|
يا حزْرة الآرام وسْط الأجرَعِ |
غالتْ لواحِظها فؤادَ الأرْوعِ |
غزلت بناظرها حبائلَ لم يزل |
شِعري بها غزلاَ يخب بأربع |
من مقلةٍ نجلاءَ نافذةِ الجوى |
كالطّعنة النّجلاءِ بين الأضلع |
هلاّ رددت تحيّةَ بتحيّةٍ |
تحيا بها نفسي و يطرب مسمعي |
و تقرّ عينٌ بعد حرّ صبابةٍ |
تذكى لواعجها بسحّ الأدمع |
أنّى أنلْ سهلَ الوصال و ناقتي |
صَعْبُ الصّدود و ذمّتي لمضيعي |
و متى يكون الودّ عقدا مبرما |
إنْ كنت تفتلهُ بحبلٍ أقطع |
كم ذا أسائل و الهموم تأزّني |
أيكون في عشقِ الغواني مصرعي |
أرعى الهوى ليْلي و أرقبُ نجمه |
كمأمِّل صوْب البروق اللّمع |
أو كاللذي مُطِل الأداءَ لغارمٍ |
يقفو مذاهبهُ و إنْ لمْ يدفع |
و اللّيلُ مشتبك الكواكبِ قد بدت |
أطرافه مثل الغراب الأبقع |
تتلالئ الأقمارُ فيه كأنّها |
حورٌ حسانٌ من وراء البرقع |
بيضٌ يواثبها السّوادُ مطاعنا |
و يحضّها حضّ الحمام بمشرع |
أقضي به حقّ الغرام و أفتدي |
بجفاء نائله جفاءَ المضجع |
من رام نهْج القسط في شرع الهوى |
قد رام خرْجا من جراب البلقع |
حتى إذا انفضّ الظّلامُ و نكِّستْ |
راياتُه و سجى لفجرٍ مِسْطَع |
أوْمَا له أنْ قد أذنتَ فأحجمنْ |
و أشار للشمس الذُّكاء أنْ اطلعي |
ترمي بنشّاب الضياء أشعة |
و تَحُسُّ أطراف القَتَام بأصمعي |
كفوارسٍ بيضِ المآزر قد علتْ |
دهْمَ الرَّكائب بالسّيوف الشُّرًّع |
و ترى الحمام على الأراك سوانحا |
و هديلها كشكاة صبٍّ مولع |
من شاء أنغام السرور نفلْنَه |
أو رام ألحان الشَّجا لم يمنع |