أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: مفاهيم مغلوطة(2)

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي مفاهيم مغلوطة(2)

    هناك من يصف العمل لإقامة الدولة الإسلامية بالتجربة، ويصف الطريق بأنها الخط التجريبي الذي تمر به الدعوة. فهل يصح هذا الإطلاق ؟.
    إن وصف الطريق بالتجربة هو في غير محله. ويعطي مدلولاً غير مطابق لمدلول كلمة " الطريق الشرعية ".
    إن طريق العمل في الإسلام هي أحكام شرعية تعتمد على قوة الدليل. ويجب على الجماعة الالتزام بها التزامها بالشرع ولا يجوز الحيد عنها طالما رأتها بحقها أحكاماً شرعية. فلا تكون موضع تجربة واختبار ( إن هي حققت الهدف تكن تجربة ناجحة وإلا فهي فاشلة ويجب تغييرها ) حتى تجد الطريق التجربة التي من شأنها تحقيق الهدف.
    بل ان الطريق الشرعية هي مجموعة من الأحكام الشرعية – كما أسلفنا – من شأنها أن تحقق غايتها والتي هي استئناف الحياة الإسلامية، وهذه الأحكام تعتمد على قوة الدليل. ويتعبد الله سبحانه بالتقيد بها والصبر عليها طالما أنها أحكام شرعية بحق من يقوم بها. ولا يغيرها إلا إذا تبين له أن هناك دليلاً أقوى في العمل.
    والطريق الشرعية يجب أن يظهر فيها التأسي واضحاً بعمل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي بهذا المعيار تختلف عنها عند الذين يعملون بحسب الأنظمة الوضعية، حيث يجرب الناس أفهامهم ويختبرون العمل ويربطون الصحة والخطأ بالنجاح والفشل وبتحقيق الهدف أو عدم تحقيقه.
    إن طبيعة الأنظمة الوضعية أنها غير نهائية عند أصحابها. وتحتاج دائماً إلى التغيير والتطوير. فأي عمل يقومون به يصح أن يطلق عليه أنه تجربة. وإن قوانين الغرب كلها تجارب. ومعيار صحة الفعل عندهم هو تحقيق الغاية منه فقط. فإن حقق النتيجة كان صحيحاً وإلا فلا. وهذا يختلف عن المسلم لاختلاف طبيعة الإسلام الذي هو منهج رباني من العليم الخبير، فهو صحيح ومكتمل طالما أنه اعتمد على الدليل الشرعي. وصحته آتية من صحة الدليل الشرعي، وصحة الاستدلال، وليس من ربطه بالنتيجة. لذلك كان التقيد هو الأساس، ومنه ينطلق بالتقويم. وفيما يتعلق بأعمال الطريق فإن النتيجة أي الاستخلاف والتمكين هو تحصيل يجب حصوله لقوله تعالى: ﴿ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنّهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً... ﴾ ولقوله تعالى: ﴿ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ﴾ وإن لم تحصل النتيجة لا يلغى الطريق أو يستبدل، ولا يعلن عن فشله، بل يراجع ويعاد النظر في أحكام الطريق. ولا يترك أي حكم شرعي إلا إذا تأكدت الجماعة من خطأ فهمها فيه. وإذا لم يتبين للجماعة خطأ فما عليها إلا الالتزام بما عندها، والصبر عليه حتى يأتي الله بأمره. وقد يكون الأمر متعلقاً بسنة تأخير النصر التي لم ينج منها الرسل من قبل. قال تعالى: ﴿ حتى إذا استيأسَ الرسل وظنوا أنهم قد كُذِبوا جاءهم نصرنا ﴾.
    نعم إن العمل شاق ويحتاج إلى جهود ضخمة. ووسائل الجماعة هي أقل بكثير من وسائل الأنظمة التي تواجهها، وإن نجاح العمل ليس مربوطاً بمدة زمنية محددة، حتى إذا انقضت ولم يؤت العمل ثماره حكم عليه بالفشل، بل هو مربوط بصحة الفكرة وقوة الالتزام من قبل القائمين بها. والتقبل للفكرة بشكل عام من قبل الناس. ومتى اكتملت هذه الأمور يُسأل عن النصر الذي يتوصل إليه عن طريق طلب النصرة. كل ذلك كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقدير اكتمال هذه الأمور القطعي متروك لله. وتقدير الجماعة في هذا المجال يكون على غلبة الظن.
    فإذا تحققت عوامل النصر جاء، وإلا فهو يتأخر. وتأخره لا يعني وجود خطأ ما بالضرورة بل قد يعني أن نسبة الإعداد والتهيئة غير كافية، ويجب أن تزاد. والتأخير قد يكون من باب الابتلاء لشباب الكتلة أو الجماعة: أتسقط بعد يأس، أم تبقى على العهد، أو يسقط أفراد منها. على كل حال تجب المراجعة. وفي حال لم تجد الجماعة ما يدعو إلى تغيير طريقها فلا يجوز التغيير تحت حجة التأخير. وعليها أن تفتش في أساليب عملها ووسائلها التي هي في الأصل مباحة وتختار منها الأنسب. وعليه فإن التأخير قد لا يعني فشلاً، وليس هناك أدلة شرعية على بلوغ الهدف في مدة زمنية معينة.
    نعم يجب أن ينصبّ النظر على صحة الأفكار والأحكام المتعلقة بالطريق، وبها يُعدّ الشباب، وبها تُهيأ الأمة. فإن صحت هذه الأفكار وهذه الأحكام بنظر الجماعة، وتم اختيار الأساليب والوسائل الناجحة لها، فيجب الصبر عليها ولا يجوز تغييرها مهما تأخر قطاف ثمرها.
    إن أمر التغيير يتعلق بأمه، وليس بتغيير فرد أو أفراد. ودولاب تغيير المجتمع أكبر بكثير من دولاب تغيير الأفراد. لذلك فحركته أبطأ بكثير. حتى لا يكاد يراها إلا من أوتي بصيرة نافذة وتوجهاً صحيحاً. وهذا لا يعني أن الفرد عندما يعمل يجب أن يعمل وفي ذهنه أن هذا الأمر لن يقوم على يديه، وأنه سيقوم على أيدي الأجيال القادمة. بل ينطلق الفرد أو أفراد الجماعة وفي ذهنهم أنه سيقوم على أيديهم، وسيشهدونه ان شاء الله تعالى. كما قام على أيدي الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه. بل المقصود أن عمر الفرد الزمني قد يقصر وقد يطول. والوعد لم يأت لفرد أو لأفراد بل للجماعة. فهذه الجماعة المؤمنة هي التي وعدها الله سبحانه بالاستخلاف، وحين العمل قد يموت الفرد، وقد يموت الأمير، وقد يسقط الكثير ويبقى الوعد قائماً ما دامت الجماعة قائمة على أمر الله، وسيتحقق النصر على يديها طال أمده أم قصر. فهذا علمه عند الله ولا يُسأل عنه. والجماعة مسؤولة عن الالتزام فقط.
    لذلك لا يقال عن الحكم الشرعي إنه تجربة، بحيث لو تأخر تحقق هدفها حكمنا عليها بالفشل وتخلينا عنها، لمصلحة عمل آخر تجريبي. لا يقال ذلك ما دمنا متأكدين أنه حكم شرعي بحسب الدليل. أما الأساليب والوسائل فيصح إخضاعها للتجربة.
    [motr]من اراد الله به خيرا فقهه في الدين[/motr]

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 61
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    طالما نتحدث عن النجاح والفشل ... وطالما اننا نبحث في طريق العمل ...
    فالعمل له غاية محددة والا كان عبثا .. وان حددنا غايتنا باننا نعمل للاسلام فلا بد ان نعمل بالاسلام ... فالاسلام غايتنا والاسلام طريقتنا ووسيلتنا واسلوبنا في العمل ...
    = فالغية الاسلام والدعوة له وايجاده واقعا في الحياة والحكم والتشريع , اي ايجاد المجتمع المسلم فيكون التحديد والبلورة لمفهوم المجتمع المراد هو الاسلام .
    = والطريقة لايجاد الاسلام والدعوة له لا بد ان تكون طريقة مستنبطة من الادلة الشرعية لان كل تصرفات المسلم يجب ان تكون مقيدة بالاحكام الشرعية .
    وكذا الوسائل والاساليب فما حدده الشرع نلتزم به ونطبقه وما اباحه نبحث عن الاصلح والاجدى للوصول الى الهدف .
    ولعلي اقتبس هنا قول سيد قطب عن الوسائل اللاشرعية والتي سماها خسيسة :
    من الصعب علي أن أصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة!؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة ؟! حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لا بد أن نصل إلى الشط ملوثين.. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على أقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام، كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، وسيترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها!
    إن الوسيلة في حساب الروح جزء من الغاية. ففي عالم الروح لا توجد هذه الفوارق والتقسيمات! الشعور الإنساني وحده إذا أحس غاية نبيلة فلن يطيق استخدام وسيلة خسيسة.. بل لن يهدي إلى استخدامها بطبيعته! (الغاية تبرر الوسيلة!؟): تلك هي حكمة الغرب الكبرى!! لأن الغرب يحيا بذهنه، وفي الذهن يمكن أن توجد التقسيمات والفوارق بين الوسائل والغايات!
    .....
    بوركت اخي وجزاك الله خيرا

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد سوالمة قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : رفح
    العمر : 69
    المشاركات : 488
    المواضيع : 188
    الردود : 488
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    شكرا اخ محمد واود ان اضيف ما قاله الشهيد سيد في مكان اخر عن هذه الغايات التي تخرج علينا من حين لاخر لعل فيها العلاج الشافي لمن يتشدقون ويتذرعون بها
    وإذا كانت البشرية لا تدرك هذه المشاعر ولا تتذوقها فذلك لأنها لم تعش كما عاش جيل المسلمين الأول في ظلال هذا القرآن ولم تستمد قواعد حياتها من ذلك الدستور العظيم وحين يرتفع الإنسان إلى هذا الأفق أفق العبادة أو أفق العبودية ويستقر عليه فإن نفسه تأنف حتما من اتخاذ وسيلة خسيسة لتحقيق غاية كريمة ولو كانت هذه الغاية هي نصر دعوة الله وجعل كلمته هي العليا فالوسيلة الخسيسة من جهة تحطم معنى العبادة النظيف الكريم ومن جهة أخرى فهو لا يعني نفسه ببلوغ الغايات إنما يعني نفسه بأداء الواجبات تحقيقا لمعنى العبادة في الأداء أما الغايات فموكولة لله يأتي بها وفق قدره الذي يريده ولا داعي لاعتساف الوسائل والطرق للوصول إلى غاية أمرها إلى الله وليست داخلة في حساب المؤمن العابد لله ثم يستمتع العبد العابد براحة الضمير وطمأنينة النفس وصلاح البال في جميع الأحوال سواء رأى ثمرة عمله أم لم يرها تحققت كما قدرها أم على عكس ما قدرها فهو قد أنهى عمله وضمن جزاءه عند تحقق معنى العبادة واستراح وما يقع بعد ذلك خارج عن حدود وظيفته وقد علم هو أنه عبد فلم يعد يتجاوز بمشاعره ولا بمطالبه حدود العبد وعلم أن الله رب فلم يعد يتقحم فيما هو من شؤون الرب واستقرت مشاعره عند هذا الحد ورضي الله عنه ورضي هو عن الله.

  4. #4
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 648
    المواضيع : 105
    الردود : 648
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    عجبت من معشر يلتزمون الشرع في كيفية الاستنجاء، ولا يلتزمونه في جلائل الأمور ومنها طريقة إقامة الدولة.
    بدونك عين الشمس تبدو كئيبةً
    ............... وحتى تعودي علقمٌ ماء زمزمِ

  5. #5
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    الدولة : (بيتنا بطحاء مكه)
    المشاركات : 1,808
    المواضيع : 128
    الردود : 1808
    المعدل اليومي : 0.23

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله



    الأخ الفاضل محمد لكي تنتصر هذة الأمة التى وعدها الله بالنصر لابد لها أن تعود إلى جذورها الأصلية وهي العودة الى الملة الإبراهيمة الحنيفه التي غدر نهجها وشرعها:


    وتقوم ملة إبراهيم على أصلين:
    - إخلاص العبادة لله وحده.
    - التبرُؤ من الشرك وأهله وإظهار العداوة لهم.

    فملة إبراهيم هي ملة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وهي ملتنا وهي أسوة نبينا وأسوتنا، كما قال تعالى: { قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَـرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُـمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَـاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُـوا بِاللَّـهِ وَحْدَهُ }

    أخي قارن حال الأمة وبعدها المزري عن الملة الإبراهيمة........رحماك ربي لا الله سواك

    لم يقل إبراهيم عليه السلام مثلما يقولـون اليوم - نخشى الفتنة - [أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا ].
    وتقريب الأديان , والتطوير الديني.....الخ

    بل إنه عليه السلام أُمسك به وأُلقي في النار وهو صامد لا يتراجع ولا يداهن..

    طريق النصر بسدود بمعاصينا وذنوبنا وابتعادنا عن الملة الحنيفة..


    في كل قطر مزعوم في جزيرة المصطفى قاعدة عسكرية أمريكيه وصهيونية حتى في "أرض الحرمين" لمحاربة الله ورسولة..اللهم لا تأخذنا بما فعله السفهاء منا

    لكي ننتصر لابد لنا البراءة من الشرك وأهله ومفارقتهم ومقاطعتهم ومحاربتهم بجند الجهاد المبارك بأذن الله تعالى

المواضيع المتشابهه

  1. لماذا نثقل ذاتنا بأفكار مغلوطة ؟ ..
    بواسطة محمد رامي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 31-12-2010, 10:39 PM
  2. مفاهيم خطرة
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-10-2005, 10:13 PM
  3. مفاهيم مغلوطة في العمل للاسلام
    بواسطة محمد حافظ في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 09-03-2005, 06:12 AM
  4. مفاهيم مضللة
    بواسطة محمد سوالمة في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-01-2003, 10:45 PM