أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الاستبداد الناعم والقهر السياسى

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 160
    المواضيع : 31
    الردود : 160
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي الاستبداد الناعم والقهر السياسى

    الاستبداد الناعم والقهر السياسي

    بقلم / جمعة عبد العال

    من السهل علينا أن نبشر بالأخلاق لكن من الصعب علينا أن نضع أساسا لها ’ هذه البديهية المنطقية تقودنا إلى بديهية أخرى أكثر منطقية ووضوحا
    ( ليس من الأخلاق أن يدعو الإنسان إلى الأخلاق دون أن يعمل بها ) ومن هنا حصلت الفجوة التي جعلت هذه الحقيقة والمسلمة تتنافى بشكل مطلق مع أفكار الطبقة الواعية المثقفة التي تنظر إلى حركة الكون والعالم حركة ديناميكية تحترم العقل والقيمة الإنسانية للإنسان ,هذه القيمة التي لا تضاهيها أي قيمة على اعتبار أن الإنسان هو رأس المال في شتى مناحي الحياة الإنسانية والوجود ’وبين الذين يريدون من الإنسان أن يكون مطيةًًًً يجب ركوبها للوصول إلى أهدافهم الخسيسة التي يريدونها ’ومن هنا برزت الحاجة إلى تحرير العقل العربي والتخلص من فطرية الظلم والتوحش الذي جبل منها هؤلاء والتي لا يبدو بالمهمة السهلة حتى بات تحرير فلسطين أسهل من تحرير هذه العقليات المتعفنة’ فأصبحنا اليوم نواجه نماذج فاسدة من طوابير الزعران السفهاء والبلطجية والشبيحة والهمج الرعاع الذين ينعقون مع كل ناعق والذين لا يستطيع الواحد منهم أن يعيش إلا إذا قتل أخاه مما جعلهم أشبه بالقردة االتى تنزوا على بعضها نزوا مما أفسد علينا حياتنا العقلية والروحانية والأخلاقية حيث حولت حياتنا ومبادئنا إلى عقائد وقبم شكلية أشبه بالطقوس والمراسيم وجعلوا المراسيم امتحانا للفضيلة فسادت العقائد الشكلية فى حياة الناس’ فأضحت الأخلاق تقاس بنسبيتها وليس بمطلقيتها فظهرت بذلك ازدواجة المعايير والأخلاق فغاب العدل الذى هو ركن السلطة’ العدل الذى هو ثمرة حتمية للمعرفة الحقيقة فنشأ الإستبداد الذى أصبح لغة الأقوياء الإستبداد الدينى والإستبداد السياسى اللذان هما وجهان لعملة واحدة فأصبح الهدف والأسلوب واحد .
    ولا نجافى الحقيقة إذا قلنا أن الإستبداد الدينى هو أخطر أنواع الإستبداد ’فرجل الدين ينطق باسم السلطان والسلطان المستبد يحتج بالقرآن ليبرر ما يفعله السلطان فيلجأ إلى تأويل النصوص الشرعية لتتناسب مع سياسة السلطان واستبداده فنشأ ما يعرف مجازا ما يسمى بالعهر السياسى والإرهاب الفكرىوالقمع وما يعرف بالحق المطلق الذى امتدت جوانبه إلى شتى مناحى الحياة المعرفية والثقافية والاجتماعية والحضارية والأخلاقية والأحزاب الحاكمة التى اعتمدت على امتلاك أكبر عدد من المشايخ وما يعرفون برجالات الدعوة لتبرير السيطرة على أمور الأمة ,وفى مقابلهم مجموعات الدبيكة والطبالين والرقاصين فى الطرف الآخر من المعادلة مع أصنامهم الذين بقتقرون إلى الخلفية الفكرية والواقعية , ومن هنا على الأمة التى تريد السير إلى طريق العدالة والتحرر من الإستبداد أن تنظر إلى علمائها ومفكريها أكثر من النظر إلى حكامها لأن هؤلاء هم السحرة ا لحقيقيون سحرة الفراعنة والقياصيرة والبارونات الجدد أصحاب الشعارات ا لتى لها رنات جميلة فى آذان المحرومين والمظلومين والمضطهدين الذين يستخدمون الإستبداد الناعم تحت وهم الإصلاح الإستبداد الصامت الذى يحتكر السلطة والثروة ومصادرها فتتحالف قوة السلطة مع قوة الثروة لتخدما بعضهما البعض حتى لو كان هؤلاء المالكين للثروة من أصحاب الكارات والحمرجية والسوقيين وسماسرة الأرض ’ لأن من يملك المال هو الذى يملك القرار حتى أصبح رأس البصل نوع من السياسة والاقتصاد وأصبح رأس المال والمادة هى التى تكيف عملية الوجود برمته فيشكلان بذلك أداة الاحتراق النفسى والاجتماعى والاقتصادى والسياسى وما يتبعها من مص دم وابتزاز ونهب لثروة المجتمع لتنتفخ كروش هؤلاء السادةعلى حساب الطبقة الواعية والمثقفة التى سوف يطالها التهميش والإغتراب بحيث تصبح مخيرة بين الرحيل أو التنحى جانبا أوالسقوط فى بحر الاستبداد والنفاق السياسى أو على الأقل شاهد زور حتى يصير المجتمع على صورة من الضعف يتفق بعدها الجميع على أن رأب الصدع لا يتم الا بوجود نظام شمولى استبدادى وقضاة لا رحمة عندهم ، وظهور طائفة ممن يسمون أنفسهم بالشيوخ الذين اعتادوا الخداع والتضليل عن طريق فتاوى التحريم والأكاذيب والخطب الرنانة والشعارات الزائفة خدمة لسادتهم وأولياء نعمتهم بحيث تصبح التبعية الحزبية هى عنوان الإستبداد الناعم وذلك لخدمة الحزب والتنظيم وبذلك يتحول التنظيم إلى مربع المصالح فأصبحت الزعامات الحزبية والوجوة مكشوفة للجميع مما جعل الجميع على يقين بأن الأحزاب باتت جميعها ذات برامج متشابهة ولا يختلف حزب عن حزب آخر ’ حتى أصبح الذين يتاجرون بالدين أكثر خطرا من الذين يتاجرون بالأرض, مما يجعلنا نجزم أن مدرسة الإستبداد والإستبدادين واحدة فكلهم تلقواعلمهم وتعليمهم على يد شيخ واحد وكلهم يرون أن الأخلاق والقوانين من صنع الضعفاء فهم ليسوا بحاجة إلى أخلاق .
    فالقوة هى التى تقرر الحق حتى يسود المثل القائل( إن حفنة من القوة تساوى كيسا من الحق )
    حتى وقعوا فى كل الأخطاءالتى ذكر القرآن الكريم أن بنى اسرائيل وقعوا فيها مثل استباحة الدم وأسر المسلم وقتل الصالحين وتعذيبهم والنكول عن نصرة الحق فى المواقف الفاصلة وترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر واتباع الهوى والمال والشهوات فالنظرة البراغماتية للأمور هى التى تحكم منهج التفكير لديهم فالفكرة صحيحة لديهم بمقدار ما تؤدى من فوائد ومصالح ’ وهم وحدهم الذين يقررون الخير والشروهم الحق المطلق الذى لا يقبل نقاشا ولا جدلا فالذى أحرق جثة الحلاج والقى برمادها فى دجلة ونصب رأسه لمدة يومين على جسر بغداد تم حمل رأسه الى خراسان ليراه الناس هو نفس الذى يحارب خصومه، مما لا يجعل هنا ك فرق بين استبداد واستبداد وإن تساوى طرفى المعادلة يجعلنا دوما نشعر بخيبة الأمل فى الطرفين وهذا ما أكدته حوادث التاريخ قديما وحديثا وما شاهدناه من أحداث قتل مروعة لعلماء أجلاء وذبح ونحر كما تنحر الشياه بل ان بعض عمليات نحر الشياه كانت تتم بطرق أكثر احتراما من نحر الخصوم للخصوم الذين كانوا من نفس اللون الواحد و من أناس كنا نفترض فيهم الورع والتقوى .

    ماالفرق بين ممن يقتحم مسجدا فى شهر رمضان ويقتل أكثر من 15من الصائمين الذين كانوا ينتظرون طعام الإفطار’ و بين هؤلاء ممن قتلوا الأئمة وانتهكوا حرمة المساجد ونسفوا البيوت على ساكنيها بالبراميل المتفجرة ,ما الفرق بين مولانا ابو بدلة صوف وقرافة حرير وبين مولانا الشيخ الذى يملك من السيارات الفارهة صاحبة الفخامة والطراز العالى التى تليق بمقامه المبجل أكثر مما تملكه أى مستشفى من سيارات نقل المرضى بل أكثر مما تملكه أى هيئة خيرية ’ وأن عدد عبيده وخدمه ومعاونيه أكثرمما يملكه أى مشفى من ممرضين وأطباء و أن عدد رجالات الأمن و الشرطة الذين يسهرون على أمنه أكثر من الذين يسهرون على حدود الوطن وأمنه ويعملون على راحته أكثر مما يعملون على رائحة آبائهم وأمهاتهم !!
    نعم إنه مولاهم وولى نعمتهم الغارقين فى نعمائه وحلوائه !!هذا بالاضافة الى الأعداد الهائلة من المرتزقة وأصحاب النفوس والمصالح الرخيصة ومن الطبالين والرقاصين والرداحين المصابون بإيدز الميكروفونات المولعون بالظهور على الشاشات المشبوهة الذين وجدوا أنفسهم ومصلحتهم فى وجود صنمهم ويعملون على تبرير سياساته وافتراءاته والسيطرة على أمور الأمة برضى أوبدون رضى والذين تاجروا بأوطانهم وبكل شئ من الرمل والتبغ حتى جلود الأضاحى .

    إن الإستبداد الدينى والسياسى وجهان لعملة واحدة وإن الهدف والأسلوب واحد فكل منهما يقوم على القمع والارهاب الفكرى والاستقلا ل بالرأى ومحاولة الغاء الآخردون اكثراث لإرادة وتطلعات عامة الشعب وتغيب القوة المجتمعية الحقيقية ماديا ومعنويا.
    إننا نكاد نجزم أن الأحزاب كلها متفقة على بيع كل شى ولكنهم مختلفون فى الأسعارسواء كان استبدادا ناعما او استبدادا ديمقراطيا يساندهم فى ذلك عبدة الظلم مما يسمون أنفسهم بأصحاب المرجعيات الفكرية والمصابون بإيدز الميكروفونات والشاشات المشبوهة الذين يقومون بترويض الناس والذين يحاولون أن يجعلوا من الاستبداد إجماع وطنى..
    ومهما يكن من أمر اننا على ثقة ويقين أن الطغاة وأعوانهم كالأرقام القياسية والتى لا بد أن تتحطم فى يوم من الأيام ونحن على يقين بأنه لا يمكن قتل الأفكار بالمتفجرات ..


    جمعة عبد العال / رئيس رابطة أدباء الأمة..غزة

  2. #2
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.80

    افتراضي

    إن الإستبداد الدينى والسياسى وجهان لعملة واحدة وإن الهدف والأسلوب واحد فكل منهما يقوم على القمع والارهاب الفكرى والاستقلا ل بالرأى ومحاولة الغاء الآخردون اكثراث لإرادة وتطلعات عامة الشعب وتغيب القوة المجتمعية الحقيقية ماديا ومعنويا.
    إننا نكاد نجزم أن الأحزاب كلها متفقة على بيع كل شى ولكنهم مختلفون فى الأسعارسواء كان استبدادا ناعما او استبدادا ديمقراطيا يساندهم فى ذلك عبدة الظلم مما يسمون أنفسهم بأصحاب المرجعيات الفكرية والمصابون بإيدز الميكروفونات والشاشات المشبوهة الذين يقومون بترويض الناس والذين يحاولون أن يجعلوا من الاستبداد إجماع وطنى..


    مقالة رائعة
    أتمنى ان يقرأها كل من يذبح أخوته ويقتل وطنه وأهله متصورا أنه هو القيّم على الحق والخير وأنه مفتاح الصلاح

    أرحمونا يرحمكم الله فقد باتت الأمة كلها بين قتيل وشريد وخائف لا يعرف أيهما سيكون

    شكرا لك أخي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

المواضيع المتشابهه

  1. دولة الاستبداد
    بواسطة عبد الرحيم صادقي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-12-2012, 02:12 AM
  2. وما أدراك ما الاستبداد؟
    بواسطة عبد الرحيم صادقي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 11-11-2012, 12:46 AM
  3. معا نلطم الاستبداد السياسى
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 30-07-2012, 01:47 PM
  4. طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد
    بواسطة بابيه أمال في المنتدى المَكْتَبَةُ العِلمِيَّةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23-05-2012, 09:33 PM
  5. الاستبداد ومصادرة الآراء عند العرب
    بواسطة باسم عبدالله الجرفالي في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-05-2012, 01:45 PM