قصتي مع المدمن

	جلست مرة مع إحدى المدمنين فقلت له سائلا :ما الفائدة التي تجنيها من ذلك؟ فقال : الكيف و نسيان الهم فقلت له : ثم قال :ثم إذا أفقت حاصرتني الهموم مرة أخرى فاتعاطى مرة اخرى قلت : اتعرف انه مضر؟ قال :اعرف ولكن رغما عني قلت :ألم يخلق الله لك عقل لتميز بين النافع والضار، هل كانت المخدرات حلا للمشاكل ان تهرب من الواقع بتعاطيك لها ولكن أتدري أسمع معي هذه الآية "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " وكررتها ثلاث مرات فإذا بالمدمن يبكي ويقول : أهكذا عذاب في الدنيا وعذاب يوم القيامة أدركت حينها أنه لاتزال فيه بقية من خير فقلت له أخي قم لتغتسل ، ذهبت معه إلى بيته فاغتسل بعد أن شرحت له كيفية التطهر من الجنابة سبحان الله شاب في الثانية والعشرين من عمره لا يعرف كيف الغسل أي بيئة يعيش فيها فلما أتم غسله إذ بصوت المؤذن يشق السكون بصلاة العصر خرجت معه إلى المسجد كان كل من يرانا يستغرب كيف يمشي صاحب اللحية مع ذلك المدمن وصلنا إلى المسجد وبعد أن صلينا العصر نظرت إلى ذلك الشاب فرأيته مسرورا ودمعات جالت في عينيه ثم قمت فألقيت درسا عن التوبة وشروطها وهو يسمع ويبكي ، كان يعرف ان الكلام موجه إليه ثم انصرفنا إلى بيتي حيث اعطيته عددا من الكتيبات النافعة ورقم المحمول خاصتي وقلت له اذا تتعرضت لاي شي فانا بجانبك وفي اليوم الثاني خرجنا لاداء صلاة الفجر فإذا به يجلس في السطر الأول وعلى وجهه اشراق فلما رآني سلم علي وقال :أرجوك اخي لا تدعني أرجع الى ما كنت فيه فقلت :اعقد العزم وتوكل على الله وهو الآن أحد المجاهدين المرابطين على الثغور بعد ضياع ثلاث سنوات ورحلته مع الأدمان يلتزم ثلاث سنوات بالعلم الشرعي والصلاة ثم يشتري سلاحه بماله ويرابط في سبيل الله اعذروني ان اطلت عليكم لكنها قصة اثرت في كثيرا وازددت يقينا ان كل قلب فيه بذرة من الخير لكن ما علينا الا ان نحرك في هذا القلب بذرة الخير بارك الله فيكم

للتذكير
"إن الذكرى تنفع المؤمنين"