نور و الكنج كونج
قصة لـ ( محمد محمود شعبان )
" يتمدد ( نور ) على بطنه باسطا ذراعيه .. مراقبا صاحبه .. منتظرا ما يتناثر من فتات .. بينما صاحبه يتلذذ بكل أطايب صنوف الطعام .. يمضغ بلا وعي .. تلاحق اللقمُ بعضها .. زجاجة المياه
( المعدنية ) في يده لا تغادرها ، أو تكاد ، ومع كل شربة يتجشأ وكأنه ... ( كينج كونج ) قد وقع على فريسة .. يسابق الزمن .. يلتهمها التهاما قبل أن يهجم مفترس آخر .
يشعر ( نور ) بالغبطة رغم أنه أسير سلسلة تقيده ، ومع أن السلسلة ذهبية براقة غير أنها لا تسمح لـ ( نور ) بالحركة فيما دون محيط لا يتعدى قطره نصف متر أو يقل .. ملطخة أقدامه ببوله وغائطه اللذين امتزجا بفتات الطعام فامتلأ المكان خبثا ونتنا .
يُظهرُ ( نورٌ ) سعادته للـ ( كنج كونج ) وبه .. يهز ذيله القصيرَ شبهَ المبتورِ .. لاهثًا مستجديًا ببصره منثورَ الفتات .
يجلس المفترس البشري ( الكنج كونج ) على كرسيٍ ، ويضع الطعام على كرسي آخر بين قدميه يأكل بجسده كله كلما تناول لقمة شد لها فاه إلى السماء ، فيقفز لها المسكين المُسَلْسَلُ في الهواء يائسا بائسا ، فتمنعه سلسلته الذهبية من بلوغ مرامه .
ثم جعل ( الكنج كونج ) يقول ـ كلما لاح شبح من بعيد ـ: انبح يا ( نور ) ... فينبح ( نور ) ، وقد سال لعابه على ذقنه ذي الشعر الكثيف ... ومتى علا صوت البارود علا نباح ( نور ) .... وحيثما سالت الدماء سال لعاب ( نور ) .
ضعفت السلسلة الذهبية مع شدة الجذب .. انقطعت .. سقطت على الأرض .. لكن الغريب أنَّ ( نورا ) لم يبرح مكانه مؤتنسا بصحبة ( الكنج كونج ) ، ويبدو أكثر سعادة منطلقا في كل أرجاء المكان وقد بات أكثر خبثا ونتنا " .
============
انتهت
الأحد ( 19 / 1 / 2014 )
تحيتي
( محمد محمود شعبان )
حمادة الشاعر