للنشاط المدرسي أثر فعال في العملية التربوية، وهو يفوق أحيانا أثر التعليم في حجرة الدراسة، فمن خصائص النشاط المدرسي التي لا تتوافر بنفس القدر في تعلم المواد الدراسية، أن التلميذ عنصر فعال في اختيار نوع النشاط المدرسي الذي يشترك فيه، وفي وضع خطة العمل وتنفيذها، مما يجعل إقبال التلاميذ متميزا و بحماس أشد مما يتوافر لدراسة المواد الدراسية وللنشاط المدرسي دور أساسي في تحقيق الأهداف العامة للتربية في جوانب كثيرة:
جانب المعرفة والمعلومات، جانب التفكير السليم، جانب الميول و الاتجاهات و القيم، جانب المهارات الحركية والاجتماعية.



مفهوم النشاط المدرسي

يعتبر النشاط المدرسي من المفاهيم الحديثة الاستخدام في التربية، حيث أن الدراسة التقليدية أو القديمة كانت ترتكز على الجانب الأكاديمي و النظري، وتهمل الجوانب العملية و الحياتية.كما لم يعد مفهوم النشاط المدرسي ترفا مدرسيا للترويح عن التلاميذ أو وسيلة لقتل الفراغ لديهم كما كان سائدا في السابق، إنما تطور مفهومه ليصبح الوسيلة التربوية الفاعلة التي تستخدم وتمارس لاكتشاف المواهب و التعرف على القدرات و تعديل السلوك و الاتجاهات لدى النشء بأسلوب علمي ( ميداني ) يهيئهم للتفاعل مع المجتمع و التعايش مع ظروفه الاجتماعية، و الثقافية، و الاقتصادية...
ومن هذا المنطلق يمكن تعريف النشاط المدرسي أنه: مجموعة البرامج التربوية التي يمارسها الطالب داخل المدرسة وخارجها وفق خطط محددة تتكامل مع مقررات التحصيل الدراسي في تشكيل المنهج التربوي الذي يساعد على بناء الشخصية الاجتماعية المتزنة و المتوازنة في جميع جوانبها ( الجسمية، و العقلية، و الاجتماعية و الوجدانية....الخ )
ويعرف النشاط المدرسي في دولة الكويت:" ذلك البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملا مع البرنامج التعليمي، والذي يقبل عليه الطالب برغبة و يزاوله بشوق وميل تلقائي، بحيث يحقق أهدافا تربوية معينة، سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أو باكتساب خبرة أو مهارة، أو اتجاه علمي أو عملي، داخل الفصل أو خارجه، وأثناء الدوام أو بعد انتهاء الدراسة، على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة التلميذ، وتنمية هواياته و قدراته في الاتجاهات التربوية و الاجتماعية المرغوبة ".

الأهداف العامة للنشاط المدرسي:

1- تأكيد و ترسيخ المواد الدراسية بشكل علمي تطبيقي، فالنشاط المدرسي يعتبر مجالا طبيعيا لترابط المواد الدراسية، وتكامل الخبرات التعليمية التي يكتسبها التلميذ.

2- تنمية قدرات التلاميذ وميولهم: فالنشاط يسهم في إبراز ميول التلاميذ والعمل على تنميتها و توجيهها ويساعد على عملية التعلم الذاتي المستمر مدى الحياة في كافة المجالات الحياتية.

3 – التمسك بمبادىء التربية الخلقية و الدينية:
فهو يتيح الفرص لتدريب التلاميذ على السلوك الإسلامي في علاقاتهم و معاملاتهم، وتشجيعهم على التعرف على التراث الإسلامي وسير العلماء المسلمين بطرق عملية لتنمية اتجاهات مرغوب فيها نحو اعتزاز التلاميذ بدينهم، واتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى وإكسابهم أنماطا سلوكية من خلال القيم و المبادىء الإسلامية كالصدق و الأمانة و البر و الشجاعة وغيرها..


4 –علاج مشكلات التلاميذ النفسية و الاجتماعية:
فخلال مواقف النشاط المدرسي يمكن معالجة بعض المشكلات النفسية والاجتماعية مثل الانطواء و الخجل و حب العزلة.ويتم العلاج بطريقة عملية مثل تشجيع التلاميذ على التعامل زملائهم و الاندماج معهم مما يساعدهم على التغلب على ما يعانون من مشكلات.

5 – تنمية الروح الرياضية البدنية و الحركية عن طريق ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة، والاشتراك في المباريات الودية فتعزز الصفات الايجابية مثل القيادة و التعاون و التسامح و التحلى بروح الفريق و العمل الجماعي التعاوني.

6 – تعويد التلاميذ الانتفاع بوقت فراغهم: وذلك يقيهم من التعرض للانحراف ويروح عن أنفسهم.

7 – تدريب التلاميذ على حب العمل واحترام العاملين وتقدير العمل اليدوي.

8 – المساهمة في تربية الأبناء تربية ديموقراطية: وذلك بما يتاح من فرص لممارسة أنشطة من شأنها أن تدرب التلاميذ على القيادة و التبعية و احترام النظام و القوانين واكتساب القدرة على مناقشة الآراء دون تعصب وغيرها من المهارات اللازمة للمشاركة الايجابية في مجتمع ديمقراطي.

9 – تنمية التذوق الفني، وذلك بالخروج إلى البيئة و ممارسة الفنون على اختلافها ومن خلال الأنشطة الفنية يتم تدريب التلاميذ على الموازنة و التحليل و النقد وتقدير الأعمال الفنية من موسيقى وتمثيل وفن تشكيلي وأدب الاستمتاع بالخبرات الجمالية بصفة عامة.


ويمكن تقسيم النشاط إلى مجالين:

النشاط المصاحب ( النشاط الصفي ):
وهو ما يخدم المقررات المدرسية وهو غالبا يمثل الجانب التطبيقي لها، سواء قام به التلميذ في الفصل أو المختبر أو الورشة أو في رحلة خارجية أو زيارة، وما شابه ذلك بما يتفق مع المقرر تماما وبطريقة مباشرة.
النشاط الحر ( النشاط اللاصفي ):
وهو نشاط يتمم ويكمل المنهج ويعالج نواحي قصوره ويسهم في محاربة الملل واكتساب الهوايات، واحترام العمل اليدوي، وحل مشكلات الفراغ، وتوجيه السلوك و بناء الشخصية.ويأخذ شكل برامج غالبا يمارسها التلاميذ خارج حجرة الدراسة في جماعات أو جمعيات أو نواد أو فرق النشاط.

مجالات النشاط:
1-مجالات رياضية: كرة القدم، كرة السلة، كرة التنس، الجمباز، ألعاب القوى...
2-مجالات صحية: النظافة، حماية البيئة، التوعية الصحية، الهلال الأحمر...
3-مجالات اجتماعية: النظام، التعاون المدرسي، المناسبات و الأعياد، الرحلات، عادات وتقاليد الشعوب، هواة الطوابع و النقود...
4-مجالات ثقافية: الإذاعة المدرسية، الصحافة المدرسية، المكتبة، المسابقات و الندوات و المناسبات...
5-مجالات علمية: الجمعية العلمية، العلوم التطبيقية، الحاسوب...
6-مجالات فنية: الرسم، أشغال، أعمال يدوية، المسرح، التمثيل، التصوير، الخط..
7-المجالات الدينية: المسجد، حفظ القرآن، الأمر بالمعروف...


إعداد : ياسمين عبدالله