(( ألف ليلة وليلة))
كلَّما قَرأتُ في هذه الكُتبِ ,
هذه التّحفة النَّادرة, التي شَغلتْ بالَ النَّاس طويلاً ,,
والتي تُرْجِمَتْ لأكثرِ من أربعين لغة ,
والتي بَهرَتْ النَّاسَ جيلاً بعدَ جيل,, وحكوا فيها وتحاكوا,
و مازالَ الكثيرَون يطلقونَ على مشاريعِهم التّجاريّة كالمقاهي,, والصّالات,, وخيام رمضان,, والفنادق,, اسمها,,,
(ألف ليلة وليلة )
والتي أعترفُ أنا أيضاً,,, أنَّها قد بَهرتني يوماً باتِّساعِ خيالِها, وبالوصف الرّائع الذي وردَ فيها,
ثمّ وأخبار الملوكِ والقصور التي كانت في تلكَ الأيَّام كأنَّها عوالمَ أخرى غامضةٍ ممسودة,
وأخبار الأميرات أيضاً ,, والجنّ,, والسحر,, والغيبيّات,, وكلّ ما يخرج عن العقلِ والمنطق.
لكنَّني اعتقدت ,,,
,وما زلتُ أعتقد ,
أنَّ كاتبها ليسَ له أي هدفٍ سوى الثّرثرة ,
والثّرثرة مجرَّدُ مرضٍ لا شفاء منه البتَّة!!
لكنَّ ما قلتُه الآن ,,, يظلُّ رأياً خاصاً ,
فهذا الكاتب,, قد كتبَ وأثَّرَ بجديَّة,,
فشكراً له,,
ورحمةً من الله ,وغفرانا .
لكنّه فعلاً فاسقٌ ومجنون ,
***
نتّهمُ أنفسَنا بالغباء,,,
ونضربُ رؤوسَنا بالحائط نادمين ,,,
ونعضُّ أصابعَنا عضَّاتٍ قويَّةٍ نافذة ٍحتى نُدميها أحياناً ,
وكلّ ذلك بسبب مواقفٍ اتَّخذناها قديماً, وكانت ضدَّ ارادتِنا وعكس رغباتِنا ومصالحنا ,
و في الحقيقة,, لقد كانت خياراتنا الأدهى والأمرّ ,, إذ كان كلّ خيارٍ منها انتحاراً حقيقياً,
والمصيبة الكبرى,,,أنَّنا فعلنا هذا بكاملِ قوانا العقليَّة,, ونحن نعلم ,
وذلك خوفاً على مَنْ هم أغلى من رغباتِنا ومصالحنا ,,وأهمّ من أنفسنا ,
ومع ذلك أعتقد جازمةً جازمة ,,
بأنّه لو عاد ذلك الزمن بظروفه وأشخاصه ,وكل ما له وما عليه ,
لعدنا حتماً ,ومن غير شك , لنختار ما اخترناه قديماً رغم حزنِنا وألمنا ,
أي,,,,, نعود لننتحر !!!!
ف,,, كفانا ندماً .
***
لماذا أنت غاضبٌ وحانقٌ على اللذين لم ينفِّذوا عملاً كان من واجبك أنتَ تنفيذه؟؟,
فهل تريدُ ممن حولِك أن يكونوا أكثرَ تفكيراً بكَ من نفسك ؟؟,
وإن كان هذا هو الواقع ؟
فلماذا لا تعترف بفشلِك ؟؟
و لماذا تنسبُ لنفسك مجهودات الآخيرين وتعبهم وسهرهم,
لتثبت لنفسك وللآخرين أنك فعلت شيئاً في حياتك التي باتت على وشكِ الانتهاء ؟؟
ألستَ أبشع اللصوص ؟
هيا اعترفْ,
وافعلْ شيئاً يستحقُّ الذِّكر والاحترام قبلَ الرحيل.
ماسة