بعد أن أدركت دول العالم الغربي انه لا قِبَل لهم بالاستمرار بالحرب المباشرة مع الأمة الإسلامية, كان لا بد لهم من إيجاد وسيلة يتمكنوا من خلالها من السيطرة على الأمة الإسلامية بشرا وشجرا وحجر.
فما أن ينتعش الصليب بُرهة وقبل أن يهنأ بحصوله على النصر في هذه الجولة أو تلك إلا واسود الإسلام تزمجر من جديد لتدوسه بحوافر خيلها رافعة راية لا اله إلا الله محمد رسول الله خفاقة في عنان السماء.
فما كان للغرب من أجل أن يحافظ على وجوده إلا إشغال المسلمين بأمر يشغلهم عن رفع راية الدعوة والجهاد
وينسيهم ضياع خلافتهم مصدر عزهم وسر قوتهم.
فكانت القضية الفلسطينية هي ضالة الغرب في إشغال الأمة , فما أن هدموا خلافتنا وسيطر الكافر على بلادنا إلا وبدأ العمل على تمكين يهود من فلسطين ، بعد أن حموا ظهر يهود بحكام خونة نصبوهم على رقاب المسلمين في المزق والكيانات الكرتونية حول فلسطين وفي كل ارض إسلامية.
ابتدأت صيحات الله اكبر من شباب الأمة وشيبها والنساء تبرعت بمصاغها، ولكن هذه الصيحات المدوية بالتكبير والدعوة للجهاد بدأ يخفت شعاعها بادعاء هؤلاء الحكام الخونة أنهم سيبذلون الغالي والنفيس من أجل منع الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
يهود يصلوا بحرا بباخرة تليها باخرة مزودين بأحدث الأسلحة في وقتها يقاومهم بعض المتطوعين المسلمين مع أبناء فلسطين بسلاح لا يصلح لقتل خنزير بري, فكيف إذا كانت هذه القطعان من الخنازير مدربة أيما تدريب ، وتعلن قيام دولة يهود وتقوم الأمة ولكنها تقعد بعد أن وعدها الحكام الذين يرتدون عباءة القومية برمي يهود في البحر .
بدأ الحكام بإثقال كاهل الأمة بفرض الضرائب من أجل العتاد الحربي وتجهيز الجيوش استعداداً للحرب الفاصلة والتي سيقضون بها على يهود بإلقائهم بالبحر كما أسسوا منظمة التحرير الفلسطينية بأمر من بريطانيا حتى يؤسسوا لحالة نحياها اليوم وهي أن فلسطين للفلسطينيين وهم أصحاب الحق بالتنازل عنها .
ثم كانت حرب عام سبعة وستين ومهازلها.
ثم مسرحية حرب رمضان, لكننا رأينا عشق الجهاد والشهادة من الأبطال المسلمين والتي لو لم تكن مسرحية معدا لها غربيا للتسويق السلام لتم القضاء الحقيقي على كيان يهود .
وبزيارة السادات للقدس افتتح مشروع السلام حتى أصبح هو الخيار الاستراتيجي لهذه الدول وهؤلاء الحكام الخونة.
ونرى اليوم من حملوا لواء الجهاد ساعة من نهار, من الحركات التي قزم الجهاد بها من جهاد امة إلى مقاومة حركات، نراهم في الطريق لإلقاء سلاحهم ليدخلوا قبة البرلمان المزعوم.والسير في طريق المحافظة على البيت الداخلي وإعطاء الفرصة لإفرازات أوسلو، المحرمة سابقاً والحلال حاليا، وفقاً للقراءة العميقة لما استجد في العلاقات الدولية والاقليمية ...
فهل بعد كل هذا سيبقى في الأمة جاهل لا يدرك كيفية تحرير فلسطين وكل بلاد المسلمين التي تقع تحت الاحتلال المباشر مثل العراق وبلاد الحجاز والخليج وغيرها؟!
هل بعد كل هذه التجارب المريرة يبقى من لا يرى في الخلافة حلا جذريا لمصائب الأمة " إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به".
فانهضي أيتها الأمة العزيزة الكريمة من سباتك وانهض أيها الجيش الكسيح في الثكنات والذي لم تعد تعرف من فنون القتال إلا مكافحة الشغب وحماية الحاكم والاحتفال بيوم مولده ويوم جلوسه ويوم زفافه..
انهضوا وسيروا مع العاملين المخلصين الذين لا يريدون لكم إلا فلاح الدنيا والآخرة