لمُندس
عندما يأوى إلى فراشه ليلا يسب ذاته:
ــ أنت مجرد جرثومة لاتُرى بالعين المجردة..
فترد ذاته التعيسة:
ــ لا أحد يحبك ..لا أحد يفتقدك!
لحظتها يشعر بالعدمية ، فيحضن وسادته وينشج فى صمت، حتى يغلبه النعاس
يستيقظ يتحسس جسده بضجر :
... لم أمت..ليتها هامت وضلت جسدي..
ينهض ويرتدى اسماله، وينتعل خفه الذى لايترك أثرا على الأرض..ويسير فى الشارع الذى تعود أن يعبره كل يوم.. يغالب شعوره المرير بأنه مخفي لايراه أحد.
منذ أسبوع وهوحبيس الجدران، مكدود وطأه الجوع فخرج مرغما، صاح به نادل المطعم مرحبا:
ـ أينك.؟
التفت خلفه فلم ير أحد فبادره النادل:
ـ إسبوع لم نرك يارجل افتقدناك..والله
همهم:
ـ هل هو يتحدث معي ؟.. افتقدني ! يا مرحي
وخرج يغالب ابتسامة عنيدة تقاوم الإرتسام،ولأول مرة يحس أنه مرئي. شعر بثقله فوق الأرض فاختال.]