أحدث المشاركات

قراءة في مقال حقائق مذهلة عن الكون المدرك» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» بكاء على الاطلال» بقلم أحمد بن محمد عطية » آخر مشاركة: أحمد بن محمد عطية »»»»» مصير الكوكب على متن الشراع الشمسي» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة فى بحث تجربة ميلغرام: التجربة التي صدمت العالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» وذُلّت الأعناق مقتطف من رواية قنابل الثقوب السوداء...» بقلم إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح » آخر مشاركة: إبراهيم أمين مؤمن مصطفى ح »»»»» الفصل الثاني من رواية وتستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الأم الجريحة» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» و تستمر الحياة بين يأس و تفاؤل الفصل الأول من الرواية بقلم بوشعيب» بقلم بوشعيب محمد » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» قراءة في بحث أمور قد لا تعرفها عن مستعمرة "إيلون موسك" المستقبلية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نعم القائد» بقلم عطية حسين » آخر مشاركة: احمد المعطي »»»»» قراءة في مقال يأجوج و مأجوج ... و حرب العوالم» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: بوشعيب محمد »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الحـب والبغـض في الله

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 60
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي الحـب والبغـض في الله

    الحب في الله يعني أن تحب العبد لله، أي بسبب إيمانه وطاعته، والبغض فيه يعني أن تبغض العبد بسبب كفره أو معصيته، لأن في هنا للتعليل، وذلك كما في قوله تعالى: (فذلكنَّ الذي لمتُنَّني فيه) أي بسببه، ومثله قوله تعالى (لمسّكم ما أفضتم) وأيضاً كما في قوله «دخلت امرأة النار في هرة» أي بسببها.
    وحب المؤمنين الطائعين أجره عظيم والأدلة على ذلك:
    l حديث أبي هريرة المتفق عليه عن النبي قال: «سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدّق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً، ففاضت عيناه».
    l حديث أبي هريرة عند مسلم قال: قال رسول الله : «إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي؟».
    l حديث أبي هريرة عند مسلم قال: قال رسول الله : «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» ووجه الاستدلال في قوله «ولا تؤمنوا حتى تحابوا» للدلالة على عظيم أجر التحابّ في الله.
    l حديث أنس عند البخاري قال: قال رسول الله : «لا يجد أحد حلاوة الإيمان حتى يحب المرء لا يحبه إلا لله ...» الحديث.

    l حديث معاذ عند الترمذي، وقال حسن صحيح قال: سمعت رسول الله يقول: «قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي، لهم منابر من نور، يغبطهم النبيون والشهداء» وغبطة الأنبياء والشهداء لهم كناية عن حسن حالهم، أي أنهم يستحسنون أحوالهم، لا أنهم يتمنون مثل حالهم، لأنهم أفضل حالاً وأرفع درجة.
    l حديث أنس عند أحمد بإسناد صحيح قال: «جاء رجل إلى النبي ، فقال يا رسول الله الرجل يحب الرجل، ولا يستطيع أن يعمل كعمله، فقال رسول الله : المرء مع من أحب. فقال أنس فما رأيت أصحاب رسول الله فرحو بشيء قط، إلا أن يكون الإسلام، ما فرحوا بهذا من قول رسول الله ، فقال أنس: فنحن نحب رسول الله ولا نستطيع أن نعمل بعمله، فإذا كنا معه فحسبنا».
    l حديث أبي ذر عند أحمد وأبي داود وابن حبان قال: «قلت يا رسول الله، الرجل يحب القوم لا يستطيع أن يعمل بأعمالهم، قال: أنت يا أبا ذر مع من أحببت. قال: قلت فإني أحب الله ورسوله يعيدها مرة أو مرتين».
    l حديث عبد الله بن مسعود المتفق عليه قال: «جاء رجل إلى رسول الله ،فقال: يا رسول الله كيف تقول في رجل أحب قوماً ولم يلحق بهم؟ فقال رسول الله : "المرء مع من أحب"».
    l حـديث عبد الله بن مسـعـود عند الحاكم في المسـتدرك، وقال صحيح الإسـناد ولم يخـرجاه، قال: قال لي النبي : «يا عبد الله بن مسعود، فقلت: لبيك يا رسول الله: ثلاث مرار، قال: هل تدري أي عرى الإيمان أوثق؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: أوثق الإيمان الولاية في الله، بالحب فيه، والبغض فيه ...» الحديث.

    l حديث معاذ بن أنس الجهني أن رسول الله قال: «من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد استكمل إيمانه» قال أبو عيسى هذا حديث حسن، وأخرجه أيضاً الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأخرجه أو داود من حديث أبي أمامة، ولم يذكر فيه وأنكح لله.
    ويسن لمن أحب أخاً له في الله، أن يخبره ويعلمه بحبه إياه، لما رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن عن المقداد بن معد يكرب عن النبي  قال: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه» وما رواه أبو داود بإسناد صحيح عن أنس: «أن رجلاً كان عند النبي ، فمر به رجل فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي أعلمته؟ قال: لا، قال أعلمه، فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له». وما رواه البزار بإسناد حسن عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله : «من أحب رجلاً لله، فقال: إني أحبك لله، فدخلا الجنة فكان الذي أحب أرفع منـزلة من الآخر. ألحق بالذي أحب لله».
    وأفضل الصاحبين المتحابين هو أشدهما حباً لصاحبه، لما رواه ابن عبد البر في التمهيد والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه عن أنس قال قال رسول الله : «ما تحاب رجلان في الله قط، إلا كان أفضلهما أشدهما حباً لصاحبه».

    ويسن له أيضاً أن يدعو له بظهر الغيب، لما رواه مسلم عن أم الدرداء، قالت: حدثني سيدي، أنه سمع رسول الله يقول: «من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» وسيدها هو أبو الدرداء وهي تعني زوجها احتراماً له. ورواه أحمد بإسناد صحيح عن أم الدرداء ومسلم، ولفظه عند مسلم: عن صفوان بن عبد الله بن صفوان، وكانت تحته الدرداء، قال: قدمت الشام فأتيت أبا الدرداء في منـزله فلم أجده، ووجدت أم الدرداء فقالت: أتريد الحج العام؟ فقلت: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير، فإن النبي كان يقول: «دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل، كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل» قال: فخرجت إلى السوق، فلقيت أبا الدرداء، فقال لي مثل ذلك.
    كما يسن أن يطلب من أخيه الدعاء له، لما رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، عن عمر بن الخطاب قال: استأذنت النبي في العمرة، فأذن لي وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك» فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. وفي رواية قال: «أشركنا يا أخي في دعائك».

    ومن السنة أن يزوره ويجالسه ويواصله ويباذله في الله بعد أن يحبه. روى مسلم عن أبي هريرة عن النبي : «أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى له ملكاً، فلما أتي عليه قال: أين تريد؟ قال أريد أخاً لي في هذه القرية، قال هل لك عليه من نعمة تربّها عليه؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه». وأخرج أحمد بإسناد حسن والحاكم، وصححه عن عبادة بن الصامت عن النبي ، يرفعه إلى الرب عز وجل قال: «حقت محبتي للمتحابين فيّ، وحقت محبتي للمتزاورين فيّ، وحقت محبتي للمتباذلين فيّ، وحقت محبتي للمتواصلين فيّ». وأخرج مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن معاذ قال: سمعت رسول الله يقول: «قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ». وأخرج البخاري عن عائشة قالت: لم أعقل أبويّ إلا وهما يدينان الدين، ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله  طرفي النهار بكرة وعشية...الحديث.

    والرسول يبين عظم أجر المؤمن الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحرص على جلب الخير له في دنياه وآخرته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، ففي حديث أنس المتفق عن النبي قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» وفي حديث عبد الله بن عمرو، عند ابن خزيمة في صحيحه، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال صحيح على شرط الشيخين قال: قال رسول الله : «خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره». ومن هذا الباب أن يكون في حاجة أخيه وُسعه، وأن يفرج عنه كربه جهده، ففي حديث ابن عمر المتفق عليه، أن رسول الله قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة»، وبإسناد حسن رجاله ثقات أخرج الطبراني من حديث زيد بن ثابت عن رسول الله قال: «لا يزال الله في حاجة العبد ما دام في حاجة أخيه».
    ويندب أن يلقاه بما يحب ليسرّه بذلك لما رواه الطبراني في الصغير بإسناد حسن من حديث أنس قال قال رسول الله : «من لقي أخاه المسلم بما يحب ليسره بذلك، سره الله عز وجل يوم القيامة».

    كما يندب له أن يلقى أخاه بوجه طلق، لما رواه مسلم عن أبي ذر قال قال رسول الله : «لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق». ولما رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله : «كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك». وما رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي بإسناد حسن، ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه عنده: ... حدثني أبو جري الهجيمي قال: أتيت رسول الله ، فقلت: يا رسول الله، إنا قوم من أهل البادية، فعلمنا شيئاً ينفعنا الله به، فقال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة، ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك بما يعلمه فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإن أجره لك ووباله على من قاله».

    ويندب له أن يهدي لأخيه، لحديث أبي هريرة الذي أخرجه البخاري، في الأدب المفرد، وأبو يعلى في مسنده، والنسائي في الكنى، وابن عبد البر في التمهيد، وقال العراقي السند جيد، وقال ابن حجر في التلخيص الحبير سنده حسن، قال قال رسول الله : «تهادوا تحابوا». ويندب له أيضاً أن يقبل هديته، ويكافئ عليها لحديث عائشة عند البخاري قالت: «كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب عليها» وحديث ابن عمر عند أحمد وأبي داود والنسائي، قال: قال رسول الله : «من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بالله فأعطوه، ومن استجار بالله فأجيروه، ومن أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه». وهذا بين الإخوان، ولا علاقة له بهدايا الرعية إلى الحكام، فهي مثل الرشوة محرّمة، ومن المكافأة أن يقول جزاك الله خيراً، روى الترمذي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما وقال حسن صحيح، قال: قال رسول الله: «من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء»، والثناء شكر، أي مكافأة، خصوصاً ممن لا يجد غيره، لما رواه ابن حبان في صحيحه عن جابر عن النبي قال: «من أوليَ معروفاً فلم يجد له خيراً إلا الثناء، فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره، ومن تحلّى بباطل فهو كلابس ثوبي زور»، وبإسناد حسن عن جابر عند الترمذي عن النبي قال: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، فإن لم يجد فليثنِ، فإن من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلى بما لم يعط، كان كلابس ثوبي زور»، وكفر العطاء يعني ستره وتغطيته. وبإسناد صحيح روى أبو داود والنسائي عن أنس قال: «قال المهاجرون يا رسول الله، ذهب الأنصار بالأجر كله، ما رأينا قوماً أحسن بذلاً لكثير، ولا أحسن مواساة في قليل منهم، ولقد كفونا المؤونة، قال: أليس تثنون عليهم به وتدعون لهم؟ قالوا بلى، قال: فذاك بذاك». وينبغي أن يشكر القليل شكره للكثير، ويشكر الناس الذين يقدمون له خيراً لما رواه عبد الله بن أحمد في زوائده بإسناد حسن عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله : «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر، والجماعة رحمة والفرقة عذاب».

    نصحُه، لحديث جرير بن عبد الله المتفق عليه قال: «بايعت رسول الله على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم»، وحديث تميم بن أوس الداري عند مسلم أن النبي قال: «الدين النصيحة قلنا لمن؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» قال الخطابي: "ومعنى الحديث عماد الدين وقوامه النصيحة، كقوله الحج عرفة أي عماده ومعظمه عرفة". كما بيَّن رسول الله حق المسلم على المسلم والأجر العظيم فيه، أخرج مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال: «حق المسلم على المسلم ست، قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه».

    أما البغض في الله،
    فقد نهى الله سبحانه عن حب الكفار والمنافقين والفساق المجاهرين، روى الطبراني بإسناد جيد عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله : «ثلاث هن حق: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، ولا يتولى اللهَ عبدٌ فيوليه غيره، ولا يحب رجل قوماً إلا حشر معهم» وفي هذا نهي جازم عن محبة أهل السوء خشية أن يحشر معهم.
    وأخرج الترمذيُّ، وقال هذا حديث حسن، عن معاذ بن أنس الجُهني أن رسول الله قال: «من أعطى لله، ومنع لله، وأحبّ لله، وأبغض لله، وأنكح لله فقد استكمل إيمانه».

    وكذلك روى مسلم عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله : «... وإذا أبغض الله عبداً دعا جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه، قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال فيبغضونه ثم توضع له البغضاء في الأرض ... » وقوله : «ثم توضع له البغضاء في الأرض» خبر أريد به الطلب، وذلك بدلالة الاقتضاء، إذ إن هناك كثير من الكفار، والمنافقين، والفساق المجاهرين، يوجد من يحبهم ولا يبغضهم، فاقتضى صدق المخبر أن يكون المراد بالخبر الإنشاء أي الطلب، فكأنه يقول: يا أهل الأرض أبغضوا من أبغضه الله. وبالتالي فالحديث يدل على وجوب بغض من أبغضه الله، ويندرج تحتها وجوب بغض الألد الخصم، الوارد في حديث عائشة المتفق عليه عن النبي قال: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم»، ووجوب بغض من يبغض الأنصار الوارد في حديث البراء المتفق عليه، قال سمعت رسول الله ، أو قال: قال النبي : «الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله»، ووجوب بغض من يقول الحق بلسانه لا يجاوز حلقه، لحديث علي عند مسلم، قال: «إن رسول الله وصف ناساً -إني لأعرف صفتهم في هؤلاء- يقولون الحق بألسنتهم، لا يجوز هذا منهم، وأشار إلى حلقه، من أبغض خلق الله إليه» قوله «لا يجوز» معناها لا يتعدى، ووجوب بغض الفاحش البذيء الوارد في حديث أبي الدرداء عند الترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح أن النبي قال: «... وإن الله ليبغض الفاحش البذيء».

    هذا وقد وردت بعض الآثار في بغض الصحابة للكفار، منها، ما رواه مسلم عن سلمة بن الأكوع قال: «... فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض، أتيت شجرة، فكسحت شوكها، فاضطجعت في أصلها، قال: فأتاني أربعة من المشركين، من أهل مكة، فجعلوا يقعون في رسول الله ، فأبغضتهم، فتحولت إلى شجرة أخرى ...» ومنها حديث جابر بن عبد الله عند أحمد أن عبد الله بن رواحة قال ليهود خيبر: «يا معشر اليهود، أنتم أبغض الخلق إلي، قتلتم أنبياء الله عز وجل، وكذبتم على الله، وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم ...».

    ومنها ما ورد في بغض من يظهر الشر من المسلمين، فقد أخرج أحمد وعبد الرزاق وأبو يعلى بإسناد حسن، والحاكم في المستدرك، وقال صحيح على شرط مسلم عن أبي فراس، قال: خطب عمر بن الخطاب، فقال: «... ومن أظهر منكم شراً ظننا به شراً، وأبغضناه عليه».
    فالحب في الله، والبغض في الله، من أعظم الأمور التي يتّصف بها المسلم الذي يرجو رضوان الله ورحمته ونصره وجنّته.
    =========
    مقتبس من كتاب مقومات الشخصية الاسلامية – من منشورات حزب التحرير

  2. #2
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Dec 2004
    الدولة : أرض الاسلام
    العمر : 60
    المشاركات : 368
    المواضيع : 53
    الردود : 368
    المعدل اليومي : 0.05

    افتراضي

    تصحيحا للآية الكريمـة :
    الحب في الله يعني أن تحب العبد لله، أي بسبب إيمانه وطاعته، والبغض فيه يعني أن تبغض العبد بسبب كفره أو معصيته، لأن في هنا للتعليل، وذلك كما في قوله تعالى: (فذلكنَّ الذي لمتُنَّني فيه) أي بسببه، ومثله قوله تعالى (لمسّكم في ما أفضتم ) وأيضاً كما في قوله «دخلت امرأة النار في هرة» أي بسببها.

المواضيع المتشابهه

  1. يا صباح الحـب
    بواسطة فتحي علي المنيصير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 10-07-2008, 10:21 AM
  2. سـأحفظ ُ عـهـدَ الحـُبِّ
    بواسطة فتحي علي المنيصير في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 29-03-2008, 12:19 PM
  3. الحـب ليـس روايـة شرقيـة
    بواسطة شموخ الحرف في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 20-05-2007, 03:33 PM
  4. الحـب المُـقـدَّس
    بواسطة عطاف سالم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 03-05-2007, 03:19 AM
  5. من أجـمـل ما قيـل فـي الحـب و الـغـزل ..!!!
    بواسطة دموع القلم في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2007, 10:23 PM