أدري بـأنــكَ لــــم تــنــمْ ---فالسُهـدُ منـكَ علـيـكَ نــمْ
والجاريـاتُ مـنَ الدُمـوعِ ----علـى الخُـدودِ لفَـرطِ هــمْ
توحـي بـمـا كـتـمَ الـفـؤادُ ---مِـــنَ الـلّـواعـجِ والألــــمْ
دعـهــا تُعـلِـمُـكَ الـغــرامَ ---فــلا جُـنـاحَ عـلـيـكَ ثَـــمْ
بغـدادُ يــا رئَــةَ الـوجـودِ ----بــهــا تـنـفــسَ فـاسـتَـتَــمْ
يـا أَنفَـسَ الأعــلاقِ فــي ----الكونِ الفسيحِ بما ازدحـم
بغدادُ ثَغرُ الأرضِ أج --- ملُ مـــا يــكــونُ اِذا ابـتـســمْ
أولسـتِ واسطـةَ العـقـودِ -----بِــكُــلِ نــحــرٍ مـــــن أَدمْ
بـكِ قَـد بـدا هـذا الوجـودُ -----وكــانَ قبـلـكِ مــن عــدمْ
أدري بــأنـــكَ عــاشـــقٌ ---دنِــفٌ ولـكـن قـــدْ وَهَـــمْ
حيـنـاً تـظُــنُ بـشَـهـرزادَ ----خـلـيـلـةً لا بــنــتَ عـــــمْ
وتظُـنُّ جـهـلاً شهـريـارَ ----غَــريــمَ ســــوءٍ مُـتَــهــمْ
وتـرى اللّيالـي الألـفَ -----لاتُجـدي أِذا المـوتُ احتـدمْ
مــهــلاً فــكـــلُّ مَـظَــنّــةٍ ----بـيــنَ الـكـبـائـرِ والـلّـمــمْ
الكاتـبـونَ عـلـى الأديـــمِ -----حَضـارةَ الـزمـنِ الأشــمْ
من فيـضِ بغـدادَ الرشيـدِ -----تعـلَّـمـوا مـعـنــى الـقـيــمْ
أدري بــأنــكَ مُـسـتَـفــزُّالـ ----ـروحِ يـشـعـرُ بـالـنـدمْ
يَـشـقــى بــــوأدِ حـبـيـبـةٍ -----كـم كـان،َ يعشقـهـا وكــمْ
تـشـكـو الـيــهِ ولا يـعــي ----مــاذا يـقـولُ لـفـرطِ غــمْ
أأنـا التـي كــانَ الـخَـراجُ ---يُسـاقُ لـي مِــن كــلِ يــمْ
أتكفـفُ الـمُـدُنَ العـجـافَ ----وكــنَ لــي يـومــأً خـــدمْ ؟؟
وسَمِعتُـهـا يـومــاً تـبُــثُ --- لأُخـتـهـا الأنــبــارُ هــــمْ
لا تَعجبوا كيفَ استمعتُ -----وكـيـفَ فـاهَـت دونَ فــمْ
فـالـعـاشـقـون َ لـغـاتـهــم ----شـتـى اِذا ســادَ الـصَّـمـمْ
فــي كــلِ شـبــرٍ قـطــرةٌ ----كـانــت نــــدىً والآنَ دمْ
وبـكــلِ ألـسـنــةِ الـعـبــادِ -----ذُمِـمْـتِ بـعـدَ خـــلاكِ ذمْ
مـــن يـحـمـدُ الـعــوّادَ اِنْ ------مـسـخَ القصـيـدةَ بالـنـغـمْ
أو يحمدُ الأسدَ الهَصـورَ ---- ا ذا تـــنـــازلَ فــانــهــزمْ
اِلاّ الــذي يَـحـيـى عـلــى -----زَبَـدِ الوعـودِ ومـا زعــمْ
بـغــدادُ مــجــدكِ عــائــدٌ ------بـالـعــاديــاتِ وبـالـقــلــمْ