أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: أيهما أشعر ، جرير أم العطّار ؟

  1. #1
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي أيهما أشعر ، جرير أم العطّار ؟

    أيّهما أشـْعرُ ، جرير أم العطّار؟
    ========
    قالوا عن جرير بن عطية التميمي ( توفى 110 هـ ) :
    - ( كان جرير أشعر أهل عصره )
    - ( ولد وهو من أغزل الناس شعراً )
    - ( اشتغلت مصنفات النقد و الأدب به )
    واشتهرت من قصائده الرائيّة التي يرثي بها زوجته ، وقد حظيت هذه الرائيّة على مر السنين بدراسات نقديّة كثيرة تبيّن عاطفتها وأفكارها وفنيّاتها ، وهي هذه الأبيات :
    لولا الحياء لهاجني أستعبارُ
    ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ
    ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ
    في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
    فجزاكِ ربُكِ في عشيركِ نظرةٍ
    وسقى صداك مجلجل مدرارُ
    ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ
    وذوو التمائم من بينك صغارُ
    أرعى النجوم وقد مضت غوريةً
    عصبُ النجوم كأنهن صوارُ
    نعم القرينُ وكنتِ عِلق مضنة
    وارى بنعف بُلية الأحجارُ
    كانت مكرمة العشير ولم يكن
    يخشى غوائل أم حزرة جارُ
    ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ
    ومع الجمال سكينةُ ووقارُ
    والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها
    والعرض لا دنسُ ولا خَوارُ
    وإذا سريت رأيت ناركِ نورت
    وجهاً أغر يزينه الإسفارُ
    صلى الملائكة الذين تُخُيروا
    والصالحون عليكِ والأبرارُ
    وعليك من صلوات ربكِ كلما
    نصِب الحجيج ملبدين وغاروا
    وفي الثمانينات اغتال مجرمو الطاغوت بنان الطنطاوي ( أم أيمن ) ابنة العالم الأديب علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى – وزوجة الداعية المجاهد الأديب عصام العطار .. فقال فيها هذه الأبيات .
    تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ"
    بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا
    فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً
    وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
    يَظَلُّ لِيَوْمِ الْحَشْرِ يَنْزِفُ داعِياً
    فَيَبْعَثُ نُوّاماً وَيَجْلو مَواضِيا
    وَيَسْطَعُ في لَيْلِ الْهَزائِمِ شُعْلَةً
    وَيَمْشي مَعَ الأَجْيالِ نوراً وَحادِيا
    أُناجِيكِ مِنْ دُنْيا الفَناءِ وَقَدْ مَضَتْ
    سِنونَ وَوَجْدي ما عَلِمْتِ وَحالِيا
    وَحيدٌ فَما أَخْتارُ بَعْدَكِ خُلَّةً
    عَليلٌ وما أَرْضَى بِغَيْرِكِ آسِيا
    غَريبٌ بِأَرْضِ الغَرْبِ، والشَّرقُ عَقَّني
    فَما لِيَ في الدُّنْيا سِوى اللهِ راعِيا
    يُطارِدُني الأَعْداءُ بِالْموْتِ سافِراً
    وَمُحْتَجِباً يُخْفي النُّيوبَ مُداجِيا
    وَقَيَّدَني الطّاغوتُ شَرْقاً وَمَغْرِباً
    فغَلَّ يَراعي ظالِماً وَلِسانِيا
    أُواجِهُ أَلْوانَ الشَّدائدِ صابِراً
    وَأَمْضي عَلَى دَرْبِ الشَّهادَةِ راضِيا
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  2. #2
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أخي الحبيب الأديب الشاعر مصطفى حمزة
    بارك الله فيك وجزاك خيرا لاختيارك لهاتين القصيدتين الرائعتين .
    موضوع الوفاء للزوجة ورثائها مقصد سام فكرا وعاطفة ويستدر قريحة الشاعر المكلوم بحبيبته التي شاركته صباه وأفراحه وأتراحه وأنجبت له ولده وكانت له بيت سره ورفيقة عمره ، فحق له وعليه أن يبكيها دمعا وشعرا ويذكر من خصالها الحميدة وصفاتها الجميلة وأخلاقها الكريمة .

    أما عن القصيدتين فأقول رأيا متواضعا ، وكما تعلم فأخوك ليس بناقد .

    وباختصار أجيب عن سؤالك ، فجرير لا شك أشعر وأميز ، وإليك بعض الملاحظات :

    فجرير بكى على القبر وذكر من حاله وما صار إليه بعد موتها ثم ذكر من محاسنها ودعا لها .
    أما العطار فجل قصيدته فيما آل إليه حاله وما يراد به بعد موت زوجه رحمها الله .

    الصور الشعرية عند جرير أقوى وأبرز

    قصيدة جرير أبرع استهلالا

    عبارة جرير أقوى سبكا وأسهل مأخذا وأقوى لفظا وأبعد عن التصنع .

    ولك أخي أبا عقبة تحيتي ومحبتي
    يا شام إني والأقدار مبرمة /// ما لي سواك قبيل الموت منقلب

  3. #3
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مازن لبابيدي مشاهدة المشاركة
    أخي الحبيب الأديب الشاعر مصطفى حمزة
    بارك الله فيك وجزاك خيرا لاختيارك لهاتين القصيدتين الرائعتين .
    موضوع الوفاء للزوجة ورثائها مقصد سام فكرا وعاطفة ويستدر قريحة الشاعر المكلوم بحبيبته التي شاركته صباه وأفراحه وأتراحه وأنجبت له ولده وكانت له بيت سره ورفيقة عمره ، فحق له وعليه أن يبكيها دمعا وشعرا ويذكر من خصالها الحميدة وصفاتها الجميلة وأخلاقها الكريمة .

    أما عن القصيدتين فأقول رأيا متواضعا ، وكما تعلم فأخوك ليس بناقد .
    وباختصار أجيب عن سؤالك ، فجرير لا شك أشعر وأميز ، وإليك بعض الملاحظات :
    فجرير بكى على القبر وذكر من حاله وما صار إليه بعد موتها ثم ذكر من محاسنها ودعا لها .
    أما العطار فجل قصيدته فيما آل إليه حاله وما يراد به بعد موت زوجه رحمها الله .
    الصور الشعرية عند جرير أقوى وأبرز
    قصيدة جرير أبرع استهلالا
    عبارة جرير أقوى سبكا وأسهل مأخذا وأقوى لفظا وأبعد عن التصنع .
    ولك أخي أبا عقبة تحيتي ومحبتي
    أهلاً بأخي الحبيب شاعرنا الأريب الدكتور مازن
    حياك الله ، وأسعد مساءك
    أنا ما أوردتُ القصيدتين والسؤال: ( أيهما أشعر ) إلاّ لأرمي حجراً في بحيرة الاعتقاد بأن القديم أفضل من الجديد بقدمه ، والمشهور أحسن من المغمور بشهرته . وقد آتى حجري البريء أكله بأول موجة رائعة بردك الراقي البديع .
    وأرجو أن تسمح لي بإحداث موجة أخرى – لعلها تروق لك – بخربشات ، تعقيباً على ردّك :
    لقد سُقتَ للتدليل على رأيك بأنّ جريراً أشعر من العطار ما يلي :
    1- إن جريراً ( بكى على القبر وذكر من حاله وما صار إليه بعد موتها ثم ذكر من محاسنها ودعا لها . أما العطار فجل قصيدته فيما آل إليه حاله وما يراد به بعد موت زوجه رحمها الله .) لكنّ جريراً لم يبك على القبر ، ولا زار القبر- بعد الدفن - ! لأنه استحى أن يفعل ذلك :
    ( لولا الحياء لعادني استعبارُ * ولزرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ ) ، إنْ هي إلا ( نظرة ) إلى القبر حين كانت تُدفن، وكفى :
    ( ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ )

    بل هو لم يبكِ عليها حتى .. حياءً أيضاً ! ولعمري من يستحي أن يبكي على زوجته رفيقة دربه ( التي شاركته صباه وأفراحه وأتراحه وأنجبت له ولده وكانت له بيت سره ورفيقة عمره ) على حدّ تعبيرك ؟! ومن ذا الذي يعيبُ عليه ذلك لو فعل ؟!
    - وكلا الشاعرين يصف حاله بعد رحيل زوجته :
    جرير :
    ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ * وذوو التمائم من بنينك صغارُ
    أرعى النجوم وقد مضت غوريةً * عصبُ النجوم كأنهن صوارُ
    العطار :
    في كلّ أبياته يبين حاله بعد أم أيمن ، ويشكو لها ضعفه بعدها ، ومطاردة الأعداء والآلام والطاغوت له ، وشتان بين حبّ وبرّ مَن ينعى زوجته التي تركت له عبء تربية أبناء صغار كجرير ،و حبّ وبرّ من ينعى زوجته لأنها كانت له أزراً في الدنيا عوناً على نوائبها ، وعلى أعدائه فيها كالعطار .
    2- (الصور الشعرية عند جرير أقوى وأبرز ) :
    - لولا الحياء لهاجني أستعبارُ * ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ
    ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
    لعلك معي أن الأسلوب في البيتين خبري تقريري لا صورة فيه .

    - تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ" * بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا *
    فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً * وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
    * الاستعارة المكنية في ( سراعاً جواريا ) و في ( تلأم الأيام )
    - (وسقى صداك مجلجل مدرارُ ) صورة مكرورة جداً في قديم الشعر ، ومبتذلة
    - ( وذوو التمائم من بينك صغارُ ) : كناية قريبة عن الأطفال
    - ( أرعى النجوم ) : أيضاً صورة قديمة مكرورة .
    - ( عصبُ النجوم كأنهن صوارُ ) : تشبيه مُجمل ( حذف وجه الشبه ) ، الخيال فيه ضعيف
    - كل ما وصف به زوجته كان إما وصفاً مباشراً لا صورة فيه ، مثل :
    (نعم القرينُ - كانت مكرمة العشير )
    وإما وصفاً تقليدياً لم يأت فيه بجديد :
    (ولم يكن يخشى غوائل أم حزرة جارُ )
    ( ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ * ومع الجمال سكينةُ ووقارُ )
    ( والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها * والعرض لا دنسُ ولا خَوارُ )
    ( وإذا سريت رأيت ناركِ نورت * وجهاً أغر يزينه الإسفارُ )
    ثم يختم بالدعاء لها بكلام أقرب إلى النثر العادي الجميل ؟
    والمتأمل في حال جرير من خلال وصفه لها يلاحظ أن خسارته كانت بفقد زوجة كانت تتمتع بهذه الأوصاف ، وكانت تربي له أولاده الصغار . هذه هي قصّته المؤسفة ( العاديّة ) !
    أما العطار : فقد حفلت أبياته بهذه الصور المبتكر معظمها ، الموحية المؤثّرة :
    - الجرح ينْزِفُ ( داعِياً - َيَبْعَثُ نُوّاماً - َيَجْلو مَواضِيا - َيَسْطَعُ - لَيْلِ الْهَزائِمِ - َيَمْشي مَعَ الأَجْيالِ نوراً – َحادِيا )
    - والموت الذي ( يُطارده به الأعداء ) : ( سافـِرٌ – ومحتجب – وله نيوب ) .
    - اليراع مقيّد ( فغَلَّ يَراعي ظالِماً وَلِسانِيا )
    - الشدائد المنوّعة عدوٌ يُواجهه صابراً .
    أما خسارة العطار ، ففي زوجة لا تُعوّض ، كانت له الظهير والمعين على الداء والأعداء ، وعلى حمل رسالة ، وعلى الجهاد في سبيل مبدأ ورسالة خالدة .
    3- ( قصيدة جرير أبرع استهلالا ) .
    - استهلال جرير :
    ( لولا الحياء لهاجني أستعبارُ * ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ )
    - استهلال العطار :
    (تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ" * بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا )
    لعلّ استهلال جرير أبرع من حيث الموسيقا في التصريع ، لكنه لم يكن أنسب – في رأيي – إذا نظرنا إلى مواءمة الاستهلال لما استُهلّ له . استهلال جرير لم يُناسب كل الأبيات بعده ، بينما كان استهلال العطار مقدّمة أو تهيئة موضوعية للأبيات كلها التي جاءت تحته .
    4- ( عبارة جرير أقوى سبكا وأسهل مأخذا وأقوى لفظا وأبعد عن التصنع )
    - قد تكون بعضُ أبيات جرير أجزل من بعض أبيات العطار ، لكن تُلاحَظ الجزالة في كلتا القصيدتين . وكذلك الضعف في النظم وقع في بعض الأبيات في كلتا القصيدتين :
    - من الجزل عند جرير :
    - ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
    - ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ * وذوو التمائم من بينك صغارُ
    - ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ * ومع الجمال سكينةُ ووقارُ
    - ومن الجزل عند العطار :
    - فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً * وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
    - أُناجِيكِ مِنْ دُنْيا الفَناءِ وَقَدْ مَضَتْ * سِنونَ وَوَجْدي ما عَلِمْتِ وَحالِيا
    - وَحيدٌ فَما أَخْتارُ بَعْدَكِ خُلَّةً * عَليلٌ وما أَرْضَى بِغَيْرِكِ آسِيا
    - أُواجِهُ أَلْوانَ الشَّدائدِ صابِراً * وَأَمْضي عَلَى دَرْبِ الشَّهادَةِ راضِيا
    أمّا التصنّع ، ففي رأيي أن جريراً كان متصنّعاً إلى حد بعيد ، وذلك بتكراره للصور البلاغيّة التقليديّة ، وخلو أبياته من الصور المبتكرة ، وكذلك بوصف امرأته بصفات مجّها الشعراء قبله – وبعده ، وكذلك بالتفكك الموضوعي في الأبيات .
    أما العطار ، فقد انسابت أبياته بعاطفة واحدة ، وبوحدة موضوعيّة فكريّة من الاستهلال إلى البيت الأخير ، ولعل هذا أقوى دليل على أن الرجل لم يكن متصنعاً ، وفي رأيي ، لا ينبغي التصنع لأمثاله .
    تحياتي

  4. #4
    الصورة الرمزية مازن لبابيدي شاعر
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Mar 2008
    الدولة : أبو ظبي
    العمر : 64
    المشاركات : 8,888
    المواضيع : 157
    الردود : 8888
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مصطفى حمزة مشاهدة المشاركة
    أهلاً بأخي الحبيب شاعرنا الأريب الدكتور مازن
    حياك الله ، وأسعد مساءك
    أنا ما أوردتُ القصيدتين والسؤال: ( أيهما أشعر ) إلاّ لأرمي حجراً في بحيرة الاعتقاد بأن القديم أفضل من الجديد بقدمه ، والمشهور أحسن من المغمور بشهرته . وقد آتى حجري البريء أكله بأول موجة رائعة بردك الراقي البديع .
    وأرجو أن تسمح لي بإحداث موجة أخرى – لعلها تروق لك – بخربشات ، تعقيباً على ردّك :
    لقد سُقتَ للتدليل على رأيك بأنّ جريراً أشعر من العطار ما يلي :
    1- إن جريراً ( بكى على القبر وذكر من حاله وما صار إليه بعد موتها ثم ذكر من محاسنها ودعا لها . أما العطار فجل قصيدته فيما آل إليه حاله وما يراد به بعد موت زوجه رحمها الله .) لكنّ جريراً لم يبك على القبر ، ولا زار القبر- بعد الدفن - ! لأنه استحى أن يفعل ذلك :
    ( لولا الحياء لعادني استعبارُ * ولزرتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ ) ، إنْ هي إلا ( نظرة ) إلى القبر حين كانت تُدفن، وكفى :
    ( ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ )

    بل هو لم يبكِ عليها حتى .. حياءً أيضاً ! ولعمري من يستحي أن يبكي على زوجته رفيقة دربه ( التي شاركته صباه وأفراحه وأتراحه وأنجبت له ولده وكانت له بيت سره ورفيقة عمره ) على حدّ تعبيرك ؟! ومن ذا الذي يعيبُ عليه ذلك لو فعل ؟!
    - وكلا الشاعرين يصف حاله بعد رحيل زوجته :
    جرير :
    ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ * وذوو التمائم من بنينك صغارُ
    أرعى النجوم وقد مضت غوريةً * عصبُ النجوم كأنهن صوارُ
    العطار :
    في كلّ أبياته يبين حاله بعد أم أيمن ، ويشكو لها ضعفه بعدها ، ومطاردة الأعداء والآلام والطاغوت له ، وشتان بين حبّ وبرّ مَن ينعى زوجته التي تركت له عبء تربية أبناء صغار كجرير ،و حبّ وبرّ من ينعى زوجته لأنها كانت له أزراً في الدنيا عوناً على نوائبها ، وعلى أعدائه فيها كالعطار .
    2- (الصور الشعرية عند جرير أقوى وأبرز ) :
    - لولا الحياء لهاجني أستعبارُ * ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ
    ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
    لعلك معي أن الأسلوب في البيتين خبري تقريري لا صورة فيه .

    - تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ" * بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا *
    فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً * وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
    * الاستعارة المكنية في ( سراعاً جواريا ) و في ( تلأم الأيام )
    - (وسقى صداك مجلجل مدرارُ ) صورة مكرورة جداً في قديم الشعر ، ومبتذلة
    - ( وذوو التمائم من بينك صغارُ ) : كناية قريبة عن الأطفال
    - ( أرعى النجوم ) : أيضاً صورة قديمة مكرورة .
    - ( عصبُ النجوم كأنهن صوارُ ) : تشبيه مُجمل ( حذف وجه الشبه ) ، الخيال فيه ضعيف
    - كل ما وصف به زوجته كان إما وصفاً مباشراً لا صورة فيه ، مثل :
    (نعم القرينُ - كانت مكرمة العشير )
    وإما وصفاً تقليدياً لم يأت فيه بجديد :
    (ولم يكن يخشى غوائل أم حزرة جارُ )
    ( ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ * ومع الجمال سكينةُ ووقارُ )
    ( والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها * والعرض لا دنسُ ولا خَوارُ )
    ( وإذا سريت رأيت ناركِ نورت * وجهاً أغر يزينه الإسفارُ )
    ثم يختم بالدعاء لها بكلام أقرب إلى النثر العادي الجميل ؟
    والمتأمل في حال جرير من خلال وصفه لها يلاحظ أن خسارته كانت بفقد زوجة كانت تتمتع بهذه الأوصاف ، وكانت تربي له أولاده الصغار . هذه هي قصّته المؤسفة ( العاديّة ) !
    أما العطار : فقد حفلت أبياته بهذه الصور المبتكر معظمها ، الموحية المؤثّرة :
    - الجرح ينْزِفُ ( داعِياً - َيَبْعَثُ نُوّاماً - َيَجْلو مَواضِيا - َيَسْطَعُ - لَيْلِ الْهَزائِمِ - َيَمْشي مَعَ الأَجْيالِ نوراً – َحادِيا )
    - والموت الذي ( يُطارده به الأعداء ) : ( سافـِرٌ – ومحتجب – وله نيوب ) .
    - اليراع مقيّد ( فغَلَّ يَراعي ظالِماً وَلِسانِيا )
    - الشدائد المنوّعة عدوٌ يُواجهه صابراً .
    أما خسارة العطار ، ففي زوجة لا تُعوّض ، كانت له الظهير والمعين على الداء والأعداء ، وعلى حمل رسالة ، وعلى الجهاد في سبيل مبدأ ورسالة خالدة .
    3- ( قصيدة جرير أبرع استهلالا ) .
    - استهلال جرير :
    ( لولا الحياء لهاجني أستعبارُ * ولزرت قبركِ والحبيب يزارُ )
    - استهلال العطار :
    (تَمُرُّ بِنا الأيّامُ يا "أمَّ أَيْمَنٍ" * بِأَحْداثِها الكُبْرى سِراعاً جَوارِيا )
    لعلّ استهلال جرير أبرع من حيث الموسيقا في التصريع ، لكنه لم يكن أنسب – في رأيي – إذا نظرنا إلى مواءمة الاستهلال لما استُهلّ له . استهلال جرير لم يُناسب كل الأبيات بعده ، بينما كان استهلال العطار مقدّمة أو تهيئة موضوعية للأبيات كلها التي جاءت تحته .
    4- ( عبارة جرير أقوى سبكا وأسهل مأخذا وأقوى لفظا وأبعد عن التصنع )
    - قد تكون بعضُ أبيات جرير أجزل من بعض أبيات العطار ، لكن تُلاحَظ الجزالة في كلتا القصيدتين . وكذلك الضعف في النظم وقع في بعض الأبيات في كلتا القصيدتين :
    - من الجزل عند جرير :
    - ولقد نظرت وما تمتع نظرةٍ * في اللحد حيث تمكن المِحفارُ
    - ولهت قلبي إذ علتني كَبرةٌ * وذوو التمائم من بينك صغارُ
    - ولقد أراك كُسيت أجمل منظرٍ * ومع الجمال سكينةُ ووقارُ
    - ومن الجزل عند العطار :
    - فَلا تَلْأمُ الأيّامُ جُرْحَكِ دامِياً * وَلا تَلأَمُ الأيّامُ جُرْحِيَ دامِيا
    - أُناجِيكِ مِنْ دُنْيا الفَناءِ وَقَدْ مَضَتْ * سِنونَ وَوَجْدي ما عَلِمْتِ وَحالِيا
    - وَحيدٌ فَما أَخْتارُ بَعْدَكِ خُلَّةً * عَليلٌ وما أَرْضَى بِغَيْرِكِ آسِيا
    - أُواجِهُ أَلْوانَ الشَّدائدِ صابِراً * وَأَمْضي عَلَى دَرْبِ الشَّهادَةِ راضِيا
    أمّا التصنّع ، ففي رأيي أن جريراً كان متصنّعاً إلى حد بعيد ، وذلك بتكراره للصور البلاغيّة التقليديّة ، وخلو أبياته من الصور المبتكرة ، وكذلك بوصف امرأته بصفات مجّها الشعراء قبله – وبعده ، وكذلك بالتفكك الموضوعي في الأبيات .
    أما العطار ، فقد انسابت أبياته بعاطفة واحدة ، وبوحدة موضوعيّة فكريّة من الاستهلال إلى البيت الأخير ، ولعل هذا أقوى دليل على أن الرجل لم يكن متصنعاً ، وفي رأيي ، لا ينبغي التصنع لأمثاله .
    تحياتي
    حياك الله وبياك أخي الحبيب أبا عقبة
    نعم إن تلك البحيرة قائمة ولكني أزعم أني أحسن السباحة فيها إلى حد ما ، آمن فيه الغرق على أقل تقدير .
    في بداية ردي السابق ذكرت أن القصيدتين رائعتين ولم أغمط قصيدة العطار حقها وإنما ذكرت مقارنة مقتضبة كما أراها .

    واسمح لي أخي الحبيب أن أذكر بعض النقاط هنا :

    جرير لم يقل أنه لم يبك ، وهذا يفهم خطأ من البيت الأول بسبب كلمة "لولا" التي تفيد امتناعا لوجود ، فالموجود وهو الحياء منع الهيج ولم يمنع الاستعبار وعطف عليه زيارة القبر . إذن فالاستعبار موجود ولكنه يم يهيج صاحبه لزيارة القبر بسبب الحياء . وفي هذا البيت استعارة رائعة ، فما معنى "هاجني استعبار" ؟!
    لاحظ أن هاج هنا متعدية وهي بمعنى أثار ويقال (كما في اللسان) هاج الإبل هيجا : أي حركها بالليل لموارد الماء والكلأ ، ولا أرى جرير إلا استعار هذا المعنى لحاله . فهو لم ينم ليلا وغلبه البكاء على زوجه ودفعه لزيارة قبرها ليلا وما منعه من ذلك إلا الحياء ، وهنا لا بد من اعتبار لحال المجتمع والأعراف في ذلك الوقت وما قد يعاب على الرجل من (دوام) بكائه على زوجه وزيارة قبرها ، ولا شك أن هذا يختلف كثيرا عنه بعد ثلاثة عشر قرنا .

    أما عن ذكر أولاده الصغار ، فما العجب أخي ، ألا يزيد وجود الأطفال من مصيبة الفقد ، ثم انظر إلى روعة الطباق في هذا البيت : علتني كبرة ... ذوو التمائم صغار ، وأي مصيبة في فقد الزوج أكبر من هذه ، رجل كبير فقد زوجه ولا زال أطفاله صغارا لا يقدرون على إعانته وهم فقدوا أمهم وباتوا عبئا وهما لشيخ كبير ، ولا أرى في هذا القول أنانية بل عرفانا بفضل تلك الزوجة وتقديرا للفراغ الكبير الذي تركته برحيلها ، وقد عبر جرير عن شدة هذا الفقد وأثره عليه بكلمة واحدة لا يصلح غيرها .. "ولهت قلبي" .

    وهنا أود الإشارة أخي إلى اختلاف الحال بين جرير والعطار ، فالأخير كان منفيا مطرودا من وطنه مغتربا ومطاردا ومستهدفا من قبل أعدائه ، وقد ماتت زوجه قتلا وظلما ، وفي هذا تباين كبير مع حال جرير ولا بد أن ينعكس على موضوع القصيدة .

    عند العطار صور جميلة جدا ولكني لا أظنها - كلها على الأقل - مبتكرة .

    قصيدة جرير أبرع استهلالا .. نعم وأرى هذا واضحا كما قدمت في شرح البيت ، وليس من جهة الموسيقى والتصريع فقط ، بل من جهة المعنى والبلاغة ، بل أكثر من ذلك أرى فيه صورة في غاية الجمال ، فالاستعبار يهيج الشاعر في الليل كما تهاج الإبل العطشى ليورده قبر زوجته زائرا ويمنعه الحياء ذلك فيعتذر لها مؤكدا لها أنها الحبيبة التي يجب زيارتها .

    في التصنع أخالفك الرأي تماما أخي ، فعفوية جرير وتلقائيته واضحة لنفس السبب الذي أخذته عليه من تكرار الصور ، بل ربما كانت هذه من أكثر قصائده عفوية وبعدا عن التصنع .

    وحدة الموضوع واضحة عند العطار وأتفق معك في ذلك ، ولكنه موضوع مغاير لما عند جرير ، والرثاء فيه وذكر محاسن الزوجة عنده قليل وجاء بشكل غير مباشر ، فهو جريح لفقدها وهذا حال معظم الأزواج ، وهو لن يرضى بديلا عنها خلة ومواسيا ، وهذا شأنه وليس وصفا مباشرا لها وإن كان يوحي بكبير قدرها ومكانتها .

    جزاك الله خيرا أخي أبا عقبة وقد سرني جدا هذا الحوار ، ولكن لا بد أن أؤكد أن آرائي لا تعدو فهم شاعر ذائق إلى ناقد حاذق .

    أطيب تحية

  5. #5
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    بارك الله بكما

    متعة في قراءة النصوص والدخول إلى أبياتها وما يجري فيها . وهنا جميل أن نرى كيف أن كل قارئ يتذوق النص الأدبي بطريقته الخاصة .
    كلا القصيدتين رائعتان ، والأجمل ما قرأته من تعقيبات من أستاذينا مصطفى حمزة ومازن لبابيدي



    ألف تحية

  6. #6
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.27

    افتراضي

    سعيد أنا بهذا الموضوع وبما يدور فيه من تعاط راق للأدب والتناول النقدي للشعر.

    ولئن كان من أمر فيكفي هنا ما تفضل به أخي أبو عقبة من فكرة تحريك الماء الراكد في الأحكام المسبقة على الشعر وعلى الشعراء ، والدعوة للنقد المقارن وللتأمل الأدبي في التراكيب والمعاني فله الشكر أزجي.

    وإني لن أدخل برأيي في تفضيل أو تفصيل هنا ، ولكني أدعو الجميع لمثل هذه التناولات النزيهة والواعية في آن معا ، وأن يكون الحكم بناء على مقومات الشعر كلها والتي تتجاوز مستوى المعنى وموافقته للنفس إلأى مستويات أخرى أيضا كالأداء اللغوي والعروضي والتوزيع الجرسي والتوازن البنائي والديباجة الشعرية والصور والتراكيب وغير ذلك مما يحقق كل جزء منها قيمة تسهم في كمالية المشهد وإجمالية القيمة الكلية.

    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    أعتقد أن الجرح الذي يمسنا مباشرة في قصيدة العطار يجعلنا نشعر بها بقوة كبيرة
    ولكن الراي الأدبي المتجرد يشهد بأن جريرا أشعر
    هذا رأيي
    ولكني أؤيد رأي أخي بأنن الناس أصبحت تشهد للقديم والمشهور وتراه افضل وإن لم يكن أفضل
    وفي شعرائنا اليوم من يتفوقون بشعرهم على فطاحل الجاهلية
    والشاعر الكبير الدكتور سمير العمري شهادة على ذلك للذين لا يعلمون

    شكرا لك أخي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء غريب صبري مشاهدة المشاركة
    أعتقد أن الجرح الذي يمسنا مباشرة في قصيدة العطار يجعلنا نشعر بها بقوة كبيرة
    ولكن الراي الأدبي المتجرد يشهد بأن جريرا أشعر
    هذا رأيي
    ولكني أؤيد رأي أخي بأنن الناس أصبحت تشهد للقديم والمشهور وتراه افضل وإن لم يكن أفضل
    وفي شعرائنا اليوم من يتفوقون بشعرهم على فطاحل الجاهلية
    والشاعر الكبير الدكتور سمير العمري شهادة على ذلك للذين لا يعلمون
    شكرا لك أخي
    بوركت
    أختي الفاضلة ، الأديبة النبيلة نداء
    أسعد الله أوقاتك
    سرّني مرورك بهذا الرأي الأدبي الانطباعي الموجز
    تحياتي

  9. #9
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.85

    افتراضي

    قصيدتان رائعان وحوار أروع بين الأديبين الأستاذ مصطفى والدّكتور مازن
    بوركتما
    تقديري وتحيّتي

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.71

    افتراضي

    لإن كانت الفكرة الكبيرة للرائع مصطفى حمزة بحصاة يلقيها لتحريك الماء الراكد وإعمال القراءة المتأملة في النصوص، وجاء رد المبدع الدكتور مازن لبابيدي بحرفيته وجماليته ، فإن هذا الحوار الإيجابي الفاعل والهادف بينهما كان لنا جرعة من معلومة ودرسا تدريبيا في كيفية بناء المواضيع القيمة والفاعلة

    أشكر لكما ما حظينا به من متعة ومنفعة

    ودمتما بكل الألق

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. ماعدتُ أشعرُ بالعنادِ
    بواسطة زاهية في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 31-03-2023, 03:28 AM
  2. إتْحَافُ الْبَرِيَّة بأَخْبارِ جَريرِ بنِ عطيّة
    بواسطة ربيع بن المدني السملالي في المنتدى قَضَايَا أَدَبِيَّةٌ وَثَقَافِيَّةٌ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-01-2012, 11:33 PM
  3. زمانيَ أشكو أمِ النائباتْ..؟! // أمِ النفسُ أشكو.. فقد أسرَفَتْ
    بواسطة زياد بن خالد الناهض في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 29-09-2011, 11:13 PM
  4. العطار ... وهذا الدهر
    بواسطة كنعان محمود قاسم في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 19-06-2007, 01:49 PM
  5. جرير الصغير نزل الواحة هلموا نرحب به يامعشر الأدباء
    بواسطة زاهية في المنتدى الروَاقُ
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 24-02-2006, 09:19 PM