر بمدير المدرسة إلى اعتلاء تلك المنصّة ليتمكّن جميع الطلاب من مشاهدته وسماعه جيدًا!

    هرع التلامذة إلى جمع حوائجهم لمغادرة المدرسة فورًا بموجب توجيهات المدير. وأنا، طفل لم أبلغ الثامنة من عمري بعد، لا أجيدُ ضبَّ أغراضي وترتيبها، ولا أقوى على حمل ذلك الصندوق الخشبي من مرتفعات "شنلر" إلى ساحة الكراجات في الناصرة. ارتبكت واحترت وانتابني شعور بالإحباط والكآبة، ولم ينبرِ لنجدتي من ورطتي هذه سوى الطالب الشفاعمري نعوم. بسطَ هذا على الأرض ملحفة، ثمَّ أفرغ عليها محتويات الصندوق، ومضى إلى مخزن ثياب الطلبة فأحضر كل الثياب التي تحمل رقمي "18"، ووضعها فوق الكومة، وقام بربط أطراف الملحفة لتصبح صرّةً ضخمة تفوقني حجمًا ووزنًا!



    حملت صرَّتي، وسلكتُ طريقي إلى ساحة الكراجات، وأنا أنوء بحملي الثقيل، ولكني أكادُ أطير من الفرح لأني سأرتاحُ عمّا قريب على صدر أمي.

    وما إن وصلتُ موقف باصات حيفا، حتى كانت الصرةُ قد فقدت نصف وزنها... إذ لم يكن ربطُها محكمًا بما يكفي، فسقط منها في الطريق ما سقط، جمعتُ منه ما انتبهتُ إليه وضاع منه ما فاتني.

    في موقف الباصات صعدتُ إلى حافلة كانت تقف في المكان المعد للسفر إلى حيفا. أخرجتُ من جيبي مبلغًا مما كانت قد أودعته أمي لدى أمين صندوق المدرسة، وقلت للسائق: إلى حيفا.
    قال: ما فيش سفر إلى حيفا. حيفا سقطت بيد اليهود.
    قلت: لكن أمي في حيفا. بدّي أروح عند أمي.

    نهض السائق من مكانه، أمسك بيدي وأنزلني من الحافلة. وضع يديه فوق كتفيَّ وانحنى حتى كاد وجهه يلامس وجهي، وسألني إن كان لي أقارب في الناصرة، قلت لا. قال: في الرينة؟ قلت لا. قال في طرعان؟ قلت لا. قال: في كفركنّا؟ قلت لا، وأنا أحاول أن أكبح جماح مرارتي واكتئابي، لكني ما لبثت أن أجهشت بالبكاء...

    في هذه الأثناء، وصل إلى المحطة الطالب نعوم قاصدًا العودة إلى أهله في شفاعمرو. وإذ علم أن لا حيلة لي بالسفر إلى حيفا، قال للسائق: آخذه معي إلى شفاعمرو، فأخته جارة لنا، تسكن قبالة بيتنا في شفاعمرو. ثم أمسك بيدي، وتوجهنا نحو الحافلة المسافرة إلى شفاعمرو.

    لم أكن أعلم أن ثانية أخواتي التي تزوّجت من مدة قريبة تسكن شفاعمرو. أذكر أن المرحوم عمّي، جبران فرح، فاجأني ذات يوم في المدرسة، على غير عادة، وبعد أن اعتنى بلباسي وهندامي، ساقني معه إلى حيفا حيث حضرت حفلة الزفاف، وكان ذلك - كما علمت لاحقًا - ليلة صدور قرار تقسيم فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 29 تشرين الثاني عام 1947. وبعدها فورًا أعادوني إلى المدرسة الداخلية، مع عائلة قررت النزوح عن المدينة إلى الناصرة تحسبًا واحتياطًا لما قد تحمله الأيام القادمة في حيفا من أخطار. كانت تلك العائلة الطيبة تسكن جوار بيتنا في حيفا، وحالها تشبه حال عائلتي إلى حد بعيد، فربة العائلة - أم فؤاد منصور - أرملة أيضًا، لها من الأولاد ستة، ثلاث بنات وثلاثة صبيان. تزوجت كبرى البنات من شاب ميسور من الناصرة يدعى أسعد كردوش، فبعث هذا بسيارة وشاحنة لنقل العائلة والأثاث اللازم. ولما لم يكن لي مكان في السيارة التي أقلَّت العائلة، ولا بجوار سائق الشاحنة، أصعدوني إلى صندوق الشاحنة فوق الأثاث والفراش. وأذكر أن السائق لم يسلك الطريق المألوف للناصرة، بل سلك طريق شفاعمرو مرورًا بالمستوطنة اليهودية كفريتا (كفار آتا). هنا استوقفنا مسلحون من اليهود بلباس عسكري، وقاموا بتفتيش الشاحنة بدقة قبل أن يسمحوا لنا بمتابعة السفر. وأذكر أني مكثتُ في ضيافة السيد كردوش في الناصرة يومين أو ثلاثة قبل عودتي إلى المدرسة.

    ***
    وصلنا شفاعمرو، وترجلنا من الحافلة في ساحة "باب الدير"، وكانت أخبارنا قد سبقتنا إليها. كيف؟ لا أدري. ففي طريقي إلى بيت شقيقتي لمحتُ أخي فريد مهرولاً نحوي. علمتُ في ما بعد أن عائلتي نزحت هي الأخرى عن حيفا هربًا من أخطار الحرب.

    وكانت فرحة العائلة بلقائي لا تقل عن فرحتي بلقائها.
    ]

  2. #2
    الصورة الرمزية أبو القاسم شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : قرية لا مشكلة
    المشاركات : 1,072
    المواضيع : 174
    الردود : 1072
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي حالة عصيبة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أب مزور رغما عنك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي استشهاد بطل في سبيل دينه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي محاولة للخروج من المأزق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أخيرا لقاء الأهل


    قال العزيز سبحانه : ( فإن بعد العسر يسراً * إن بعد العسر يسرا ) سورة الشرح


    صديقك
    أبو القاسم

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  3. #3
    الصورة الرمزية جورج جريس فرح شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    أبو القاسم

    شكرًا لمرورك من هنا...
    قطعتَ الدَّربَ وحيدًا...

    لك ودّي
    جورج

  4. #4
    الصورة الرمزية يتيم الشعر شاعر
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    المشاركات : 115
    المواضيع : 15
    الردود : 115
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    كثيرون يتمنون لو أن في ذاكرتهم شيء يذكرون تذكره
    وكثيرون لديهم في ذاكرتهم ما يغمضون عيونهم إذا لاح طيف من هذه الذكرى في مخيلتهم
    وكثيرون من يتململون على فرشهم كل ليلة وهم يتجولون في ذكرياتهم الماضية

    تحياتي لك يا صديقي وأسعد ذاكرتك وأبهج مستقبلك
    إن الصراحة من أصيل طباعي

  5. #5
    الصورة الرمزية د.جمال مرسي شاعر
    تاريخ التسجيل : Nov 2003
    الدولة : بلاد العرب أوطاني
    العمر : 67
    المشاركات : 6,096
    المواضيع : 368
    الردود : 6096
    المعدل اليومي : 0.82

    افتراضي

    استاذنا جورج
    تحملنا على أجنحة الشوق للبعيد
    إلى ما قبل أربعين عاما أو تزيد ( من عمري أنا على الأقل )
    فأراني طفلا صغيرا خاوي الوفاض لا مسؤلية و لا شعر و لا زواج و لا دراسة إلا اليسير
    أما الآن و قد تقدم العمر فأقول
    ألا ليت الشباب يعود يوما=فأخبره بما فعل المشيب

    ذكريات ذكريات ذكريات
    و نحيا على ما تبقى من ذكريات
    فلقد كان الماضي على ما فيه من منغضات أحلى و أحلى
    دمت بخير
    د. جمال
    البنفسج يرفض الذبول

  6. #6
    الصورة الرمزية جورج جريس فرح شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يتيم الشعر
    كثيرون يتمنون لو أن في ذاكرتهم شيء يذكرون تذكره
    وكثيرون لديهم في ذاكرتهم ما يغمضون عيونهم إذا لاح طيف من هذه الذكرى في مخيلتهم
    وكثيرون من يتململون على فرشهم كل ليلة وهم يتجولون في ذكرياتهم الماضية

    تحياتي لك يا صديقي وأسعد ذاكرتك وأبهج مستقبلك
    تلك الذكريات المحفورة في الذاكر وكأنها نقش على حجر
    هدفتُ منها توثيق نقطة من بحر أحداث فترة هي من أحرج الفترات التي مرّ بها الشعب الفلسطيني فوق تراب وطنه الجريح.

    أخي،
    شكرًا لمرورك بصومعتي المهجورة...
    لك خالص ودّي وتقديري.
    جورج

  7. #7
    الصورة الرمزية جورج جريس فرح شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.جمال مرسي
    استاذنا جورج
    تحملنا على أجنحة الشوق للبعيد
    إلى ما قبل أربعين عاما أو تزيد ( من عمري أنا على الأقل )
    فأراني طفلا صغيرا خاوي الوفاض لا مسؤلية و لا شعر و لا زواج و لا دراسة إلا اليسير
    أما الآن و قد تقدم العمر فأقول
    ألا ليت الشباب يعود يوما=فأخبره بما فعل المشيب

    ذكريات ذكريات ذكريات
    و نحيا على ما تبقى من ذكريات
    فلقد كان الماضي على ما فيه من منغضات أحلى و أحلى
    دمت بخير
    د. جمال
    يلاوح عمر هذه الذكريات الستين عامًا...
    أمّا أن أتمنّى عودتها... فلا!
    كانت تلك أيام تميّزت بالضياع... بالتخبّط... وأدت إلى نكبة شعب ما زال ينزف حتى اليوم!
    محظوظ مَن لم يعِش تلك النكبة!

    شكرًا لمرورك.
    جورج

  8. #8
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2004
    المشاركات : 41
    المواضيع : 11
    الردود : 41
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    كان صندوقا فضي اللون...عريضا جدا...وأطول من قامتي !! له قفل أيضا...
    كنت أتحلق حوله بشوق وفضول طفلة لها أربع سنوات في هذه الدنيا...ربما أقل من الأربع سنوات....لا أذكر ...
    ما أذكره جيدا ولا انساه أبدا....ما كان داخل الصندوق....إحرامات بيضاء...مناشف بيضاء...كفن..أبيض....وماء زمزم.......والكثير من هدايا.... الحج.
    .
    .
    .
    الأستاذ جورج.....كأنك عائد من رحلة حج....وكلماتك تحمل من الصدق و الحزن الجميل ...ما يعجز اللسان.
    لو أفضت على هذا الجمال المزيد من السرد...الذكريات...ستكون رواية تتلقفها القلوب قبل الأيدي.

    دمت نقيا ولك كل الاحترام


    ياسمين عبدالله

  9. #9
    الصورة الرمزية جورج جريس فرح شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 81
    المواضيع : 17
    الردود : 81
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين عبدالله
    كان صندوقا فضي اللون...عريضا جدا...وأطول من قامتي !! له قفل أيضا...
    كنت أتحلق حوله بشوق وفضول طفلة لها أربع سنوات في هذه الدنيا...ربما أقل من الأربع سنوات....لا أذكر ...
    ما أذكره جيدا ولا انساه أبدا....ما كان داخل الصندوق....إحرامات بيضاء...مناشف بيضاء...كفن..أبيض....وماء زمزم.......والكثير من هدايا.... الحج.
    .
    الأستاذ جورج.....كأنك عائد من رحلة حج....وكلماتك تحمل من الصدق و الحزن الجميل ...ما يعجز اللسان.
    لو أفضت على هذا الجمال المزيد من السرد...الذكريات...ستكون رواية تتلقفها القلوب قبل الأيدي.

    دمت نقيا ولك كل الاحترام


    ياسمين عبدالله
    الأخت الكريمة ياسمين عبدالله
    في الواقع تراودني فكرة متابعة تلك الذكريات وتوثيق أحداث مراحل العمر، وأرجو أن تسمح لي الظروف بتحقيق ذلك... ولا يحول بيني وبين هذا العمل سوى ضيق الوقت!
    أشكر لك هذا المرور الجميل.
    لك الود

    جورج

  10. #10
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    كل له ذكريات ، وكل ذكريات فيها الحلو والمر ، والفراق واللقاء ، والألم والأمل ، ولكن ليس الكل من يستطيع أن يسطرها بألق وأناقة كما فعلت أخي جورج بحرفك المميز.

    تقبل مني كل تحية ولحرفك كل تقدير.



    تحياتي وتقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. صَفْحَةٌ مِنْ طُفُولَتِي
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 21-05-2020, 03:32 AM
  2. من ذكريات طفولتي _______
    بواسطة زبيدة خضير الزبيدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 27-03-2017, 07:50 PM
  3. مٍن ذٍكريات الطّفولة
    بواسطة نعيمة سوالم في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 01-03-2016, 05:34 PM
  4. صفحةٌ منْ طُفُولتي ( عندما مات أبي )
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 04-08-2014, 10:13 AM
  5. صَفْحَةٌ مِنْ طُفُولَتِي ( معلّمتي الطّيبة )
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 13-03-2012, 04:08 PM