سوريا
يا جرح القلب
يا حلم الطفولة
يا واحة الرب
يا روحا تسكن عرشي
قابعة أنت خلف أسوار الذكرى
كشراشف الوله تعبثين بخصلات حسي
تتأرجحين في عتمات الروح ويغرد اسمك عنوان صفحاتي
أراك تلملمين بجناحيك أطياف ابت أن تستوطن جدار القلب
كنقاط متتالية في بحر صمتك
سوريا مهد الحضارة أنت والطفولة والذكريات
بثوبك الأبيض تجلسين كعروس الكون
خلف شفاهك
ابتسامة جفاء الصمت
ترصعين لجين في خد الليل
سوريا طفلتي التي أبت الجراح أن تلتحم في صدرها
فقط النار تزف شهداءها إلى مقبرة الخلود
كان لنا أن نراك تركنين مكانا قصيا
تبكي جراحك
تداوين ونحن نخجل من صمتنا
نكتب
خضوعنا ذلنا على صفحات اليوم
على زجاج الصبح تقبرين ابتسامات خلف ستائر الكتمان
وننتظر تلك الشمس التي صارت تخادعنا
بالاختباء خلف سحب
لتوهمنا أن الفراشات تندثر بالنور
وتبقين أنت شامخة كالأمس
باسقة كزهرة النرجس
المحنطة
كطفلة لا تموت
كحضارة لا تموت
تولد خلف أسرار التاريخ
سوريا
يا جرح القلب
يا حلم الطفولة
يا واحة الرب
يا روحا تسكن عرشي
ليندة