فواصلٌ على الطريق

الدنيا هذه حالها مسرّاتٌ عند أناس وأحزان عند آخرين ، والأخوة يشاركون بعضهم المشاعر فيكتم الحزن ويبدي فرحته مشاركة لأخيه والعكس كذلك
ولكن أن تقهر غيرك وتعيش ضاحكا وتغرق في لذة العيش فاعلم أنه إمهال من الله فهو لن يهملك إنما يستدرج غيّك حتى يأخذك أخذ عزيز مقتدر

هناك من يظلم ولكنه يتذكر فيخاف الله ويتقيه ويتراجع فهذا هو الخير الكامن بداخله
وهناك من إذا ظلم تكبر كفرعون وأخذته العزة بالإثم فهذا لاخير فيه ومايلبث إلا أن يعاقبه الله أمام الملأ فيكون عبرة لمن لا يعتبر

حتى محبّة الناس وارتياحهم لك يجعلهم في نار من الغيظ يشتعلون وبين أمواج الغيرة يضطربون
أن تقارن نفسك بغيرك هذه بداية لمدخل الشيطان حتى يوقعك في غيرة ثم حسد ثم نزاع ثم كراهية وعراك دائم

من شدة حقدهم لايريدونك إلا تحت أقدامهم لذا تلحظ بين ثنايا كلماتهم وغمزاتهم استهزاء وسخرية محاولين التقليل من قدرك كإنسان له احترامه وخصوصيته وحدوده كأي شخص
حتى ماإذا أحد أنكر عليهم ذلك قالوا أنت لست موكلا لتربية الآخرين
وهنا أحب أن أقول ..
هناك فرق بين التربية التي تلقاها المرء سواء حسنة أم سيئة فهي عائدة عليه إ فعل أفعالا سيئة هذا يحاسبه عليه ربه ، ولكن أن يتجاوز عديم التربية على حقوق غيره ويُخطئ عليهم ويبدي رأيه فيهم وينتقصهم فهذا يحق لنا أن نوقفه عند حده ونردعه

أتعجب من البعض الذين نشاركهم فرحتهم رغم المآتم لدينا التي يعرفونها ولايحق أساسا أن نعاتب فتقلب الأحوال والظروف يختلف من بيت لآخر ، ولكن حينما تكون لدينا الفرحة ولديهم المأتم وفعلنا الواجب بالسؤال والاطمئنان والدعاء صادقين وواقفين معهم بما نستطيع، اغتموا وكظموا غيظهم وتحيّنوا لحظة مأتمك ليشمتوا ويتشفوا ، وإذا رأوك في فرحٍ صادف أحزانهم انتقموا بالنميمة ونقل الكلام بأن علامات السرور والسعادة بادية على وجوهنا ونضحك على أحزانهم

حقيقة هذا مرض عضال في أن لاتتفهم وتراعي مشاعر وظروف غيرك المختلفة عنك وهذه مسألة ليس فيها عتاب
أما أن تنقل كلاما لفهمك الغبي وظنك السيئ لآخرين بأن فلانا من الناس رأيته فرحا وسعيدا بينما لديك العزاء وكأنه مسرور بعنائك فهذا قمة الإفساد في العلاقات ومانقل إلا لكذب وبهتان وزيادة عداء وشحناء وفرقة ، فبدل أن يًصلح يوغر القلوب حتى لو كانت بينهم نزاعات طفيفة
ومايفرح فرحة حقيقية ويشمت في حزن أخيه إلا مرضى النفوس وهم حالات قليلة في المجتمع ومن يرى في أخيه المسلم ذلك فينقل تصورا خاطئا كاذبا فهو مُفسدٌ يحب حرث الأرض ونبشها وخرابها
ولكن كلٌّ يرى الآخرين بعين طبعه < كما يُقال .

كان النبي والصحابة والسلف الصالح إذا أتاهم من ينقل كلاما سيئا قاله عنه أخوه المسلم يرده ويقول له لاتخبرني بما قال ولا تكمل حرصا منهم على أن لاتقع في صدورهم شيئا على إخوانهم حتى لو تكلموا عنهم حقيقة وردعا لناقل الكلام أن لايتعود النميمة فيفسد قاصدا كان أم غير قاصد !

ويقال ..
عدوّك من ينقل لك الكلام لا من يتكلم خلفك !

بعضهم للأسف حينما يعرف عنك شيئا تفتقده يستغل هذه النقطة لإبداء نخوته المزيفة ويدافع عنها ويصارع الآخر ظنًّا منه أن قلبها سيرقّ له وستتأثر به معتقدا أن غياب محارمها أو موتهم نقطة ضعف وحاجة لديها فيستعرض رجولته أمامها
لاأعلم من أين أتى بهذا الفهم السقيم !!!!

أو يبدأ في الاتفاق مع عصبة سكارى يرسل كل مرة أحدا منهم ليجرب هل تقع في أحدهم أم لا !
أهو استفزاز أم إغاظة أم خبث أم قلة أدب وكأنه تربى في الشارع ، لاأعلم بالضبط من أي فئة أصنّفه !

أو يتنكر بأسماء نساء ظنا منه أنه بهذه الطريقة سيعرف عن حياتها وخصوصياتها وهذا لايفعله إلا أشباه الرجال والمخنثين

لكن العتب على من فتح لكم مجالا بطيبته وتسامحه وعطائه وتعاونه فدخلتهم عليه بالتطفل والوقاحة

كفّوا رجاء عن هذه المسرحيات عديمة الجدوى
ولاتخلطوا السم بالعسل والأصيل بالمزيف ومزج صدق المشاعر التي تكنونها لأشخاص آخرين بمشاعر كاذبة تريدون بها إيهام الآخر واللعب عليه

همسة ..
بعضهم يستذكي ويظن تغافل من أمامه غباء !

ويأتي شخص آخر إلى فتاة يرى فيها حكمة أو رأي يعجبه على أنه يستشيرها في امرأة يحبها ويريد خطبتها لتساعده بآرائها ثم تكتشف لاحقا ماهو إلا ضمن عصابة كبيرة من شتى البلدان رجالا ونساء يمارسون أفعالا قذرة في الضحك على الفتيات والشباب

وتنتظرون بعد هذا النصر ياأمة محمد !!
وتتساءلون لماذا لم تحرر فلسطين بعد !!

أوليس هؤلاء يمارسون مايمارسه السياسيون !
اللهم أن الأول بالتلاعب والاستهتار بالمحرمات والأعراض
والثاني بخداع الشعوب والتلاعب بالدين



اللهم سلم سلم
اللهم جنبنا الفتن والفواحش ماظهر منها ومابطن

بعض البشر أشرار كالشياطين لاييأسون من استدراجك ويستغلون وقت ضعفك وشتاتك وغفلتك ويريدونك تقع في الوحل كما وقعوا
ولكن ربي يحفظ من يريد له الخير من عباده ويجعل له في قلبه واعظا يأمره وينهاه ويسخّر له من يعينه على الحق ويرشده ويردّه إلى الصواب إذا همّ أو أو أوشك أن يقع أو زاغ

وصدق رسول الله أن صاحب السوء كنافخ الكير

أفضل حل للتعامل مع الرجال هو
" سؤال ورد غطاه"
فإن الحديث معهم بغير ضرورة حتى لو كان مباحا عاما ثقافيا ومعرفيا فإن الإطالة فيه والاسترسال قد يقع فيه استئناسا ثم يجرُّ إلى مالا يُحمد عقباه أو تقع منه أذية أو تشويها نتيجة إعراض أحدهما عن أبواب محرمة وصدّ الآخر مما قد يولد الشر والمكر إن كان من تحادثه غير محترم في حقيقته فتُؤذى