طريدُ الزّمانْ
هـتفْـتُ بحُـبّــكِ سِــرّا وجـهْــرا
وبالدّمْع أشْعرْتُ صُلْبَ الحجـرْ
وهِمْـتُ بـأذنابِ كُـلّ الشّـعـاب
وعـبْـرَ الجِـراح بـلا مُسْـتـقــرْ
أمُـدّ الخُـطى والأعـاصيرُتأبـى
برغْمِ الجـفـافِ وبُخْـل المَـطـرْ
إليـكِ تقـدّمْـتُ بالـرّوحِ مـهْــرًا
وشِـئتُ وماشــاء حُـكـْـمُ القـدرْ
وهـلْ للفـؤادِ على الدّهْـرِأمْــرٌ
إذا ما الــزّمــانُ بـحُبّي كـفــرْ
أراكِ كبـدْرسمـا في الليــالي
وبالنّـورِ شــدّ اهْتمـام البصـرْ
هواكِ كشمسٍ على الماء يسْطو
وعـيـنـايَ بحْــرٌ بمـوجٍ هــدرْ
ولو لمْ تجُـدْ شمْـسُـنا بالضّيـاءِ
لمـا عرف البـحْـرُ مَـدّ الجـزرْ
فرحْـتُ ثـوانٍ بعُـرْسِ هَــواكِ
وفي مأتـم الحُـبّ عُمْري انْدثرْ
ودامَ خــيــالكِ خيْــر أنـــيسٍ
يـروحُ ويغْـــدو بغيْـــرِ حَــذرْ
يموتُ مع الشّمْسِ كـلّ مَغـيبٍ
ويُمْـسي مع الليْـل مثْـل القمَـرْ
ويغْدومع الفجْرِ في كلّ صبْحٍ
ويحْيا بنُـور الضّحَى المُنتظـرْ
يُزاحِمُ فكـري بأطلال عشقٍ
رمتْها سهـامُ النّوى بالضّـجـرْ
فـفي كـلّ فـجٍّ عـميــقٍ أراكِ
بقـرْبي خلاصـة حُسْنِ البشـرْ
عرفتُ بحبّك درْبَ الضّحـايا
ونظْـمُ القـوافي وصوغ العِـبرْ
وعِشْتُ حكاية - ماجدْ وليــنا-
ومجْنــون ليـلى وقـيـس حُجَرْ
جميــلُ بثيـنـةَ عــاش مُعــنّى
ومـاتَ بمصْرَ غـريبُ الأثــرْ
وقـيسُ المُلـوّح شَـبّ طــريداً
وأسْــودُ عـبْسٍ تــلاشى هـدرْ
(أميْـسونُ) إنّي طـريدُ الزّمانِ
وموعودُ ذاك الهوى بالسّــفـرْ.
الشاعر/ سليمان فدول