|
أهل الجنوب جنوب مصر المائي |
ماذا دهاكم ؟! ارجعوا لإخاءِ ! |
فالسيل سال بريفكم بدمائكم |
صرخت بكم يا معشر العقلاءِ |
أُبوا لرشد فالرشاد غنيمة |
والغي كرب مطبق البلواءِ |
عودوا لألفتكم وسابق ودكم |
فالود خيرٌ طيلة الآناءِ |
أتهب فيكم بالبلاء عواصف ؟! |
بئس العواصف أقبلت ببلاءِ |
وعواقب البغض الشنيع وخيمة |
فيها جرى سفك لكم بدماءِ |
ومصائب شتى تلوح بوجهها |
من صنع شيطان ثوى بعداءِ |
يزجي حرائق مستطير مكائد |
شبت بتخطيط من الأعداءِ |
راموا القلاقل للحبيبة مصرنا |
من كل ركن في حمى الأرجاءِ |
شرقا أفاضوا المنكرات وأمعنوا |
في الشر والإجرام والإدماءِ |
غربا أهاجوا الساكنات وهرَّبوا |
جهرا عتاد السقم والأدواءِ |
وشمال مصر ببحرها وبنيلها |
صبوا زيوت الغدر بالظلماءِ |
وجنوب مصر بكل مكر خططوا |
تخطيط خبث مسهب الإيذاءِ |
تأليب قوم بالسلام تعايشوا |
بالحب صار فريسة البغضاءِ |
من أين جاءت للأنام معارك |
كانت بغيرهم ببعد نائي ؟! |
فيها بنوبتنا الكرامُ بوحدة |
عظمى تجلت في صدوق وفاءِ |
والماء يجري من أعلي نبعه |
بوفير فيض وارف الأنحاءِ |
ومعالم الفيحاء تزهو بالندى |
والخير والبركات والآلاءِ |
ومحاسن الروضات فيها أشرقت |
للناس جمعا في الدنى بضياءِ |
فإذا بحساد الحبيبة مصرنا |
بسواد قلب دامس الأحشاءِ |
بث المكائد والموائد غيلة |
للنيْل منها دائما .. بغباءِ |
ظنوا الحياض حياض مصر غنيمة |
لأولئك الأقزام والجهلاءِ |
بقنابل التدمير هاجوا باللظى |
في سكرة بالسطو والخيلاءِ |
زكوا لأنفسهم جميع شؤونهم |
ورأوا بغيرهم عموم خواءِ |
من كل صوب بالرزايا بالدجى |
جاءوا بليلة نكبة سوداءِ |
أبغض بمكر دويلة منفوشة |
كالهر يمشي مشية العظماءِ |
ويمارس الإرهاب عربدة بها |
عاث الفساد بخسة البلهاءِ |
ويوزع الأموال ضمن وسائل |
للهدم والتخريب والإلهاءِ |
وغسيل مخ للشباب بفكرة |
مجنونة ممجوجة رعناءِ |
وولوج عصيان مقيت سافر |
مستغرق بفظائع الشحناءِ |
مسترسلين بشرهم وفسوقهم |
مستمرئين مسالك الأهواءِ |
يا للئام إذا استباحوا ساحة |
فيها الكرام بغفلة ومراءِ |
يمضون فيهم كالأفاعي أطلقت |
سما زعافا بينهم بدهاءِ |
حتى إذا سكروا بخمر جدالهم |
طاحوا بعجز فتونهم بعَمَاءِ |
أهل الجنوب بمصرنا أين النهى؟! |
بل أين روح تسامح وصفاء ؟! |
آلاف أعوام تآلفتم بها |
والنيل يحمل سلسبيل الماءِ |
ومراكب الأنس الجميل بموجه |
تجري ببسمة بهجة حسناءِ |
وثمار زرعكم النضير بعبقه |
وعبيره بمحاسن الألاءِ |
من أرض أسوان البديعة قد حلى |
بشراب غرس طيب وغذاءِ |
أضحى بحزن للقتال يعمكم |
بالطعن والإدماء والإفناءِ |
يا مصر أهلك بالجنوب بحكمة |
فيهم ستنهي كبوة الأخطاءِ |
ويعود رشد الراشدين لألفة |
وأخوة بسلامة وولاءِ |
أطفئ إلهي فتنة واجعل لنا |
في مصر أمنا راسخا برخاءِ |
ورد كيد الكائدين بنحرهم |
يا ذا العلا يا باسط النعماءِ |
صلى الإله على النبي وآله |
خير الخلائق سيد الشفعاءِ ! |