أحدث المشاركات

نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الصياد والعصفورة

  1. #1
    الصورة الرمزية هشام النجار أديب
    تاريخ التسجيل : May 2013
    المشاركات : 959
    المواضيع : 359
    الردود : 959
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي الصياد والعصفورة

    ضريح الإمام يحيى - قرية الغار – الزقازيق – شرقية.. هذا هو العنوان (مظبوط) !

    والحكاية - ببساطة شديدة - أننا نعيش عصر التغير والتطور والتنوع والإبداع.. وعلى إيقاع التطور حدثت طفرة مذهلة في دنيا الأضرحة وعالم الدراويش.. تلك الطفرة تعيشها حاليا ً قرية من قرى محافظة الشرقية لا تبتعد أكثر من اثنين من الكيلو مترات عن مدينة الزقازيق .

    التطور من سنن الحياة ويصدر عن وعى عميق بالذات وبالواقع وبالتاريخ.. بمعزل عن الانبهار بالآخرين ومحاولة تقليدهم ومحاكاتهم.

    لذا لن تجد ما ستراه في ضريح (الإمام يحيى) في أي ضريح آخر في العالم.

    فما يحدث هنا خاص بنا لم نستورده من الهند ولا باكستان ولا المغرب ولا كازاخستان.. ولا حتى من الصين .

    هذا الميدان كان بالفعل ينقصه التجديد.. كان لابد من أفكار مختلفة ورؤى مبتكرة .. فليس من شك أن الجماهير والمريدين والزبائن والموهومين والمخدوعين والمرضى النفسيين والمتربحين .. قد سئموا تلك المشاهد والفقرات النمطية المكررة في كل الموالد وعند كل الأضرحة المنتشرة في طول البلاد وعرضها .

    وهذا ما قام به بطل هذه القصة "محمد زمزم " بالضريح "المودرن" للإمام يحيى المزعوم بقرية الغار – زقازيق – شرقية .

    فالضريح - كما نقلت وكالة رويترز وبعض الفضائيات العربية – تظهر على جدرانه الرخامية الأنيقة صورة الكعبة الشريفة مقابلة لكلمة "محمد".

    كما تظهر على الجدران أيضا ً صور لعمر بن الخطاب .. ولمريم العذراء.. وللنبي سليمان .. وأيضا تظهر على الجدران صورة للشيخ محمد متولي الشعرواى .

    وقد رأينا التقرير المصور وركزت الكاميرا على ما يدعون أنه مكان الصور.. فما وجدنا إلا ألغازا ً وتوهيمات كالتي يشخبطها بعض رسامي الفنون التشكيلية .

    العجيب في القصة .. وهو ما دفعني لاستحضار هذه القصيدة الممتعة لأمير الشعراء أحمد شوقي .. هو أن محمد زمزم وهو خادم الضريح الذي يبدو درويشا ً مختلفا ً تماما ً عن الصورة النمطية للدراويش .. فثيابه نظيفة عصرية – مكوية – ووجهه حليق ناعم منعم .. وشعره يلمع بالجل.

    ولولا أنه يطل علينا عبر شاشة التلفزيون لشممنا رائحة بارفانه الفرنسي أو السويسري .

    قلت:

    هذا هو التطور الطبيعي للأضرحة والدراويش في مصر المحروسة .. هذا الزمزم – باختصار شديد – يزعم أن المدعو الإمام يحيى المتوج بالأنوار زاره في المنام عام 1976م.. وأبلغه بأنه (شهيد) واحدة من الحروب الإسلامية القديمة .

    وصفته وكالة رويترز بالضحية - وأن رفاته مدفونة تحت منزله – منزل زمزم - وأنه لديه أسرار كونية غيبية لن يبيح بها إلا في مكتب رئيس الجمهورية!

    لا تتعجبوا الآن إنما ادخروا كل العجب والصيام في شوال وشعبان ورجب لما هو آت .

    فزمزم يقول أنه أجرى اتصالات مع الأزهر ومع مشيخة الطرق الصوفية في القاهرة وأبلغهم بما عرفه من الإمام يحيى – حسب زعمه.. وأنهم بدأوا في إجراء اختبارات قدمت في النهاية دليلا ً على ما يقولون أنه يثبت صحة ما قاله زمزم .

    وبالفعل تحول منزل الدرويش المودرن - أبو ثياب عصرية مكوية وشعر يلمع بالجل "محمد زمزم" إلى ضريح مودرن يواكب القرن الحادي والعشرين ويلبى متطلبات العصر .. وأيضا يحج إليه آلاف الزوار بقرية الغار – زقازيق – شرقية.

    لن أعلق على هذا الخبر المضحك – وشر البلية ما يضحك – ولن نسأل عن نوعية تلك الاختبارات التي أجريت وأثبتت في النهاية صحة مزاعم زمزم.

    فهذه الاختبارات الدقيقة يبدو أنها التطور الطبيعي للبحث العلمي المنهجي التجريبي عند من أثبتوا صحة مزاعم زمزم من مشايخ الطرق الصوفية .

    دعونا ننتقل سريعا ً إلى أمير الشعراء أحمد شوقي والتجديد الذي تاقت نفسه إليه باستخدام القصيدة .. ورسالته كشاعر التي آمن بأنها ليست فقط للتعبير عن المشاعر والأحاسيس أو وصف هذا الزعيم أو ذاك الملك.

    وإنما رسالة تربوية تثقيفية تنويرية .. تعلم الصبيان والشباب معنى وجودهم وتربيهم على الحكمة.. وتنمى لديهم التفكير السوي وتعودهم على الاتزان السلوكي.

    لا أعجب من تلك الحشود المسافرة صوب قرية الغار بالزقازيق للاستماع لأكاذيب الدرويش المودرن محمد زمزم .. والتبرك برفات الإمام يحيى المزعوم.

    لسبب بسيط وهو أننا غير مهتمين وغير معنيين باطلاع شبابنا وأطفالنا على نتاج مفكرينا وأدبائنا في القرى والنجوع والمزارع وعبر وسائل الإعلام والمدارس والمعاهد والجامعات.. وفى مقدمتهم إنتاج شوقي بالطبع - .

    فكان طبيعيا ً وبديهيا ً ألا يلتفت أحد إلى التطور والتجديد الذي أراد شوقي إحداثه في الشعر ورسالته.. في حين تهفوا الأفئدة اليوم إلى قرية الغار بالزقازيق شرقية.. حيث التطور المذهل الذي أحدثه محمد زمزم في دنيا الدراويش وعالم الأضرحة .. بالتوازي مع التطور المذهل الذي يعيشه العالم اليوم تكنولوجيا وعلميا.

    هذا الزمزم – وأمثاله – وهؤلاء الموهومين السائرين نياما المخدوعين به.. كتب فيه أمير الشعراء وفيهم قصيدة قبل أكثر من قرن من الزمان.. نظمها كغيرها بطريقة مشوقة بسيطة على طريقة الأدباء الفرنسيين .. وبخاصة الأديب الشهير "لافونتين".. مستفيدا ً من قصة نقلها ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن رجل من بني إسرائيل يقول:

    " عن وهب بن منبه قال: نصب رجل من بني إسرائيل فخا ً.. فجاءت عصفورة فنزلت عليه

    فقالت: مالي أراك منحنيا ً؟

    قال: لكثرة صلاتي انحنيت.

    فقالت: فمالي أراك بادية عظامك ؟

    قال: لكثرة صيامي بدت عظامي

    قالت: فمالي أرى هذا الصوف عليك ؟

    قال: لزهادتي في الدنيا لبست الصوف .

    قالت: فما هذه العصا عندك ؟

    قال: أتوكأ عليها وأقضى حوائجي .

    قالت: فما هذه الحبة في يدك ؟

    قال: قربان إن مر بى مسكين ناولته إياها .

    قال : فخذيها .. فدنت فقبضت على الحبة.. فإذا الفخ في عنقها

    فجعلت تقول : قعى قعى "لا يغرني ناسك مراء بعدك أبدا" .

    نظم أمير الشعراء رحمه الله هذه الحكاية ذات المغزى العميق في قالب قصصي مشوق.. قائلا ً:

    حكاية الصياد والعصفورة

    للشاعر/ أحمد شوقي

    حكاية الصياد والعصفورة صارت لبعض الزاهدين صورة

    ما هزموا فيها بمستحق ولا أرادوا أولياء الحق

    ما كل أهل الزهد أهل الله كم لاعب في الزاهدين لاه

    جعلتها شعرا لتلفت الفطن والشعر للحكمة مذ كان وطن

    وخير ما ينظم للأديب ما نطقته ألسن التجريب

    ألقى غلام شركا يصطاد وكل من فوق الثرى صياد

    فانحدرت عصفورة من الشجر لم ينهها النهى ولا الحزم زجر

    قالت: سلام أيها الغلام قال: على العصفورة السلام

    قالت: صبى منحنى القناة قال: حنتها كثرة الصلاة

    قالت : أراك بادى العظام قال: برئها كثرة الصيام

    قالت : فما يكون هذا الصوف ؟ قال : لباس الزاهد الموصوف

    سلى إذا جهلت عارفيه فابن عبيد والفضل فيه

    قالت: فما هذى العصا الطويلة ؟ قال: لهاتيك العصا سليلة

    أهش في المرعى بها وأتكى ولا أرد الناس عن تبرك

    قالت: أرى فوق التراب حبا مما اشتهى الطير وما أحبا

    قال: تشبهت بأهل الخير وقلت أقرى بائسات الطير

    فإن هدى الله إليه جائعا ً لم يكن قرباني القليل ضائعا

    قالت: فجد لي يا أخا التنسك قال: ألقطيه بارك الله لك

    فصلت في الفخ نار القاري ومصرع العصفور في المنقار

    وهتفت تقول للأغرار مقالة العارف بالأسرار

    إياك أن تغتر بالزهاد كم تحت ثوب الزهد من صياد

  2. #2

المواضيع المتشابهه

  1. الصياد والعصفورة - احمد شوقي
    بواسطة نداء غريب صبري في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 30-03-2023, 06:32 PM
  2. الصياد والغراب
    بواسطة مصطفى ابووافيه في المنتدى أَدَبُ الطِّفْلِ (لأطفالنا نحكي)
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 25-12-2019, 10:15 PM
  3. && الصياد &7
    بواسطة عمر الصالح في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 10-09-2013, 05:08 AM
  4. حجة الصياد
    بواسطة مصطفى ابووافيه في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 08-04-2009, 11:58 AM
  5. الصياد
    بواسطة خميس لطفي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 31
    آخر مشاركة: 21-07-2008, 05:27 PM