فواصلٌ على الطريق

( وكان في المدينة تسعة رهط يُفسدون في الأرض ولايُصلحون (48) قالوا تقاسموا بالله لنبيتنّه وأهله ثم لنقولنّ لوليّه ماشهدنا مهلك أهله وإنّا لصادقون(49) ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لايشعرون(50) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنَّا دمرناهم وقومهم أجمعين(51) فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إنّ في ذلك لأية لقوم يعلمون(52) وأنجينا الذين ءامنوا وكانوا يتقون(54))

أحيانا يكون تفسير الرؤيا اختبار من الله فإن كان تفسيرها سيئا فهو إما أن يستمر الإنسان في غيه فيطغى أو هو ينتبه لهذا التحذير فيتوب ويتراجع فيرفع الله درجاته ويختم له بخير
أو يكون تفسيرها حسنا يدلُّ على صلاح الرائي أو المرئي فهي إما أن تدفعه لزيادة العمل الصالح والتقوى فتكون مشجعة ومثبتة له على طريق الهدى مستقيما أو أنه يقع في الغرور بنفسه فيهمل ويخمل حتى ينتكس ويختم له بسوء إن لم يتداركه الله بلطفه ورحمته

لذا حينما يخبرك شخص يراك في منامه ويكون التفسير جيدا ويدل على بوادر الصلاح فيك فثق بأنك أيضا في اختبار حتى بعد التفسير فإما أن تثبت وينعكس عليك إيجابيا وتستمر على صلاحك
وإما أن ينعكس عليك سلبيا فتنغرّ بنفسك دون شعور وإدارك منك فتستمر على ذنب أو أمر سيء تفعله على نفسك أو تتعدى به على الآخرين ولاتتوب منه واثقا أن صلاحك وتقواك مستمرا وهنا مكمن الخلل في ذاتك وإلهاء الشيطان لك فهو ينفخ في رأسك ناسيا أو متناسيا أن الإيمان يزيد وينقص ولابد من الانتباه لقلبك وأفعالك والاعتناء بها كما تعتني بشكلك ومظهرك
فلا عيب في الخلل والخطأ ولكن العيب أن يًبصرك الله بعيوبك فتبصرها وتعلمها ثم تستمر فيها غير آبه

إن الرؤى المبشرة ورغم أنها تحمل خيرا كبيرا في جعبتها إلا أن في طياتها رسائلا لك لابد أن تنتبه لها جيدا أيضا فقلما ينتبه إلى ذلك إنسان !

كثير من الناس يدّعي ويمثل الأخلاق الحسنة فإن أتت المواقف الحقيقية تكشّف أنّ مايدّعونه من خلق الأفاضل خلاف مايفعلون !
وكذلك المواقف ليست كافيه للحكم على الأشخاص فكثير منهم من يستغل المواقف الجادة لإظهار افضل مالديه حتى يثبت لك كم هو نبيل وصاحب خلق رفيع
فاسئلوا مجربا لأصناف عديدة من الناس رغم انطوائه وعزلته

ليس كل صاحب عقل راجح يصدق الحقائق والمواقف الغريبة والنادرة التي لم ير مثلها قط من قبل أو أنه لايتوقع البتة أن تصدر من إنسان يعرفه أو غريب عنه لأنه نقيّ تعود الطهر والصدق والرحمة والإنسانية وإن رأى شيئا من قسوة الناس فليس لدرجة الحقارة والإجرام ، وذلك لأن الله قد يبتلي أناسا طيبون أنقياء بأسوء الخلق وأخبثهم وأشدهم مكرا وسوءا فيكون لهم درسا وخبرة في التعامل معهم ومعرفة صفاتهم وعلاماتهم أما الآخر فقد يكون رزينا وصاحب راي ورجاحة ولكن ليس لديه الخبرة الكافية مع جميع أصناف البشر ولم يُبتلى بمثل ماابتلى به صاحبه
لذا إن أتتك أخبارا كهذه فليس عليك أن تُكذّب قائلها ، لعلك إن لم تصدقها من الأفضل أن تصمت واحذر أن تشهد زورا أو تقف تعاطفا مع الآخر الذي يتشكى لك أو ينكر لك أن يصدر منه هذا الأمر ويتهم الآخر بالتوهم .... إلخ
فالله كفيلٌ بحلّ الأمور وتدبيرها وهو مجازٍ كل شخص على ماقال وفعل ونوى نية حسنة أم سيئة ^_^

لو شخصا آخر فعلتموا معه هذه الأفعال ثم ترمونه بالتوهم لافتقاره إلى الدليل ووقع عليه ظلم شديد يحسبونه مزحا واستهتارا بالحياة وبالناس وقد غاب الشهود عن افعالهم من البشر وبقي الله شاهدا عليهم وحده العليم الحكيم ، لأُوغر قلبه عليكم ولتمنى لكم السوء في كل وقت
ولكني مع هذا كله ورغم أن نفسي عافت هؤلاء الفئة وكرهت طباعها وسفاهتها وحماقة أفعالها إلا أني أتمنى من الله لنا ولكم الخير والهداية وأن تنشغلوا بطاعته وبما هو أصلح لكم في دينكم ودنياكم
والطيبة والتسامح ليست منافية للغضب ومحاربة هذا التلاعب والتجاوز في حقك أو أمور الدين، إن تعديتم حدودكم ، وأما عن الباقي فالله هو من يتولانا وينصر صاحب الحق سواء ارعويتم أم لا

"فمن للأمّة الغرقى إذا كنَّا الغريقينا ؟
ومن للغاية الكبرى إذا ضمرت أمانينا ؟
ومن للحق يجلوه إذا كلّت أيادينا ؟
وما المعنى بأن نُحيا فلا نُحيي بنا الدّينا ؟ "

لقائلها

"ماضاقت الدنيا بعيني إنّها
حرثٌ لآخرةٍ وسعيٌ للنجاة

إني أسيرُ لخالقي متوكّلاً
كالطير أغناها وقد جابت سماه "


أمل الشقير

الطغاة مهما اتسموا بالدهاء وحسن التخطيط إلا أنهم يبقون أغبياء
فكل شخص يؤذي عباد الله أو يبني مجده على أنقاضهم أو حياته على موتهم أو غناه على فقرهم أو صحته على مرضهم أو أمنه على خوفهم فهو في منتهى الغباء والحمق ؛ وذلك لأنهم لم يراقبوا الله في أنفسهم ولم يستوعبوا ويدخلوا محاسبة الله لهم في كل افعالهم وأقوالهم
إن التوفيق والذكاء والعقل والفهم والنجاح كله بطاعة الله

بعضهم لايستطيع الإدارك والاستيعاب كم هو متسلط ومؤذ ويحاول الانتقام منك كالمجنون ونسي أنَّ هناك ربٌّ عظيم قويٌّ فوقه
ونسي أنه في أي لحظة قد ينقطع عرق صغير أو ينزف جرحا بسيطا ويؤدي إلى فقد كل قوته ويخنس شيطانه متبريا من أفعاله في الدنيا قبل الآخرة

إنَّ من حمى يوسف عليه السلام من شرّ إخوته ومن نجّاه من الجبّ عن طريق السيّارة ومن أنقذه من امرأة العزيز بالسجن ومن سخّر له الخروج من سجنه وبرّأه من كيد الجميع ومن رفع شأنه وأعزّه من بعد كربة شديدة ومحاولات أذية وتلفيق تهم عليه هو وحده القادر على حمايتنا وإنقاذنا فمن يتولاه الله لن يُذلّ ويُخذل
(( إنه لايُذلُّ من واليت ولايُعزُّ من عاديت ، تباركت ربنا وتعاليت ))