|
للّه غاديةُ الغمامِ و أكرِمِ |
بهَتُون عارضها و سعدِ المُكرَم |
جادت نواضِحها معالمَ قد عفَت |
بالقدس أوّلها كآخرِ مَعلَم |
بيضَا تَأَلفُها الصبا فكأَنها |
و الرّيح تزْجيها مآزرُ مُحْرِم |
لاحتْ و قد لفَّ الظّلامُ قِبابها |
أرضٌ مباركةُ السما و المَأْدَم |
و كأنها و السُّحبُ تُزْجى فوْقها |
كفّ الخريدة من سوار المِعصم |
تبكي السّماءُ فما لروضكِ عابسٌ |
و الأرضُ إن تبكِ السماءُ تَبَسَّمِ |
أم هل دهتك من الشؤون مصائب |
و رمتك دهياءُ الزمان بأَسهُم |
و أتتكِ آتيةُ المدائنِ بالفنا |
كديار تبَّعَ أو كمَعهدِ جُرْهَم |
فهرمتِ من بعد الشباب و ربّما |
هرمتْ سيوفُ العُرْبِ إنْ لمْ تَهْرَمي |
للقُبَّة الصفراء شِمْتُ بناظري |
و أشَحته و الحزن يفْري أعظُمي |
من ذا يعير العين صوبَ مدامعٍ |
أودى بها و أحالها سفْح الدّم |
أبكي بها عهد الصّوارم مذْ مضتْ |
أيّامها في الغابرِ المُتَصَرِّم |
و أميةٌ تزْجي المطيَّ خوافقٌ |
راياتُها فوقَ الخميس المُعْلَم |
يا سائلي و الصّمتُ بعضُ جوابه |
أ سمعت خلف الصمت نوْح اليُتَّم |
أ رأيت أطْفالَ الحجارةِ قدِ بَنَوْا |
بحطامِ أدؤُرُهُم سماك الأنجم |
فمصابنا بالقدس غرم تخاذل |
و رزية تودي الذرا بالمَنْسِم |
منْ ذا الذي في القُدسِ يَعْذُرُ نفسَهُ |
أو ذا الذي مِنْ عرضِه لمْ يُكْلَم |
و مَعاذِرُ الأقوام عجزٌ ظاهرٌ |
أبدَا و اِن عُقدت بحبلٍ مُكدَم |
و من المصائب و المصائب جمةٌ |
جَحْدُ الغُلولِ إذْ القطيفةُ في الفَم |
ما بال أقوامٍ تأخّر سعْيهم |
عن نجدة الأقصى و غوثِ المسلم |
و عمائمٍ بالذلّ رصّ عقالها |
و مآزرٍ بالعار حِيكت فافْهمِ |
هلاَّ دفعتم ذلّ دهر واصمٍ |
و الذلّ يُدفع بالصوارمِ و الدَّم |
نرجُوا صلاحَ ظواهرٍ فسدتْ بوا |
طنها ومن يقفُو السراب فقدْ ظَمي |
فالمسْجد الأقْصى و أعوادُ المنا |
برِ فيه و الكتْبُ العتيقةُ تحتمي |
بأولاءك الجند البواسل في الوغى |
داء العدا و دواء كل مُكلَّم |
أبطال هيجاء أشاوس قد أتوا |
من كل جهجاهٍ ألدِّ جهظَم |
رضَعت لِبان هواكِ كلّ قلوبنا |
حتىّ اذا اشتدّ الهوى لمْ تُفطم |
يا درّة الأمْصار يا أرْض الفِدا |
يا غرَّة في ذا الزمان الاَدْهم |
شاب العِذار و ما تشيبُ صبابتي |
يا قدس فيك و قد صدقتكِ فاْعلمي |
هَذي حروف الشعر صلتُ بها فإنْ |
تسْعفنيَ الأيّام صلتُ بِمِخْذَمي |