الحمد لله صاحب الإنعام والفضل والمنة، والصلاة والسلام على نبي الهدى وخاتم الأنبياء المبعوث لخير أمة
وعلى آله الأطهار بنص الكتاب، وصحبه الأخيار خير الصحاب.
الحياة ملأى بالناجحين والمتفوقين، مليئة بالكبار قدرا العالين مكانة، ممن حققوا أحلامهم وبلغوا آمالهم، ولمسوا في حياتهم ما كان قبل لهم مجرد مُنية - بالسعادة والترقب - غمرت قلوبهم.
فدب ساريا حفظ سيرهم حفظ صدور؛ تحكى وتروى، وحفظ سطور؛ تدون وتوثق، تستقى العبر من مسيرتهم، وتقتفى خطو مواقفهم.
تُجدد بصبرهم الهمم الفاترة، وتُبعث روحُ عزيمتهم إحياءً للنفوس الخائرة، سعيا ليكونوا لغيرهم قدوة في التحمل والصبر، وأسوة في رسم معالم تحقيق الهدف، وخط مسلك الفلاح.
كلنا يمني النفس الآمال العريضة، ويرسم الأماني الكبار، كلنا مشرئب يرنو للمعالي، يخفق قلبه لأحلامه ولتحقيق مساعيه، فيتمثل غايات الناجحين وخطواتهم حذو القذة ليصل، ويرسم مراحل مسيرته ومعالمها نسخة مطابقة لنسخة حياتهم، لكنه يحيا انعكاسا لصورة غيره لا صورته، فيفقد إيجاد ذاته بينما يتقمص ذاتا وكيانا آخر.
وهو مسلك خاطئ ومنهج للنجاح غير سديد، إذ سير الأعلام سيقت وصيغت لشحذ الهمم، وبث الحياة في الآمال التي تحتضر لواقع ضاغط - يفتتن أولي العزم فيرقى بهم -، دونت لتحيا نبراسا يضيء لليائسين طريق باب الأمل.
ولم يكن خط تلك السير للاحتذاء الملاصق بل لاستخلاص الأسس العامة للفلاح من الصبر والجلد والمتابعة والأمل وضرورة التخطيط ... وغيرها من مرتكزات التفوق، ثم الثقة ببصيرة في أنها أسباب موصلة للغاية والمقصود.
أخيّي أخيّتي
مجريات حياتنا وحيثياتها مختلفة متباينة، تلتقي في صور وتفترق في أخرى، فلسنا على نسق، بل تختلف ظروفنا وموشِّحاتها فتختلف آثار ذلك على كل فرد.
إن معالم حياتنا ومراسمها تخط أخاديد خاصة بذاتيتنا كبصمة أصابعنا.
فخذ دعما محفزا من نجاحات غيرك لتبني بخصوصياتك كيانك المستقل بأهدافه وغاياته المنبثقة من محضنك الاجتماعي والفكري... لتتبلور على جدار الزمن بصمتك المتميزة بك.