|
يا أمة المجدِ والأخلاقِ والرشدِ |
ما بالكِ اليَوْمَ بيْنَ النحْسِ والنكَدِ |
عُلاكِ ذِكْرى لكم باتتْ تؤرقني |
وطيْفُ مَجْدِكِ لاهٍ في دُجى البدَدِ |
حُزْني عليْكِ سَكاكِينٌ تُقَطِّعُنِي |
والقلْبُ بيْنَ الحَنايا ذابَ مِنْ كَمَدِ |
نَزَعْتِ ثوْبَ العُلا والمَجْدِ في سَفَهٍ |
قنَعْتِ بالزيفِ والأوْهَامِ والأوَدِ |
فَشا النِـفَاقُ وصَارَ المَكْرُ مَوْهِبَةً |
وعُدَّة -في زمانِ المَيْنِ- كالعُدَدِ |
"ما كنتُ أحْسبُني أحْيَا إلَى زَمَنٍ" |
أرَى بِهِ العَيْرَ يَحْكي صَوْلَة الأسَدِ |
باتَ الأمِينُ خَؤوناً عِنْدَ منْ جَهِلُواْ |
صَارَ الخَؤونُ أمِين السِّرِّ في بَلَدي |
مَرْضَى النفُوسِ بِأجْسَامٍ بِلا عِلَلٍ |
والدّاءُ في النفْسِ لا في ظاهِرِ الجَسَدِ |
ورُبَّ نفْسٍ حَقُودٍ بَاتَ صَاحِبُها |
يلُوكُ أحْقادَهُ في الغَيْبِ مِنْ حَسَدِ |
يَجُودُ حُبّاً عَلَيْنا طَرْفُ مِذْوَدِهِ |
وَقلبُهُ صَخْرَةٌ صَمَّاءُ لمْ يَجُدِ |
ويَعْلِكُ المَدْحَ والأمْداحُ دَيدَنهُ |
والزيْفُ في مَدْحِهِ والحِقْدُ كالوَقدِ |
أضْحَى الجَمَالُ زمانَ الوَهْمِ أقنِعَةً |
علَى ذئاب الشرَى ياحُرْقَة الكَبِدِ |
والحُسْنُ في خُلُقِ الإنسانِ أجْمَلُهُ |
لا في المَسَاحيقِ والبُهْتانِ والفَنَدِ |
مَراتِبٌ مِنْ عَجينِ الطفلِ واهِيَةٌ |
تِلْكَ المُقيمَةُ دُونَ الصِّفْرِ في العَدَدِ |
بَرَيْتُ شِعْري سِهاماً لا كِفاءَ لَها |
أرْمي بِها ثغْرَةَ الحِرْباءِ في جَلَدِ |
تَلَمْلَمي يا حُرُوفَ الشعْرِ عاصِفَةً |
وَزَلْزِلي قلعَةَ الأوْهامِ لِلْأبَدِ |
واسّاقطي يا ثِمارَ المَيْنِ كاسدةً |
فقدْ هَززْتُ جُذوعَ الزيْفِ في عَنَدِ |
أنْهَيْتُ حَرْبي وجذْعُ المَكْرِ مُنْقعِرٌ |
وما تزالُ قوافي الشِعْرِ في مَدَدي |
سَأبْتَنِي قلعَةَ الأمِجَادِ شاهِقَةً |
بالعزم والحَزْمِ والأخلاقِ والرَّشَدِ |