فواصلٌ على الطريق

التصاقُ العلكةِ غير محبّبٍ للنفسِ ، وكذلكَ العلاقات ..
فما أجمل أن تكونَ لدينا قاعدة ( المدِّ والجزرِ) لنطبِّقها في التعاملِ مع النّاسِ بشكلٍ عام والأحبّة بشكلٍ خاص

أُحبُّ ترك المسافات القليلة لأنّها تُضفي الاحترام والتقدير وتُبعدُك عن ظنِّ اقتحامِ الخصوصيةِ من قِبَلِ الآخرين
ومهما كانت طيبةُ منْ هُمْ أمامكْ فلهُ حدودٌ للطاقةِ والتحمُّل ، وله ميلٌ إلى الحريّةِ فلا تُقيّده بشعورِالتقريعِ والتأنيبِ والعتابِ والغضبِ
فما أجمل أن تكونَ إطلالتُنا جميلة كالطيفِ ، خفيفة كالغيثِ ، رقيقة كالزهرِ !

صباحُكم مُفعمٌ بالحيويةِ والنقاءِ والشفافيةِ
سَلِمتْ أرواحٌ مرَّتْ مِنْ هُنا




براءة الجودي

نفسُها الأيَّامُ تُعادُ ، لكنْ بتقاسيمِ وجهٍ أشَدُّ قسوةٍ ، تُقبِلُ كالقهوةِ السوداء بهدوءٍ ، وتذيقُكَ مرارةَ القهرِ بصمتٍ ، تتفتَّقُ جراحُكَ ويهتزُّ ندى الألمِ على أوراق الصبرِ، فتتنفَّسُ عبير الفرجِ وتتمسَّكُ بِأشَعَّةِ الأملِ كُلّ صباحٍ .




قد تتجلّى جراحُك ليلاً ، لكنّها تتحوّلُ في الصباحِ كجناحي فراشةٍ ،تجعلك ترفُّ فتلمعُ دموع حزنك !

هكذا هو الحزنُ المتألِّق في وجهِ السّعادةِ الذي نُحِتَتْ فيه ملامحُ الرِّضا .




براءة الجودي

ماتباعدتُ جفاءً ياهوى < للشاعر عبدالخالق الحفظي

أكملتُ عليه فكتبتُ:

"ماتباعدتُ جفاءً ياهوى"
إنّما أضنى فؤادي مايُقالْ

قسوةُ النَّاسِ ولوعاتُ الجوى
وحنينًا فائضًا يبغي الوصالْ


براءة الجودي

أهوى عذابك إنّني يمنيَّةٌ
وأنينُ قلبك ممسكٌ بيساري

وجراحُ روحك لوحةٌ ممزوجةٌ
من كلِّ لونٍ يستفزُّ مساري



براءة الجودي

مما أعجبني ..

لا تأمن!
قال ابن الجوزي رحمه الله: « قد تتأخر العقوبة وتأتي في آخر العمر،فيا طول التعثّر مع كبر السن؛ لذنوبٍ كانت في الشباب!».[صيد الخاطر٣١٥]

قد يصدر من الناس عيوبا وزلات في علانيتهم وهذا لايجعلنا نُطلق الحكم بفسادهم في السر، فالله وحده أعلم بسريرتهم إلا من تجرأ على الله وجاهر بالكبائر وتفاخر بها فاسدا ومفسدا لمن حوله ، فهذا من أساسه جريئا في كلّ الحالات وهذه حالات شاذة قليلة ، ونعوذ بالله من ذلك !


فيا أيها المسلم لاتجعل نفسك حكما على سرائر خلق الله فما هكذا يكون النصح بقدح واتهام لباطن لايعلمه إلا المطلع على الغيب، فاتق الله لأنك ستُسأل عن رميك وقذفك دون علم يوم الدين ، وستشهد على أفعالك وأقوالك جوارحك فاحذر يارعاك الله
وانشغل بإصلاح نفسك فلن ينفعك في قبرك إلا عملك الصالح والخبيئة التي بينك وبين الله.



براءة الجودي

إنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم على التثبّت والدليل وليس السماع أو التجسس
ثم أن مسألة النصح قائمة في أساسها على الإصلاح والستر وحب الخير للغير وليس على سبيل الترصد والبحث عن الزلّة لإثباتها عليه إثبات المنتصر وتمثيل الناصح المحب وهو ممثل بارع في السخرية مغرور بنفسه !

البعض إن فعلت نفس فعله وراقبته وتطفلت عليه لتريه كم أنَّ هذا الفعل سيئ، ضاق صدره وبدأ يولول ويكتب عن ذلك وهو حلال عليه أن يتطفل عليك وإن لم يكن هو بنفسه إلا أنه يرسل خيطا من خيوطه ، ولو أنه بنى برجا لمراقبة الأعداء والتخطيط لنصرة الإسلام وجعل مهارته الرادارية وتتبعه في ذلك لكان خيرا له وأجرا عظيما وسد ثغرا من ثغرات الأمة


على فكرة كلنا نستطيع أن نتتبع ونتدخل لكن هناك من يتقي الله وينشغل بنفسه ويحب أن يقضي وقت فراغه فيما ينفعه وفيما يأنس له وهناك من إذا فرغ من مشاغله ترصّد خلق الله وكأنّه وصيًّا عليهم !!

سبحان الله !!

أخبث الحاسدين من يضمر لك الشرّ فلا يكتفي بالحسد بل يسعى لتدميرك ليضحك ويأسى لتقلبك في نعم الله ، وكأنّ هذا النعيم سينقص من نعمة الله عليه ورزقه

والأمرّ أن يشاركه على باطله أصحاب سوء ظنوا أنه من وفاء الصحبة التعاون على الإثم والعدوان ، ووالله مافعلها امرؤ مع جماعة إلا وانقلبوا على بعضهم البعض وشتّت الله شملهم

فلاتكونّن عبرة لغيركم ، هذه نصيحة محبّ مخلص أهديها لكل حاسد طفح به الحقد وأراد إخراج غلّه في عباد الله المساكين

ويظنّون أنهم سيوقعونك في فخاخ الوهم وحفر الكيد ، أو مانسي هؤلاء أنّ الله يحفظ أوليائه ويتولاهم برعايته ولايخيب ظنّ من رجاه وأقبل عليه
وإن تكالب شياطين الجن والإنس وتآزروا فلن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله لك ، وتكون محنة في رحمها منحة قادمة