|
يا بنتَ قابيلَ قَتَّلتينِ تقتيلا |
أتقتلينَ فؤاداً عاش مقتولا |
وكم قتلتِ قلوبا لا عدادَ لها |
وكم صلبتِ أناسيَّاً تماثيلا |
يا بنتَ إخوةِ آبائي كفاكِ بنا |
أما اكتفيتِ بنا ذَبْحَاً وتمثيلا ! |
رُحماكِ بالناسِ إنَّ الناسَ قد هَلَكُوا |
يا أجملَ الناسِ إجمالاً وتفصيلا |
يا نشوةَ العشقِ يا عشقَ الفُجَاءَةِ بل |
يا زُرْقَةَ الموتِ يا سيفاً لعزريلا |
نهداكِ مَشنقةٌ للقلبِ قد نُصبتْ |
إذا اشرأبَّ إلى نهديكِ مذهولا |
وتلكِ عيناكِ كم أردى رصاصُهُما |
قلباً على آلةٍ حدباءَ محمولا |
إنْ كانَ وصَّاكِ قابيلٌ بمجزرةٍ |
فليس ذنبيَ أنْ كنتُ ابنَ هابيلا |
أو كنتِ مسؤولةً عمَّا جرى لهما |
فلستُ عن خطأِ الآباءِ مسؤولا |
بل مَنْ أحقُّ بأخذِ الثأرِ مِنْ أحدٍ |
إن كنتِ طالبةً ثأراً لقابيلا |
يا بنتَ عميَ ذا عميْ وذاك أبي |
فلستُ أعرفُ أيَّاً أرتضي قِيلا |
كلاهما أهرقا كلَّ الدماءِ بنا |
ونحن في جَدَلٍ جيلاً يلي جيلا |
فأين آدمُ عن أبناءِهِ ؟ وإلى |
متى يظلُّ عن الأحداثِ معزولا ؟ |
لنذهبنَّ لهُ من كلِّ قاصيةٍ |
ونزحفنَّ لهُ زحفاً أبابيلا |
حتى يسوِّيَ أعلانا وأسفَلَنا |
فلا نرى فاضلاً فينا ومفضولا |
ويُوضعَ السيفُ فوقَ السيفِ منكسراً |
ويُعبدَ اللهُ قرآناً وإنجيلا |
ويُولِجَ الفجرُ في كُنْهِ الغياهبِ حتْ |
تى يُولَدَ النورُ قنديلاً فقنديلا |
وعندَ حوَّاءَ نرمي جاهليَّتَنا |
كي تنسِجَ الحبَّ والرُّحمى سرابيلا |
لنرجمنَّ رؤوسَ الشرِّ أجمعَها |
ونُرْجِعنْ دونها الشيطانَ مخذولا |
ونذكرنَّ إلى حواءَ فُرْقَتَنا |
حتى تعاتبَ قابيلاً وهابيلا |