ما كنتُ أعرفُ لوعة المشتاقِ ** آهٍ لما يشكو الفتى ويُلاقي
من لوعةٍ للبيـن لا يُفضي بها ** يُخفــي ويكتــمُ لوعة الأَشـــواقِ
يبكى على ذكرى حبيبٍ قد مضى** والعمر يمضي في لُقىً وفراقِ
أمسُ الذي قد مــرّ يروى حبّــهُ ** واليوم يروى غربــة العشّاق
كان الهـــوى عذبًا ونبعًا صافيًا ** نروى الظّما من مــاءِهِ الرّقـــرَاقِ
كان الهوى بالأَمس نورًا ساطعًا ** يمضي الدّجى في نورهِ البرّاقِ
كُنّا كعصفورينِ في جوّ السّمَا ** قد غرّدا في ساعة الإشراقِ
وإذا ارتَقى كلٌ على غصنِ الهوى** مالَتْ غصونُ الحبّ مثل رفاقِ
راحا يجــوبانِ ا لفضاءَ كأنَّمـــا ** قدْ حُرِّرَا من قسوة ِ الأطـــواقِ
قد أيقظا في القلب أيّام الهوى** هاجا علىّ الحب في أوراقي
قد ذكّراني يوم وداّنٍ وما **لاقاهُ قيسُ وصحبةُ العشَّاقِ*1
وأميلُ لوْ مالتْ غصونُ هواهما** وأعود تغمرنى دموعُ مآقى
******************************************
-----
*1 نقصد به بيت المجنون ألا يا حمامى بطن ودان هجتما عليّ الهوى لمّا تغنيتما ليا