( ضَرْعُ الحِبْرِ )
إنّي بحُبِّكَ محكومٌ ومُحتكِمُ
فاصْدَعْ بقافيَتي , يا أيُّها القَلَمُ
يا قبلَما كانَ شيءٌ كُنتَ أوَّلَهُ
وبعدَما قُلتَ كانَ العُرْبُ والعجَمُ
يكفيكَ عِندَ إلـهِ الكونِ منزلةً
في سُورةِ القَلَمِ المكِّيّةِ القَسَمُ
أبا الحروفِ , أبى حِبْريْ يُخالفنيْ
وما القصيدةُ إلّا مُهْجَةٌ ودَمُ
يا خيرَ ما أمسكتْ كفٌّ , وما صنعتْ
يَدٌ , وما سافرتْ مِن أجْلِهِ قَدَمُ
تعارفتْ بكَ أزمانٌ وأمكِنَةٌ
وصافحتْ بعضَها الأنوارُ والظُّلَمُ
وحاربتْ بكَ أقْوامٌ مُحارَبَةً
وسالمتْ بعضَها الأجيالُ والأُمَمُ
أخا الحقيقةِ .. ضرعَ العلمِ , دُمْ أبداً
للحقِّ أنتَ يَدٌ , للعلمِ أنتَ فَمُ
إنْ كُنتَ أقدمَ - والتجديدُ أنتَ – فقدْ
قدَّمتَ كلَّ حديثٍ ما لَهُ قِدَمُ
مِن أهلِكَ العلمُ والأخلاقُ سامِيَةً
ومِن أُصَيْحابِكَ الإيمانُ والكَرَمُ
يا طالبَ العلمِ , فَلْتعرِفْ مكانتَهُ
وَلْيرْتَفِعْ في أمانينا لهُ حَرَمُ
فكلّما رفعوهُ قومٌ انتصروا
وكلّما وضعوهُ قومٌ انهزموا
يا موطنيْ , لكَ راياتٌ نُقَدِّسُها
وللحقيقةِ مِن أقلامِنا عَلَمُ
يا كلَّ مَن قرءوا , يا كلَّ مَن كتبوا
يا كلَّ مَن سمِعوا , يا كلَّ مَن عَلِموا
أقلامَـكُمْ .. لاتَكُنْ في العلمِ مُغْمَدَةً
للجهلِ جاهِلةً , للظلمِ تبتسمُ
تعاقبَ الخيرُ في الدنيا وقَولَتُهُ :
( سجِّلْ مكانَكَ في التاريخِ يا قَلَمُ ) .
28-2-2014 - صنعاء